عندما كانت صغيرة كانت تتساءل لماذا عددهن (هي وأخواتها) أقل من أخوانها .
-"أمي يجب أن تنجبي فتاة ليتساوى عددنا ، أرجوك" قالت صغيرتنا ببراءة.
-"الأمر ليس بيدي ي صغيرتي" تنهدت عندما رأت الحزن في عينيها ثم أردفت "ما رأيك أن ندعو الله إذا؟".
سعدت الطفلة كثيرا بهذه الفكرة وتوقفت عن الأسئلة ، أحست الأم بالراحة ولكن ذلك لم يدم طويلا .
ففي أحد الأيام كانت الطفلة تبحث عن شيء ضائع في غرفة أمها عندما وقعت ورقة ، رفعتها الطفلة وقراءتها ثم هرولت باحثة عن أمها "أمي ! أمي! الورقة مكتوب عليها مقابلة للولادة ، أهذا يعني أنك ستنجبين قريبا؟".
نظرت الأم إلى الورقة ثم أجابت "إن شاء الله...".
-"يجب أن تكون فتاة فنحن دعونا الله أتذكرين؟".
-"...أتمنى ذلك" أجابت الأم بعد أن رأت البريق في عيني بطلتنا.
بعد أسابيع أنجبت الأم وشاء الله أن يكون المولود ذكرا ، انزعجت الطفلة قليلا في البداية لكن ذلك تغير بعد أن كبر الطفل قليلا ، فقد بدأت بمداعبته واللعب معه واطعامه في بعض الأحيان ،أصبح يمضي معها وقتا أطول من الذي يمضيه مع والدته.
عاش الجميع بسعادة إلى أن وافت المنية أخويهما الكبيران ، كانت الفترة بين موتهما أقل من سنة ... كلاهما عانى من المرض كثيرا قبل أن يموت لكن الأم صبرت وكذلك فعل الأب ، أما بطلتنا لم تعد طفلة بعد الآن لكنها بكت حينها كما لم تبكي من قبل.
لقد أصبح عددهن مساويا لعدد اخوانها لكنها لم تعد سعيدة.
المفضلات