كل واحد منا همه أن يكون أنيقًا في عيون الخلائق ... فلو أخذنا مثلًا وقلنا ...

لو أنني أنا أو أنت أو أي شخص .. شاهد
منزلًا جديدًا قد أعجبه وراق له .. وكان سعره كذا وكذا من المال الذي لا يملكه ...

لانكب ذاك الشخص بجهده جامعًا
ماله لشراء ذاك المنزل ...

وبعد أن
يشتريه .. هل يبقيه كما هو!! بالتأكيد لا ... فنجده منكبًا في إصلاحه وتحسينه وتجميله وإضفاء ما قد نقصه من مستلزمات ...

كي إذا دخل عليه شخصًا قال [
ما شاء الله .. ما هذا الجمال!! ] ...

سواءً أكان داخله ضيفًا أو صديقًا أو قريبًا أو هو بذاته (
ساكنه ) ... لا عيب في ذلك فهذا طبع البشر كلهم وطبع حسن ... فإن الله جميل يحب الجمال ...

ولكن أين أصبح
العيب كامنًا إذًا؟؟؟!!!

لقد أصبح
العيب في زمننا هذا كامنًا في بذل طاقتنا لإعمار بيوت زائلة .. لو وقعت في مهب ريحٍ لأفنتها ...

ونسينا ونسينا منزلًا كلنا نازلوه ... {
القبر } ... نسينا ذاك المنزل الذي إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ...

اجتهدنا كي نحسن أحوالنا .. وعملنا فاشترينا ما أمتعنا من
منازل وسيارات وسلع وجواهر وأشياء نفيسة ...

وتكبدنا في سبيل ذلك
متاعب شتى .. وحسنا وأضفنا لمساتنا على ما اشترينا ...

وكل هذا لم نقطتع منه جزءًا يسيرًا كي نبني به لنا
قبرًا ...

لماذا؟؟؟ ..
لماذا وأقولها من قلب دامٍ ... نعيش اليوم في زمنٍ قد كثر فيه موت الفجئة ...

لا يعلم الشخص منا إن
رحل لمكان أعائد إلى أهله ومنزله أم لا ...

اهتممنا بمنازل
زائلة ونسينا منزلًا .. لن أقول دائم ولكن ما بعده دائم ...

لو كان روضة من رياض
الجنة لنعمنا في بساتينها .. ولو كان حفرة من حفر جهنم لشقونا في دركاتها ...


والآن هل ما زلتم إخوتي في الله تريدون أن تبنوا منازل الدنيا متناسين حقيقةً قد أصبحت بسببنا خيال؟؟!!

صدق القائل حين قال .. {
قبونا تبنى .. ونحن ما تبنا .... يا ليتنا تبنا .. من قبل أن تبنى } ...

سارعوا إلى اختيار منازلكم البرزخية والخالدة ...

أنا لا أقول كلامي هذا كي نهمل الدنيا ولكن ... {
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا ... واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا } ...

وفقني
الله وإياكم لبناء أجمل القبور البرزخية .. وسكننا المولى بفضله في جنات النعيم وبساتينها الزاهية ...

ولا أجد موضوعًا داعيًا هنا في المنتدى لعمل صالح مثل موضوع ...
[h=3]" موعظة اليوم" النسخة الرابعة ....[/h]
... لذا سأجعل من موضوعي هذا دعوةً مجانية له ...

جزى
الله صاحبه وكل القائمين عليه والمستفيدين منه خير الجزاء .. ووفقهم لما أحب من القول ورضي ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته