السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى كل من يفتح قلبه ويشرك عقله في تفاهمٍ هادىء..
إلى كل من يتفهم بدون انفعال ولا محدودية ، نظرة الغير ، وميول الآخرين !
إلى كل عاقلٍ يفكر بروية..
هل عرفتم يوماً ما هو فن التحطيم ..!؟

إنه فن يتعلمه كل مخرب لا مجرب ... فعلاً .فمن لم يمر في حياته بتجارب ..أو ربما مر بها ولم
يأخذ منها الدرس الذي تشرحه .. لا يمكنه أن يفعل سوى أن يجيد فن تحطيم الآخرين ،
ومهاجمة مواقفهم نحو الحياة
لو تركنا الحياة تلقننا دروسها ، وتركنا عقولنا للتجارب لتستفيد منها ، والأخطاء لألا تعيدها ..
لما احتجنا لأن نعاني كثر ما تألمنا . ولتعلمنا !
هل يبدو حديثي غامضً بعض الشيء ؟؟ أو كل الشيء ربما !!

حسناً أعزائي ..
جلَّ ما قصدته .. هو فنٌّ تعلمه الكثير للأسف ، فضاع بين جنبات متعلميه الكثير من الشباب ،
والأطفال وغيرهم .. بل واختفت معالم المواهب الناشئة المبتدئة ، والتي ترى الحياة لأول مرة ،
قضوا عليها ، مجيدي فن التحطيم!..

ما رأيكم في فتاة تسأل أمها : أمي أود الذهاب إلى المكتبة لأني من محبي القراءة !
الأم : ألم تجدي شيئاً أجدى نفعاً وأكثر أهمية ! لا .. لن تذهبي
الفتاة : ولكن أمي ...
الأم : سنذهب لنشتري الملابس فهذا أفضل !


وشاب يسأل والده : والدي ، لقد فزت على مدرستي ببطولة السباحة ، وأود المشاركة في
البطولة التي ستقام على مستوى الدولة ..
الوالد : ماهذا يابني ؟؟ سباحة وكلام فاضي؟؟ تعال معنا سنسافر إلى (..) أفضل لك من هذا
اللهو ..
الشاب : ولكن يا أبي انني أكثر من يجيدها بين اصدقائي وانا مرشح للفوز على مستوى قيم و...
الوالد : كله لهو ولعب اطفال .. لن تذهب .. سترافقنا الى نزهتنا ..!!

هذه بعض الامثلة العادية .. لكن انظروا معي ..
عندما يبدأ ناشىءٌ باتخاذ هواية ، ويبدأ الجميع ضده ويحرمونه منها .. ويطمسون معالمها قبل
الظهور كلياً .. فإن هذا سيؤثر على المستقبل ! نعم سيؤثر .. فلو كان منهم أن شجعوه لصار
موهوباً وافتخر به وطنه .. وللأسف أن هذا أصبح يحصل مع النشاطات الدينية أيضاًَ ومسابقات
القرآن وغيرها ...

إن هذا نوعٌ من فن التحطيم .. وهو ما يختص بالهوايات المعروفة العادية ، كمجرد هواية.. لكن ماذا لو كان لأحد منكم موهبة تود التفجُّر والوصول إلى المجتمع والظهور ، لكن مجيدي فن التحطيم والذين
يكونون عادةً من الأهالي يبدأون بسحق صاحب الموهبة نفسياً ، حتى يرغم على تركها واليأس يتملكه من المجتمع والناس وخصوصاً القريبين منه !
وينطوي جاعلاً هوايته وموهبته حبيسة جدران قلبه وحناياه ، حتى يصاب بالملل من هذا التحطيم !
ولو علمت ان نصف متصفحي الشبكة هم هاربين من المحطمين ، لتفاجأت .. لكن اعلم ان هذه
حقيقة ، واسأل ان شئت .. وهنا... أعتقد أن كثيراً سيشاركونني الرأي ..

وحقيقةً أيضا ، أن الانترنت اصبح محطاً للاعتراض من قبل اصحاب فن التحطيم ، عندما
شاهدوا الشباب التجأ اليه بدلاً عنهم ويأساً منهم.. فما كان امامهم سوى انتقاده هو ايضا !!
بالنسبة لي فأنا من أول هؤلاء الذي يرافقهم مجيدي فن التحطيم في كل لحظة .. لكن ما عسانا
نفعل سوى ان نصبر ونحاول !

لكن مع كل محاولاتي اهب صارخةً في النهاية : لن يفهموا ابداً لن يفعلوا مستحيل ان يفعلوا !!

مثال :
اليوم قمت بشراء رواية واحدة فقط ! من معرض الكتاب المقام في ابوظبي .. المهم .. تلقيت
محاضرة طويلة عريضة من احد هؤلاء .. وبكيت في نهاية الأمر ووجداني كله يصرخ : لن
تفهموا ابداً مهما فعلتم .. وعندما قلت له : انها هوايتي .. لو كان بها شيئاً معيبا فقولوا لي ما هو
حتى اعلم ، قبل ان تمنعوني منه .. فلم يجيبوا سوى بتحويل الموضوع إلى مدافعةٍ عن تنظيم الوقت وفعل الاشياء المفيدة !! أليس هناك وقت للهواية أو الموهبة إذا قضينا واجباتنا ؟؟!

إن هؤلاء لا يمكن ان يفهموا لم يحب المرء التأمل في السماء .. أو القراءة في المساء .. أو تقضية الوقت في المنتديات .. أو القراءة والكتابة وكل الهوايات
إنهم يفهمون عندما يرغبون هم لاشيء .. لكن غيرهم ، لا ...غيرهم لا يفهم .. غيرهم لا يدرك .. لا يمكن لشخص اصغر منهم ان يفهم موضوعاً يتناقشوه فيما بينهم ..لا يمكن لشخص اصغر سنا منهم ان يكون احيانا اكبر عقلا وارجح تفكيرا .. لماذا لا يمكن ؟؟
لأن هذه افكارهم . وهم ليسوا على استعداد ليغيروها من اجلك ... !!

انه عالمٌ مقيت ..
عندما تجد نفسك حبيساً بين جداران اربع .. فتترك العنان لموهبتك بالخروج .. أياً كانت .. ولنفترضها رسماً أو كتابة شعر مثلا ..فتمسك بالدفتر والقلم ..ويدخل عليك والدك ..أخوك..أمك..ويمسك دفترك ، يسحبه منك ، يقرأ .. يسخر .. يغب .. أو يستهتر .. أو يمسك به ويرميه .. أياً ما يفعله مما يدل على عدم اهتمام .. حتى لو كانت نظرة ! فإن هذا سيحطم جزءاً من مشاعرك ..وهذا أكيد !
لم لا نحاول ان نفهم .. ربما نملك طموحاً ، نود أن ندعه يتحقق .. ولكننا في نفس الوقت نحطم طموح غيرنا .. فلننتبه ، فكما تحب ان يظل طموحك مشرقاً ومفتوح الصفحات ، يحب غيرك ومن هم اصغر منك ..

أفكر جديا في اهداء هذا الموضوع لأحد هؤلاء الذين يتواجدون في حياتي .. لكن الخشية من ردود الفعل تقف حاجزاً .. فمتى تقع الحواجز .. ومتى تتفاهم الأطراف !؟ ومتى ينقضي فن التحطيم هذا من المجتمع ؟؟

حتى في المدارس .. المعلمين والمعلمات .. والأصدقاء !!!!!!!!

متى نكف ؟؟ متى نهتم ؟؟ متى؟؟ متى ؟؟

أجيبوني ... ما رأيكم فيما أقول .. حقاً ؟؟ هل أنا صادقةٌ في هذه المشاعر ..
إنني من ضمن من يتلقون تحطيما يوميا ، في هذا العالم الواسع الضيق!

!فهل لي الحق بالتحدث بهذه الطريقة ؟؟

وماذا علينا ان نفعل ؟؟

شكرا على وقتكم
واسفة لشغله بهذا الموضوع ، إن كنتم تعتبرونه من السخافات
لكنه حقيقة يتجرعها الكثيرون من اصحاب الطموح الحزين

افلا نكف عن التحطيم للآخرين ؟؟
أمل وددت لو يتحقق!

وفي امان الله

محبتكم في الله