بينما أنا أدرس دروسي ،وأفكر في هذا المنتدى الحبيب ما هو الموضوع
الذي سأكتبه جاءتني فكرة أن أكتب لكم ترجمة للإمام البخاري حتى
تستفيدوا منه وتفيدوا غيركم نبدأ :
نسبه :
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري
مولده :
ولد يوم الجمعة بعد الصلاة ، لثلاث عشرة من شوال سنة 194 هـ ببخارى مدينة معروفة في أوزبكستان
فهو بخاري ، فارسي الأصل ، أما تسميته بالجعفي فهي نسبو لولاء الإسلام لأن جده الأعلى المغيرة
أسلم على يد اليمان الجعفي فهو مولى له بولاء الإسلام .
نشأته وطلبه للعلم :
ربي بالحلال الطيب حيث قال أبوه إسماعيل المحدث عند وفاته ( لا أعلم في جميع مالي درهما من شبهة )
أول سماعه للحديث سنة 205 هـ بداية من أهل بلده ، وقد ألهم حفظ الحديث منذ صغره .
أول ترحاله كان في سنة 210 هـ حج مع أخيه الأكبر أحمد وأمه ، فبقي في بمكة في طلب الحديث ، ثم رحل
إلى أكثر محدثي الأمصار : في خراسان ، وفي الشام ، ومصر والعراق ، وقدم بغداد مرارا .
كتب عن ألف وثمانين نفسا وقيل له : ( أتحفظ جميع ما أدخلته في المصنف ؟ قال : لا يخفى علي جميع ما
فيه ) وكان يقول ( أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح ) وعنه في رواية ( وقل اسم
في التاريخ ( أي التاريخ الكبير ) إلا وله عندي قصة ) .
شخصيته :
نحيف الجسم ، ليس بالطويل و لا بالقصير ، طيب النفس ، رقيق الشعور ، قليل الأكل ، مفرط الكرم ،كثير
الإحسان إلى الطلبة ، ممتلئ بالنشاط والإخلاص في العمل مع شدة زهده وكثرة ورعه ، كما تعود الرياضة
فكان يجيد الرمي مصيبا فيه .
مشايخه :
فهم كثيرون ولكنهم منحصرون في خمس طبقات :
الطبقة الأولى : من حدثه عن التابعين مثل : ( أبو عاصم النبيل ، عبيد الله بن موسى )
الطبقة الثانية : من كان في عصر هؤلاء ، لكن لم يسمع من ثقات التابعين مثل : ( الأوزاعي )
الطبقة الثالثة: هي الوسطى من مشايخه وهم من لم يلق التابعين ، بل أخذ عن كبار تبع الأتباع مثل ( من روى عن مالك والليث بن سعد )
الطبقة الرابعة : رفقاؤه في الطلب ومن سسمع قبله قليلا ، وإنما يخرج عن هؤلاء ما فاته عن مشايخه أو لم
يجد عند غيرهم مثل ( من روى عن
الطبقة الخامسة : قوم في عداد طلبته في السن و الإسناد سمع منهم وروى عنهم أشياء يسيرة .
ولقد اشتهر من قول البخاري ( لا يكون المحدث كاملا حتى يكتب عمن هو فوقه ، وعمن هو مثله ،
وعمن هو دونه )
أما عددهم فيؤخذ من قوله ( كتبت عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث ) وقال أيضا
( لم أكتب إلا عمن قال : الإيمان قول وعمل )
تلاميذه :
فهم لا يعدون و لا يحصون ، وعلى سبيل المثال : قال الفربري ( سمع صحيح البخاري تسعون ألف رجل )
فمن روى عنه من مشايخه : عبد الله بن محمد المسندي ، وعبد الله بن منير ، وإسحاق بن أحمد السرماري
وابن قتيبة .
ومن أقرانه : أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وغيرهما .
ومن الحفاظ الكبار الآخذين عنه : مسلم ، ابن خزيمة، محمد بن نصر المروزي ، النسائي ، الترمذي .
أسباب ترجيح صحيح الخاري على صحيح مسلم :
1- أن الذين انفرد البخاري بالإخراج لهم دون مسلم ( أربعمائة وبضعة وثلاثون رجلا ) والذين تكلم فيهم
ثمانون رجلا ، والذين انفرد مسلم بالإخراج لهم دون البخاري ( 620 رجلا ) والذين تكلم فيهم
بالضعف ( 160 رجلا ) .
2- أن الذين انفرد بهم البخاري _ ممن تكلم فيهم _ لم يكثر من تخريج أحاديثهم .
3- أن الذين انفرد بهم البخاري _ ممن تكلك فيه _ أكثرهم من شيوخه الذين لقيهم البخاري ، وجالسهم
وعرف أحولهم ،واطلع على أحاديثهم ، بخلاف مسلم في الأمرين .
4- أن البخاري اشترط ثبوت التلاقي بين الراوي والمروي عنه ولو لمرة ، واكتفى مسلم بمجرد المعاصرة .
5- ما انتقد على البخاري من الأحاديث أقل عددا ممن انتقد على مسلم .
فمن هذه الوجوه يظهر شدة احتياط البخاري وزيادته في التثبت ، بالإضافة اتفاق العلماء على أن البخاري
أعلم بهذا لافن من مسلم وأن مسلما تلميذه وخريجه ، لكن هذا الترجيح من باب ترجيح الجملة على الجملة
لا من ترجيح كل فرد على كل فرد من أحاديث الآخر ، وما نقل إلينا من تقديم مسلم على البخاري فهو من باب
حسن السياق وجودة الوضع والترتيب ، لا إلى الأصحية ، كما قرر ذلك أهل الشأن .
أرجو أن تكون هذه الترجمة قد أفادتكم
ولا تنسوني من صالح دعائكم
إلى اللقاء عند ترجمة مسلم .
المفضلات