..

.

هل تحس بالبرد؟ .. و وجهك الشاحب..كيف هوَ؟ هل آتي بقربك...

وأضمّك..هل سأسمع أنفاسك..هل سأحس بشيء؟

و..ستحدثني عندما آتيك..صحيح؟

..

إني أحنّ إليك..وأبتسم في وجه الشمس حين أتذكرك..كبياضٍ لا حد له..كصوت لا يصلني لرقته..

كوفيتك التي صنعت أطرافها لك جدتي, أتذكرها؟..لا زالت رائحتك عالقةً بها.


وصورتك المعلقة على جدران قلبي لا زالت ضبابية..لا أتذكر ملامحك جيدًا..هل أثير شفقتك..عندما لا أبكي؟

..قلبي يبكي..في كل مرة! وأصافح خيال يدك..ولا أراكْ!

وأخبرك –كما في كل مرة- : لقد فرحت اليوم.. أو أنبئك: لقد بكيت كثيرًا..في الغد!

وستصدقني..في كل مرة..وأسطر لك كلامًا طويلاً..لا يقرؤه أحد..وأبتسم صباحًا في وجه قلبك.


..

.. لكنك لم تخبرني ماذا أفعل إذا رحلت..لم توضّح لي خطّة مناسبة لما بعد رحيلك..

أنتَ لم تخبرني في الحقيقة أنّك ستبتعد! أنّي لن أراك مجدّدًا!

..لم تخبرني كم هذه الحياة مظلمة..بل لم تخبرني أنها ستظلم أكثر بدونك.

يبدو أن صوتي خفيض..بحيث لا يصل إلى قلبك..هل أرفع صوتي أكثر عوضًا عن أن أستمر في الهمس لك؟ ... وعندما يسألونني عنك ماذا أقول؟........


هذه المرّة يجب أن ترد عليّ..












أنتظرك الآن..يجب أن تخبرني ما الذي سأقوله عندما أُسأل عنك...كيف كان؟

..


......


يبدو أنك لا تجيب....و لن تجيبني أبدًا!


لكنني سأخبرك..سأبتسم طويلاً وأنا أتذكرك...سأبتسم طويــلاً وأنا أعيد لمّ صورتك ...في ذاكرتي المنهكة.

سأخبرهم..أنّك كنت ملاكًا...وأني ظننت أنّ هذا الملاك سيظل معي إلى الأبد...

سأخبرهم عن بياضٍ تحمله..سأقول: إني لا أراه دائمًا – حتى لو كنت لا أراك أبدًا..

ثم إني سأبحث في قلبي عن ملامحك..وسأصف لهم جمال وجهك\قلبك..ثم سأقتطع قطعة من قلبي وألقيها...

ثم سأخبرهم: أن الباقي لك!


وإني سأكون سعيدةً أكثر..لو لا أراكم مرةً أخرى أبدًا..
سيتأسف قلبي..لكن..هذا الدرب الوحيد الموصل لك.

وسأستمر..وأقول بخشوع: لقد كان هذا الملاك طيّبًا جدًّا..

ولقد كان يضحك معي..كان هذا الملاك ينظر إليّ وكنت أراني في عينيه..سأخبرهم أن هذا الملاك كان يمتلك عينان جميلتان جدًا!

وكنت أصبح ضئيلة جدًا عندما أقف بقربه..لقد كان عاليًا كالسماء..ثم سأحزن عندما أتذكر وأنا أخبرهم أني لا أستطيع أن أجرب هذا الآن..ربما أصبحت ضئيلة أكثر.

سأكمل بفخر: إن هذا الملاك كان قويًّا جدًّا..بحيث يستطيع حملي عاليًا كما لو كنت ورقةً في يده..لكنه كان متعبًا..كان متعَبًا جدًا..وكان نبيلاً..حقًا...لقد كان نبيلاً حقًا!
إنه ملاكٌ لا يوصف.

لقد كان يفهم كل شي..وكنت أنا أسأله عن أي شيء.

لكني سأتوقف قليلاً..ثم سأكمل بخجل وأنا أخفض وجهي: "لكنني نسيت نبرة صوته"

سأضحك بفرح..حين أخبرهم أنك في آخر مرة رأيتك فيها ابتسمت لي..ورفعت حاجبيك فرحًا بي..أنا لا أصدق.. أكاد أن أطير.. هل أنا بهذه الأهمية حتى يبتسم ملاكٌ في وجهي, ويفرح بي.

هل صوتي واضح؟


إذا كان نقيًا فأجبني..ما رأيك لو نلعب لعبة الاختباء..على تل من الحزن؟

وما رأيك..لو نستمر في ذلك حتى تسدل السماء أستارها..ثم يعجلنا المطر..فنسير تحته ثم لا نفترق أبدًا!