سلامٌ من الله عليكم
...
...
هل جرّبت أن تجلس إلى مائدة تحاول أن توسّع أحداقك لتلتقط صورتها كاملة ؟!
و تتمنى لو تكبر دائرة رؤياك لتستوعب كل ما عليها من أصناف
فتدوّر عينيك في ذهول لجمال المشهد ، و العصائر من كل نوع و لون و كأن قوس قزح قد مرّ بها
و روائح الطعام الزكية تتغلغل في خلايا دماغك حتى تكاد تصيبك بالخَدَر
و تثير شهيّتك حتى لكأنك ستفقدها، فتستجمع قواك المرتبكة و تلملم بعثرات دهشتك
و تبدأ بتناول أول لقمة ..
و إذ بها كأنها الشوك، تلوكه في فمك ولا تكاد تسيغه
تدفعها إلى حلقك فتعلق على حافة مجرى التنفس تنوي خنقك
تستعين عليها بذاك العصير فإذا به علقم يؤجج النّفسَ
فتتكسر تلك الصورة في ذهنك و تستنجد ذاتك ..
فتأتي الذاكرة و تصفعك لتستفيق من دهشة كاذبة
و تسحلك إلى حيث يجب أن تكون و تُريك ما لابد أن تراه
فتستيقن حقيقة الدهشة بصورة كاملة تتجسد أمامك بلا معاناة
لمائدةٍ ليس فيه سوى بعض من ورق شجر
و صحنٍ من لحم قطط، و كسيرات خبز فاحت منه رائحة العفن، و كأس ماء عَكِر
طعامٌ لا يُسمن ولا يغني من جوع، و شهية مفقودة لم يعد هناك ما يثيرها
و رمق غالباً ما يسده أخيراً حفنة تراب
فتمجُّ لقمتك .. قرفاً .. قهراً ..
و الألم يتملكك، تعاف الدنيا و ما عليها
و تؤمن أنّ هناك خيالاتِ بشر لازالت تنتظر النور، و موتًا في جسد حياة
و بائسين ملؤوا جيوبهم و بطونهم لا يشعرون، ولا يدمعون، ولا حتى يعتذرون ..
ما زالوا يرتكبون النقائص بدعوى استمرار الحياة .
تمت ~
[/B][/COLOR]
[/CENTER]
المفضلات