المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الروح وطريقها الى الله



عُبيدة
9-12-2009, 07:44 PM
http://www.saaid.net/Minute/img/69.jpg


الروح وطريقها الى الله
قال تعالى:" كل نفس ذائقة الموت" (آل عمران: 185) وقال سبحانه:" قل إن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم"(الجمعة:8)، فهاتان الآيتان الكريمتان تتحدثان عن حتمية المصير الإنساني الذي يشهد له الواقع بانتهاء وجوديته ككائن حي على الأرض، هذه الحتمية التي طالما تخالج النفس بسؤال الموت، متى سأموت؟ وكيف سأموت، وماذا تعني لي سكرات الموت؟ وكيف ستخرج الروح من الجسد والى أين ستذهب؟ وماذا يعني القبر للميت؟ وما هي حقيقة البعث والحشر والحساب والجنة ونعيمها والنار وعذابها؟ أسئلة تضطرد بازدياد في فكر المرء وتزداد حدة وشدة في وجدانه مع ذهاب كل يوم من عمره الذي يعني انه خطوة نحو هذه الحتمية واقتراب من الواقع التطبيقي لتلك الأسئلة بالدخول في عالم الغيب، عالم المجهول، عالم الوعد والوعيد، عالم لا يمكن تناسيه أو معالجته بالمسكنات، فالثابت فيه هو الموت والمتطور هو زمنه وميعاده، فهل من معرفة لشيء من هذا المصير، وماذا عن زاد الرحلة فيه؟


http://www.muslimvideo.com/tv/thumb/1_14973.jpg


خروج الروح من الجسد فانه إذا حضرت الوفاة الإنسان، جاء ملك الموت ومعه أعوانه من ملائكة رحمة وعذاب "حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون" (الأنعام:61) فتجرد الروح من أطراف الجسد وتستقر بالحلقوم " فلولا إذا بلغت الحلقوم، وانتم حينئذ تنظرون" (الواقعة 84) فيرى الإنسان موقعه في هذه اللحظة من الآخرة وتظهر عليه إمارات ذلك، قال عليه السلام:"إن المؤمن إذا حضرته الوفاة بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه وأما صاحب النار الذي ختم له بسوء فهو يبشرها وهو في تلك الأحوال"، ثم تخرج الروح بعد ذلك بسهولة ويسر للؤمن، وتخرج بشدة وعذاب لغيره، فقد روي عنه عليه السلام: "إذا احتضر المؤمن أتت ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء يقولون أخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك، وللكافر يقولون اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله فتخرج كأنها ريح جيفة".
http://www.rumonline.net/images/content/content/5a%5B1%5D(1).jpg


ينتقل بعد ذلك الإنسان جسدا هامدا إلى القبر، فإما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، كما في الخبر الثابت، ثم يعرضون إلى ذلك حتى تقوم الساعة، كما هو ثابت من حكاية آل فرعون في القران:"النار يعرضون عليها غدوا وعشيا" وقال عليه السلام:"إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه"، وعذاب القبر هو عذاب برزخي بمعنى أن ليس شرطا فيه القبر كمكان للعذاب – ربما يكون المعنى تجاوزا – فمستحق العذاب سواء قبر أم لم يقبر معذب لا محالة، والأجساد في قبورها نوعان: أجساد لا تأكلها الأرض، كأجساد الأنبياء والشهداء، كما في الحديث الثابت عنه عليه السلام، أما النوع الثاني وهم بقية الناس فتأكلهم الأرض، قال عليه السلام:" كل ابن ادم يأكله التراب إلا عجب الذنب – عظمة في جسم الإنسان – منه خلق ومنه يركب "أما مستقر الأرواح فمتفاوتة في البرزخ فمنها أرواح في عليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء عليهم السلام، ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت" وهي أرواح بعض الشهداء بل إن من الشهداء من تحبس روحه بسبب الدين، ومن الشهداء من تكون أرواحهم عند باب الجنة كما جاء في الخبر"الشهداء على بارق نهر بباب الجنة"، ومنها أرواح محبوسة في القبور ومعذبة فيها، ومنها أرواح منعمة وهي أرواح المؤمنين.


http://www.islam-network.net/Vb/imgcache/2/14028alsh3er.jpg


وإذا أراد الله تبارك وتعالى قيام الساعة، أمر الملك الموكل بالصور أن ينفخ فيه النفخة الأولى التي تميت المخلوقات إلا من شاء الله وبها يحصل الانقلاب الكوني كذهاب الشمس وانفلاق القمر ونسف الجبال وغيره"ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله "(الزمر: 68)، فتبلى الأجسام كلها، قال عليه السلام: "ما بين النفختين أربعون، ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس في الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظم عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة "، وقال تعالى:" ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم ينظرون"(الزمر:68) فبالنفخة الثانية يقوم الناس من قبورهم وأول من تشق عنه الأرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "وينفخ في الصور فإذا هم من الأجداث ينسلون" (يس:51) ثم يبعث كل إنسان على ما مات عليه" رواه مسلم، ايمانا أو كفرا أو نفاقا، ثم يجمع الناس على ارض المحشر" يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات"(إبراهيم:48)، يقول النبي عليه السلام: "يحشر الناس يوم القيامة على ارض بيضاء عفراء كقرص نقي ليس فيها علم لأحد"، وعن عائشة رضي الله عنها سمعت النبي يقول: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، فقلت "الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم لبعض قال:" الأمر اشد من أن يهمهم ذلك"، قال تعالى: "فخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا" (طه:107)، ويعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب في الأرض عرقهم سبعين ذراعا وانه يلجمهم حتى يبلع آذانهم، متفق عليه عنه عليه السلام، أما المؤمنون فيقول لهم الله يوم الحشر" أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"، أما غير المؤمنين فخطاب الله واضح فيهم "ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما" (الأسراء97) ثم يجاء بعد ذلك بجهنم"وجيء يومئذ بجهنم" (الفجر23) وعن مسلم" يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام كل زمام سبعون ألف ملك".


http://tsameem.jeeran.com/aqeda1.JPG


بعد أن يحشر الناس بين يدي الباري سبحانه وتعالى كما تقدم، يشتد عليهم الخوف والكرب، فيتشفعون بآدم عليه السلام ومن بعده بإخوانه الأنبياء فيعتذرون قائلا كل منهم:" لقد غضب ربي غضبا ما غضب قبله مثله ولا يغضب مثله بعده وأنا لا أستطيع أن اكلم ربي" ثم يأتون يعد ذلك محمدا عليه السلام فيشفع لهم ثم يبدأ الحساب، فأول الشاهدين على أفعال العباد هي الأرض، فعنه عليه السلام انه قرأ "يومئذ تحدث أخبارها" قال : أتدرون ما أخبارها؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: فان إخبارها أن تشهد على كل عبد عما عمل على ظهرها، تقول عمل كذا وكذا. رواه ابن حبان في صحيحه، ثم يؤتى كل كتابه من تحت العرش"وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا إقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" (الاسراء13- 14)، وروى الترمذي عنه عليه السلام" يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما العرضتان فجدال ومعاذير، عند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ثم توزن بعد ذلك صحائف الأعمال في الميزان"." فأما من ثقلت موازينه، فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية"(القارعة6-10) ثم يتحول الناس بعد ذلك إلى الصراط على متن جهنم، وبذكره تكون نهاية رحلة الغيب إلى المستقر الأبدي، فيمر الناس إلى الجنة بحسب أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يحبو حبوا، ويكون أول المارين على الصراط سيدنا محمد عليه السلام وكل من جاز الصراط بعده دخلوا الجنة ومن لم يتمكن من الاجتياز تناولته خطاطيف على جنبات الصراط فتقذفه في جهنم، فيسعد أهل الجنة بنعيمها ويشقى أهل النار بجحيمها، نستعيذ بالله منها.
http://s41.radikal.ru/i094/0905/ab/bfe430fc6fd8.jpg


http://islam.maktoob.com/image3203_500_361/500X361.jpg


http://www8.0zz0.com/2009/09/24/07/516023925.jpg

عُبيدة
10-12-2009, 09:49 PM
الهم اجعلنى ممن يبشرون كما قال رسول الله عليه افضل صلاة وسلم
قال عليه السلام:"إن المؤمن إذا حضرته الوفاة بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه

سُلوان
10-12-2009, 10:08 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وفى مواضيعك
جزيت الجنة