.
.
.
اممم ربما يعدُّ هذا تطفلًا لكن لكي لا يطول الخلاف
في جازى وجزى (بالتحديد جوزي حين تُقال للخير)
أعتقدُ أن الأمر ليس في صحة قول جزيت أو جوزيت..
بل هل يُستعملُ الفعل (جازى الذي مبنيه للمجهول جوزي) للخير؟
إذ يردُ عند بعض العلماء أن جزى للخير وجازى للخير وللشر أو أنها للشر فقط، ولهذا قمتُ ببحثٍ وأرجو أن يفيد الجميع ولا يجعلنا نجزم بأي شيء
..
جاء في تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي قوله:
( وجازاه مجازاه وجزاء ) بالكسر قال أبو الهيثم الجزاء يكون ثوابا وعقابا ومنه قوله تعالى فما جزاؤه ان كنتم كاذبين أي ما عقابه وسئل أبو العباس عن جزيته وجازيته فقال
قال الفراء لا يكون جزيته الا في الخير وجازيته يكون في الخير والشر قال وغيره يجيز جزيته في الخير والشر وجازيته في الشر وقال الراغب لم يجئ في القرآن الا جزى دون جازى وذلك ان المجازاة هي المكافأة وهى المقابلة من كل واحد من الرجلين والمكافأة هي مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها ونعمة الله تتعالى عن ذلك فلهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في الله تعالى وهذا ظاهر ( وتجازى دينه وبدينه ) وعلى الاولى اقتصر الجوهرى ( تقاضاه ) يقال أمرت فلانا يتجازى دينى أي يتقاضاه وتجازيت دينى على فلان تقاضيته والمتجازي المتقاضى ( واجتزاه طلب منه الجزاء ) قال * يجزون بالقرض إذا ما يجتزى * ( وجزى الشئ يجزى كفى و ) منه جزى ( عنه ) هذا الامر أي ( قضى ) ومنه قوله تعالى لا تجزى نفس عن نفس شيأ أي لا تقضى وقال أبو اسحق معناه لا تجزى فيه نفس عن نفس شيأ وحذف فيه هنا سائغ لان في مع الظروف محذوفة وفى حديث صلاة الحائض فأمرهن ان يجزين أي يقضين وفى حديث آخر تجزى عنك ولا تجزى عن أحد بعدك قال الاصمعي هو مأخوذ من جزى عنى هذا الامر يجز عنى ولا همز فيه والمعنى لا تقضى عن أحد بعدك أي الجذعة ويقال جزت عنك شاة أي قضت وبنو تميم يقولون أجزأت عنه بالهمزة وتقول ان وضعت صدقتك في آل فلان جزت عنك فهى جازية عنك..(فصل الجيم، ج1 ص8328)
::
وفي كتاب الكليات لأبي البقاء الكفومي:
(الجزاء المكافأة على الشيء
وقد ورد في القرآن { جزى } دون { جازى } وذلك أن المجازاة هي المكافأة والمكافأة مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها ونعمة الله لا كفء لها ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في حق الله تعالى { في القاموس الحمد لله كفء الواجب أي ما يكون مكافئا له } والجزاء إذا أطلق في معرض العقوبات يراد به ما يجب حقا لله تعالى بمقابلة فعل العبد لأنه المجازي على الإطلاق ولهذا سميت دار الآخرة دار الجزاء ) فصل الجيم، ج1، ص550
::
من شبكة الفصيح:
نقلا عن الأستاذ/ فريد البيدق من رابطة رواء
فـ"جوزيت" من "جازى"، وهي أبلغ من "جزيت" من "جزى".
+
الفعل المبني لما لم يسم فاعله للفعل ( جزى ) هو ( جزي )
الفعل المبني لما لم يسم فاعله للفعل ( جازى ) هو ( جوزي )
+
جاء في معاني الفراء
اقتباس:
يقول القائل: كيف خص الكفور بالمجازاة والمجازاة للكافر وللمسلم وكل واحد؟ فيقال: إن جازيناه بمنزلة كافأناه، والسيئة للكافر بمثلها، وأما المؤمن فيجزى لأنه يزاد ويتفضل عيله ولا يجازى. وقد يقال: جازيت فى معنى جزيت، إلا أن المعنى فى أبين الكلام على ما وصفت لك؛ ألا ترى أنه قد قال {ذلك جزيناهم} ولم يقل {جازيناهم} وقد سمعت جازيت فى معنى جزيت وهى مثل عاقبت وعقبت، الفعل منك وحدك. و (بناؤها - يعنى -) فاعلت على أن تفعل ويفعل بك.
وجاء في القرطبي
اقتباس:
وقال مجاهد: يجازى بمعنى يعاقب، وذلك أن المؤمن يكفر الله تعالى عنه سيئاته، والكافر يجازى بكل سوء عمله، فالمؤمن يجزى ولا يجازى لانه يثاب.
وجاء في تفسير الآلوسي:
اقتباس:
يقال جزيته وجازيته ولم يجىء في القرآن إلا جزى دون جازى وذلك لأن المجازاة المكافأة وهي مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها ونعمة الله عز وجل تتعالى عن ذلك ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة فيه سبحانه وتعالى ، وفيه غفلة عما هنا إلا أن يقال : أراد أنه لم يجىء في القرآن جاز فيما هو نعمة مسندا إليه تعالى فإنه لم يخطر لي مجيء ذلك فيه والله تعالى أعلم ، ويحسن عندي قول أبي حيان : أكثر ما يستعمل الجزاء في الخير والمجازاة في الشر لكن في تقييدهما قد يقع كل منهما موقع الآخر
+
جاء في الصحاح
جَزَيْتُهُ بما صنع جَزاء وجازَيْتُهُ، بمعنًى.
وجاء في المحكم
الجَزَاء: المكافأة على الشيء.
جزاه به، وعليه، جَزاءًا، وجازاه مجازاة، وجِزاء
::
وبحثتُ كثيرًا في الأمر لكن هناك عدة آراء لغويًا.. منهم من يقول أن جزى للثواب والعقاب معًا ومنهم من يقصرها على الخير.. والعكس مع جازى..
أظن أن التلخيص الشافي أن:
الفعل المبني لما لم يسم فاعله للفعل ( جزى ) هو ( جزي )
الفعل المبني لما لم يسم فاعله للفعل ( جازى ) هو ( جوزي )
و أن جزى وجازى قد تأتي للثواب والعقاب أو بمعنى الخير والشر..
لكن لكي لا نقع في الخلاف نستعمل جزاك للخير وجازاك في معنى الخير أو الشر..
فحتى الأبيات في زمن الاستشهاد والحجة وردت بالفعلين
فلمَ نختلف؟
ولكم تحيتي وشكري
.
.
.
المفضلات