أؤمن أن لكل مقامٍ مقال ولكل ميدان رجاله، فلم أكن أهلاً لكتابة مقالات تقترب من المجال السياسي من قريب أو من بعيد..
لكن الأحداث تستنطق الحجر والتاريخ يدون بحروف من نور !
يلا يا مصري صحي الروح .. الحرية باب مفتوح
ماذا حـدث ؟..
كيف بدأت..
لا نستطيع أن نجزم تحديداً من أين اشتعل فتيل الثورة.. من عند تونس التي بفضلها انتقلت عدوى المظاهرات ؟..
من عند ظلم وقهر استمر لثاث عقود من الزمن ؟..أم من عند موت "خالد سعيد" وصفحته الشهيرة بهذا الموقع الاجتماعي ؟.
المُهم أن يوم 25 والذي كان عيداً قوميـاً للشرطة تجمع ليلته ألاف الناشطين بالفيس بوك للإعلان عن مظاهرات حاشدة بميادين مصر الكبرى..
}
شعب حضارة ومجد سنين .. مش هيطاطي ليوم الدين
لماذا نتظاهر؟
تمر مصر بواحدة من أسوأ مراحلها التاريخية في كل النواحي. فبرغم التقارير التي تذكرها الحكومة المصرية لتجميل الصورة إلا أنه وللأسف الحقيقة مختلفة عن تلك التقارير. ونزلونا جميعا يوم 25 هو بداية للنهاية، نهاية كل الصمت والرضا والخنوع لما يحدث في بلادنا وبداية لصفحة جديدة من الإيجابية والمطالبة بالحقوق. يوم 25 يناير هو مش ثورة بمعنى إنقلاب لكن هو ثورة ضد الحكومة لنقول لها أننا بدأنا الاهتمام بشؤون بعضنا البعض وسنأخذ كل حقوقنا ولن نسكت بعد اليوم.
فهناك 30 مليون مصري مريض بالاكتئاب منهم مليون ونص مرضى بالاكتئاب الجسيم وأكثر من مائة ألف محاولة انتحار خلال عام 2009 تسببت في وفاة 5000 شخص. لدينا 48 مليون فقير منهم مليونان ونصف المليون يعيشون في فقر مدقع. لدينا 12 مليون مصري بدون أي مأوى ومنهم مليون ونصف يعيشون في المقابر.
هناك فساد منهجي أدى إلى وجود قضايا فساد تزيد قيمتها جميعا بأكثر من 39 مليار جنيه خلال عام واحد فقط. ومصر تحتل
المركز 115 بين 139 دولة في تقرير التنافسية العالمين من حيث الفساد الحكومي.
هناك أكثر من 3 مليون شاب عاطل ونسبة البطالة بين الشباب تجاوزت 30% ومصر تحتل المركز الأخير بين 139 دولة في معدل الشفافية في التوظيف.
لماذا يوم 25 يناير؟
في عام 1952 قاوم أجدادنا في جهاز الشرطة ببنادقهم العادية الجيش البريطاني بدباباته وجيوشه فاستشهد منهم 50 وأسر أكثر من 100 وضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل الوطن. ونحن بعد أكثر من خمسين سنة نعاني الآن من ممارسات جهاز الشرطة الذي أصبح أداة لتعذيب المصريين وإهانتهم. وقد اخترنا هذا اليوم بالذات لأنه يرمز إلى التحام الشرطة مع الشعب وهذا ما نرجو يوم المظاهرة أن يلتحم معنا الضباط المحترمون لأن قضيتنا واحدة. يوم 25 يناير هو إجازة رسمية مما يمنح لكل المصريين المشاركة دون تعطيل أعمالهم.
}
شعب تونس يا حبيب .. شمس الثورة مش هتغيب
ظلت المظاهرات حاشدة تسير وتندد وتُطالـب.. وعلى الجانب الآخر من الحكومـة صمت وتجاهل لا يوحي إلا ببلادة وجهل عن قدرات الشعب المصري العظيم لثلاث أيـام بلياليها بدون بيـان واحد يحترم هؤلاء المواطنين.. !
حتى كان يوم الجمعة والموافـق 28.. و جمــعة الغضــب !
ماذا فعلت الحكــومة ؟..
علمت الحكومة سريعـاً بما ينتويه الناشطون من الشباب، فمنعت الصلاة بالمساجد الكبرى..
مُنع الإنترنت عن مصر لقرابة الأسبوع وانقطعت الاتصالات الهاتفية تماماً في بعض المحافظات وكأننا عُدنا لأيام قرونـاً للوراء !
تجمع بدون كثير مبالاة ألاف المتظاهرين وبدأت المظاهرات بمعظم محافظات مصر تزداد ألافاً على ألاف.. تردد مع مطـلبها " سلميــة.. سلميــة" !
في منتصف النهـار تحولت تدريجيـاً ردود فعل الشرطة للتعدي بالإيذاء على المتظاهرين بأسلحة محرمـة دوليـاً وباستخـدام العصي والشوم، وهو الذي لم يردع المتظاهرين..
يوم كان مأساويـاً مع عدد القتلى والجرحي وقبل مغيب الشمس قوات الشرطة عجزت تماماً عن التحكم في تدفق المتظاهرين، لتنزل - ولأول مرة - القوات المُسلحـة ويبدأ فصل جديد من الأحــداث.
قوات الشرطة حاصرت المتظاهرين وأطلقت عليهم قنابل الغاز المدمع (الجزيرة)
حقي ألاقي شغل وأعيش .. والملاليم ما بتكفيش
سقط قتلى وعشرات الجرحى واعتقل المئات في المظاهرات التي اندلعت بعد صلاة الجمعة في عدة مدن مصرية بينها العاصمة القاهرة مطالبة بتغيير النظام ورحيل الرئيس المصري ، في حين أفادت الأنباء عن إحراق مقار للحزب الحاكم في بعض المدن المصرية.
"وقال مراسلو الجزيرة إن شهود عيان أبلغوا عن قتلى ومصابين في القاهرة أغلبهم بالاختناق بعد أن أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز في محاولة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان التحرير.
عن حبيب العـادلي وهاربــي السجون.."
شيئاً فشيئاً ملئت دبابات الجيش شوارع مصر.. كان الشعب يدرك تماماً الفارق بين الشرطة والجيس المصري.
لذا قوبل باستقبال حار، وأكدت " القوات المُسلحة" من جانبها أنها لن تلجأ أبداً لاستعمال العنف ضد المُتظاهرين..
بدأ اللون الأسود المُمميز للأمن المركزي وقوات الشرطة بالانحسـار بحيث لم يبقى حتى عسكري واحد لتنظيم المرور..
كان ذلك متزامنـاً مع هروب ألاف من المساجين وإثارة الشغب والسرقات واقتحام المحال والبنوك في أحـداث لا يبررها قانون المصادفة الأعمى وبما يوحي بخيانة يندى لهـا الجبين بحق وزارة الداخليــة !
شعبٌ يحمى نفسـه بنفسـه !
بدأت على الفور حركات لتكوين لجان شعبية مكونة من المواطنين، ولحمـاية المواطنين..
فاستبسل الشباب في حمـاية الممتلكات العامـة والخـاصة.. وحُمى المتحف المصري بكل ما يحوي من قطع أثرية بمدنين لا يحملون إلا عصي وقلوب تحب هذا الوطـن.
أعيش .. حرية .. كرامة إنسانية
كثر من 19 يومـاً يقيم المتظاهرون في ميدان التحرير.. لا طعام ولا شراب إلا ما يُقدم.. مع بيان كل حين لا يوحي إلا بمنتهى الانفصـال عن الواقـع ومطالب الشعب !
ربمـا الليلة تكون ليلة للخلاص..
لكن المنحنى الذي ظل غارقاً في أقصى قاع آن له أن يرتفع.. وأن للوطن أن يحصل على ما يليق بمكانته، وهو يستحق !
صحي الخلق وهز الكون .. مصر بلدنا مش هتهون
سيظل الموضوع مفتوحـاً لأي تجديدات "إن رأى النور"..عودة لتكريم شهداء الوطن،
و "عمـــار" بإذن الله يا مصــر !
المفضلات