المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة



Leon.S.K
23-9-2007, 09:59 AM
نور

مقدمة بسيطة عن القصة نور خريجة كلية الإعلام تنتظر البدء بأول يوم عمل لها بعد تخرجها. طال انتظارها الممل لتجد عملا تفرغ فية محصلة سنوات الدراسة الجامعية وتوقها لأن تثبت نفسها. وهاهي الفرصة تلوح:محررة في صحيفة ((الحقيقة)). وصلت نور إلى مقر صحيفة ((الحقيقة)) الرئيسي في وقت مبكر,مع انها استخدمت الباص ومن المعروف ان اجتياز اي مسافة يتطلب وقتا اطول بواسطة الباصات لأنها تتوقف في محطات كثيرة وتسلك عددا كبيرا من الطرقات الفرعية. إلا ان الشوارع كانت شبة خالية في هذه الساعة الصباحية ولم يكن الازدحام قد أدرك أوجة بعد. وما إن دخلت المبنى الضخم حتى سارع موظف الإستقبال الجالس في إحدى زوايا المدخل الفخم إلى سؤالها عن إسمها وعن سبب زيارتها, ثم راح يراجع بضع اوراق أمامة بتركيز مبالغ فية . وبعد وقت قصير من الفحص الدقيق , أخبرها أن المدير المسؤول عن قسمها لم يحضر بعد , وطلب منها الجلوس في قاعة الإنتظار لحين وصولة . فما كان من نور إلا أن توجهت إلى القاعة وقررت إستثمار الوقت بقراءة صحيفة ذلك اليوم, عل هذه تساعدها على الدخول في أجواء العمل سلفا .اختارت مقعدا جلديا منزويا بعض الشيء , وانصرفت الى مطالعة الأخبار السياسية الاجتماعية والثقافية , إلى أن لفت انتباهها في الصفحة الأخيرة اسم رئيس مجلس الإدارة . من هو سعيد ناصر؟ لم تكن قد سمعت بهذا الإسم من قبل ,ولطالما كانت تظن أن الجريدة هي لعائلة رضوان العريقة في مجال الصحافةة جيلا بعد جيل . لابد أنة تحول طرأ حديثا , قالت لنفسها , لكنها لم تعر المسألة أي اهتمام. تابعت تصفح الموضوعات إلى أن قدم موظف الاستقبال وأبلغها أن المدير المسؤول ينتظرها في مكتبه في الطابق الثالث .صعدت حاملة معها زادا من العزم والإرادة والتصميم ,واستسلمت بكل ما اوتيت من شجاعة لدوامة العمل الصحافي.
ارجو ابداء رأيكم في القصة هل تستحق الاكمال ام لا

فرنس
23-9-2007, 10:23 AM
السلام عليكم...
قصة في بدايتها قصة عاديه...
ولكن اغلب القصص الجميلة تكون بداياتها عادية...
وتبدأ روعتها في منتصفها
فارجو ان تكملها
ربما تكون رائعة
وشكرا على القصة
مع تحياتي

Leon.S.K
23-9-2007, 10:32 AM
هذه التكمله الثانية للجزء الأول من القصة




بعد مرور ستة أشهر على تسلمها وظيفتها الجديدة ,أصبحت نور بارعة في استقصاء الأخبار وتريرها . وملمة بإستخدام اللغة الصحافية وتعابيرها وصيغها الخاصة . وكان مديرها راضيا عنها مع أسلوبة الفظ بعض الشيء في التعامل مع المراسلين والمحررين . وكان يتنبأ لها بمستقبل زاهر في هذا المجال إلى حد أنه يزعزع خيبتها ((المبدئية)) من الحياة وتشاؤمها الحكيم . لم تعقد علاقات صداقة حقيقية مع أي من زملائها أوزميلاتها , بسبب ضيق الوقت عموما, والجو التنافسي الحاد خصوصا بين العاملين في القسم . كما أنها لم تتعرف إلى رئيس مجلس ادارةالصحيفة ,لكنها علمت أن سعيد ناصر كان مقيما في الولايات المتحدة, حيث يملك احدى أهم دور النشر الأمريكية وأنة عاد حديثا إلى لبنانواشترى جريدة ((الحقيقة)) من عائلة رضوان التي كانت في مأزق مالي كبير ومشرفة على الإفلاس . لم تكن نور ذات طبيعة فضولية , ولم تكن تحب طرح الأسئلة , ولا كانت تثير اهتمامها أي من الأجواءأو التفاصيل المحيطة بها وغير المرتبطة بالعمل حتى جاء ذلك اليوم الربيعي وقلب حياتها رأسا على عقب .

فرنس
23-9-2007, 10:44 AM
بدأت القصة تجبني شوي....
كمل كمل الله يعينك علي
هههههههههه

Leon.S.K
23-9-2007, 11:13 AM
التكمله الثالثة والأخيرة للجزء الأول



كان الجو ماطرا في ذلك اليوم مع حلول شهر مايو , لكن المطر كان نوعا من الرذاذ اللطيف الذي يعيد للروح توازنها ويصالحها مع الطبيعة . جلست نو إلى مكتبها وراحت تستعيد لائحة الجولات التي كان عليها أن تقوم بها خلال النهار. فقد أوكل المدير إليها , وللمرة الأولى , إجراء تحقيق حول أوضاع المزارعين في جنوب البلاد , وكان من المفترض أن يحضر المصور الذي سيرافقها في جولتها عند الساعة العاشرة كي يصطحبها إلى المنطقة بسيارته . تناهى إلى سمعها فجأة بعض الأصوات المرحبة , فرفعت بصرها عن الأوراق ورأت رئيس مجلس الإدارة واقفا أمام مدخل القسم , يتحدث الى شاب طويل القامة بجواره , وحوله مجموعة من المديرين والموظفين تعلو ثغورهم البسمات . لفت الشاب نظر نو بسبب أسلوبة الغريب في النظر من حوله . كم حزينتان عيناه , فكرت , ثم سمعت صوت زميلتها لارا وهي تقول لها : انظري , هذا هو الأستاذ كريم , كم هو وسيم !
ومن يكون الأستاذ كريم ؟
إنة ابن الأستاذ سعيد الأكبر . كان يدرس الهندسة في الولايات المتحدة , وقد تخرج لتوه وعاد الى البلا ليؤسس مكتبا فيها . أليس وسيما ؟ قولي !
وماذا يفعل هنا؟
أحب الأستاذ سعيد أن يرافقه في جولة على مكاتب الجريدة وأن يعرفه إلى فريق العمل. هل لاحظت أنة وسيم للغاية؟ كانت لارا وكالة أنباء متجولة وثرثارة من الطراو الأول وسطحية إلى حد غير قابل للشفاء . لكنها كانت الوحيدة التي تشعر نور بأن الزمالة ليست بالضرورة شكلا من أشكال العداوة . ولم تكن نور تتجاوب عادة مع نشرات لارا الإخبارية لكنها اليوم احست بدافع غريب إلى معرفة المزيد , واستغربت في نفسها هذا الشذوذ على قاعدة الصمت واللامبالاة والكتمان . اصطف المحررون لألقاء التحية على المدير العام وابنه , وانضمت اليهم بدورها مع شعورها بالحرج في مواقف مماثلة , لأنها لم ترغب في لفت الأنظار بإمتناعها عن أن تحذو حذوهم . حين جاء دورها أخيرا كانت ترتجف من الداخل وفسرت ارتباكها هذا بنوع من الخجل. نور هاشم , قالت بصوت خفيض , وانسحبت الى مكتبها مسرعة . لكنهاشعرت بنظرات كريم تتبعها , وعندما التفتت هنيهة إلى الوراء رأت عينيهالحزينتين تحدقان إليها من بعيد , وتعجان بمئات نقاط الاستفهام... نقاط استفهام كانت أشبه بجسور تمتد بينهما , جسور أو حرائق , لافرق, لكنها كانت كافية لتضع نور على حافة بركان لم تكن تشك في وجوده من قبل . ماذا أفعل ؟ كيف أنجو؟ إلى أين أهرب ؟ راحت تسأل نفسها. أغمضت عينيها من فرط الدوار ولم تأت بحركة . لن أفعل شيئا , أجابت بعد حين , لابد أنة الحب , وهذا النوع من الحب هو حلم لا أقوى علية ز عاديأسها ادراجه متغلغلا في ترابها . اليأس مثل الدم يجري في عروقها . لكنهل ثمة عروق داخل الروح كي يجري فيها كل هذا اليأس؟ كان هذا لقاء نور الاول مع الحب . لكن سخرية القدر , أو حكمته ربماشاءت أن يكون وعدا بحب شبه مستحيل . ولاشيء , قالت لنفسها يمكنهأن يتدخل هنا . وحدة الإذعان لنداء العزلة والصبر على الدمار الداخليبل وحده الوقت كفيل بأن يمرر العصفة . فالحب المستحيل يشبه العاصفة , يهب ويحدث تحولا هائلا في الروح , ومثله تفعل العاصفة في الطبيعة . ولا تستطسع أي قوة أن تصدها , إنما هي تهدأ من تلفائها وتتلاشى بعد أنتحدث نا تحدث من فتك ودمار . وفجأه رن جرس الهاتف وقطع على نور تاملاتها . كانت تلك عاملة السنترال , تعلمها بأن المصور ينتظرها امام مدخل المبنى منذ عشر دقائق . نظرت نور إلى ساعتها واكتشفت أنها قد تأخرت حقا . حملت أوراقها ومسجلتها الصغيرة وتوجهت مسرعة الى الخارج . كان الهدوء يعم مكاتب الطابق الثالث , واستنتجت أن الأستاذ سعيد قد أنهى جولته في القسم . وقفت تنتظر المصعد وتأففت لأنه تأخركعادته . همت باستخدام السلالم إلا ان وصل في الدقيقة الأخيرة . فتحت الباب ولمحت شابا في الداخل , ماكان منها عندما تبينت ملامحه ألا أن شعرت بقلبها يشتعل كقمر في منتصف الليل.
وجهك يعبق بالغرابة , قال كريم .
عيناك حزينتان , قالت نور .

يتبع..............

Leon.S.K
23-9-2007, 11:15 AM
ارجو المعذرة على الاخطاء الإملائية

كما أرجو أعلامي برأيكم القصة ما اذا كانت تستحق المتابعة

فرنس
23-9-2007, 11:24 AM
قصة رائعة
انشاء الله نكملها غدا... الجزء الثاني
الى اللقاء
وشكرا على القصة
مع تحياتي

Leon.S.K
23-9-2007, 12:04 PM
التقى نور وكريم غذا ...التقيا في المصعد واندلعت الحرائق زلم يسألها شيئا , بالكاد استطاع ان ينظر إليها وأن يتمتم بضع كلمات عن الغربة التي تفوح من وجهها . لم تسألة شيئاغير أنها حدثتة بصوت خفيض عن حزن عينيه . ومتى كان لقاء روحين في حاجة إلى كلمات او أسئلة؟لغة الصمت هي الأبلغ والأكثر تعبيرا عن الباطن ومتاهاته . فكيف إذا كانت هذه المتاهه متاهة الحب وعواصفه ؟
خرجت نور من المصعد مسرعة واستقلت السيارة التي كانت تنتظرها أمام البوابة قبل أن يتمكن كريم من أن يستجمع أفكارة ويستعيد وعيه . لقد سلبه وجهها كل شيء: الوعي , المنطق , الإدراك, الكلام , وخصوصا الإحساس بالزمن . شرب وجهها وداخ , ووقف في المدخل مذهولا من أن تكون هذه المرأة قد استطاعت في غضون ثوان أن تخترق حصن لامبالاته المنيع وقسوته الظاهرية . فلطالما كان كريم يردد أن أحدا لا يستطيع أن يتجول في المناطق الخطرة من ذاتة مادام هو نفسه مكونا من مجموعة أنوات مختلفة ومتعارضة , ويعجز أحيانا عن التفاهم والتواصل معها عندما تثور فيهاعاصفة الألم,عاصفة الوحدة,عاصفة الفراغ,عاصفة الصمت, عاصفة اليأس , عاصفة الصرخة الداخلية المكتومة , عاصفة الهدوء الذي يخمدالصخب . وكلما كان يتملك كريم الإحساس بالعطب , كان يرفض أن يفضي بهذا العطب الى الاخرين , نتيجة شكوكه في جدوى تسليم هذا الشعور الى شخص اخر اعجز من أن يتدخل أو يساعد . لكن ما الذي حدث في هذا اليوم , مالذي حدث مع هذه المرأة , وقف كريم متسائلا , كي يتغير في كل هذا وتنقلب روحي رأسا على عقب؟
.................................................. .................................................. ...............................
غريبان والتقيا قالت نور لنفسها وهي جالسة في السيارة التي كانت تقلها إلى الجنوب . كانت أصوات المدينة تصل إليها من بعيد , كما لو أنها صدىلزمن ماض , ومثلها كلام المصور عن صعوبات العمل في هذه البلاد ورغبته في الهجرة ومشكلات والد الصحية . كلمات فارغة , بلا معنى وبلا شكل , بالكاد كانت نور تسمعها لشدة انهماكها في الاصغاء لروحها, كما لو انها تسبح في الفضاء الخارجي وترى كل شيء , الأرض , الناس, المباني , الهموم والأفراح , من مسافة بعيدة للغاية.. غريبان والتقيا , فكرت نور مجددا ,وشعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها إلى الخارج , إلى الحياة والضوضاء والنور , بعيدا عن البرد والعتمة والجمود والأيام التي تتشابه بلا هوادة والأحزان التي تنزف بلا انقطاع. كادت تصرخ:
استيقظي يا امراة ! أنت تسعين وراء الخيبة , وراء الألم , وراء الأحلام الخادعة لفرط نبلها والأماني الكاذبة لفرط طهارتها ! ألست قانعة بوحدتك؟ الم تكتفي بحصتك من الدموع التي تنزل من عينيك سكينا
تلو اخر ؟أهربي ! أهربي قبل أن يفوت الأوان ولا تستسلمي ! كانت نور في الحقيقة عاجزة عن ادراك كنه هذا السر الذي يجعلها تهرب بإستمرار الى داخلها الذي لا يعرف بعضه بعضا , ولا يستطيع أن يساعد بعضة بعضا .شيء ما شديد المعنى ويشبه القدر كان يمنحها أن تؤمن بما هي ,و أن تخضع لوحدتها , وتلبي نداء عزلتها , ويمنحها أن تتأكد من استحالة القيام بأي مجهود في هذا الشأن . كانت مقتنعة تماما بأن السعادة وهم لا تستطيع أن تتحمل كلفة تصديقه والاستسلام له والجري وراءه ... لكنها رغم ذلك لم تتمكن من التصدي لهذا الطوفان الهائل الذي راح يجتاح روحها ويجعلها تردد , مع كل خفقة :كريم ,كريم,كريم...

Leon.S.K
23-9-2007, 12:07 PM
ساقوم بتكملة الفصل الثاني بعد الافطار ان شاء الله

Leon.S.K
23-9-2007, 07:28 PM
لم تعد نور الى المكتب في ذلك اليوم لأن الرحلة استغرقت وقتا أطول مما كان ممتوقعا , وكان الليل مستفحلا في المدينة عندما رجعت الى منزلها . وجدت والدتها مستغرقة في النوم , أما والدها فكان يتابع فيلما أجنبيا على التلفزيون مع شقيقها الأكبر رامي . أين عماد ؟ سألت , فأخبرها والدها أنة يدرس لامتحانات الربيع برفقة زميله نبيل , وأنه سوف يمضي الليلة في منزله . عماد ورامي . رامي وعماد. الاثنان شقيقاها لكن تفصلهما هوة لاتردمها كل رمال الصحراء . ربما يجب على الانسان أن يختار عائلته فكرت نور , فكم من المشكلت العائليه قد تزول انذاك! إذا بقدر ماكان رامي منفصلا عنها وعدائيا معها ويغتنم أول فرصة لإثارة المتاعب , بقدر ماكان عماد الذي يصغرها بسنتين , طيبا وحنونا ولا يترك مناسبة تمر دون أن يعبر لها عن اهتمامه بها كانت تحب الاثنين طبعا لكنها تتجنب اي احتكاك مع الشقيق الأكبر كي لا تثير مشكلات في المنزل . وخصوصا أن والدتها المرضة تخص رامي المشاغب بمحبة فائقة تكاد تصل إلى حدالتأليه , وتتعامى عن عيوبه بنوبات تحيز تشبه حالات التمييز العنصري .
ولطالما كان عماد , الذي عانى ولا يزال يعني الأمرين بسبب هذا التمييز الظالم في حقه وحق نور , يلح على شقيقته لكي تخبره عن اسباب حزنها الدائم ويستنكر امتناعها عن الإفصاح بمكنوناتها , وخصوصا أنة كان من جهته لا يخفي عنها شيئا ويستشيرها في اصغر المسائل .لكن نور كانت تعرف أن البوح في حال الألم يفعل فعلا عكسيا فيها . فالانستن عندما يبوح , يحرم الداخل حقيقة العيش في المواجهة مع المشكلة , وعندما تصير هذه المشكلة ملك الاخر , الغريب عن الذات ودواخلها , فلا بد أن يؤدي ذلك إلى نوع من التمويه وإلى إضاعة السهم الموصل إلى موضع الجروح .
الألم مسألة شخصية , قالت نور وهي تؤم غرفتها , كذلك الحب أضافت مبتسمة , قبل أن ترتمي فيأحضان الليل .
.................................................. .................................................. ..............................
في صباح اليوم التالي , توجهت نور الى العمل بقلب وثوب خفيفين , متناسبين مع دفء الشمس التي بدأت تطارد في وقت مبكر سكان المدينة الساحلية .
كانت مصممة في ذلك اليوم على كتابة مقالتها حول مزارعي الجنوب استنادا الى المعلومات التي حصدتها في الأمس ,لكنها ما ان دخلت الى المكتب حتى شعرت بأمر غريب يدور حولها . فقد استقبلها كل الزملاءبإبتسامة عريضة ,وشنت عليها لارا , وكالة الانباء هجوما لا مثيل لة بسلاحها الأبيض ,أي بوابل مذهل من الأسئلة : لماذا لم تخبريني شيئا؟من هو؟من أرسل لك باقة الورود الحمراء؟
باقة الورود الحمراء؟رددت نور بتعجب ثم التفتت الى مكتبها ورات فعلا باقة رائعة من الورود تنتظرها
. لا بطاقة , لا اشارة , لا اسم يكشف هوية المرسل . غموض ينناسبها تماما , وتعلمت منذ صغرها ان تفك رموزه واسرارة.
ثم وابل جديد من الأسئلة : كيف اخفيت عني هذا الامر ؟ لديك حبيب سري اذا قولي من هو! هل اعرفة؟
هل ستتزوجان قريبا .؟ هل هو شاب وسيم؟...
لارا ارجوك لسنا هنا للتحدث عن حياتي العاطفية!
لكن اعطني بعض المعلومات فقط! لا اتحمل واقع اني لا اعرف شيئا عن الموضوع إسمة؟عمرة؟مجال عملة؟ هيا يانور لا تتخابثي !
رغبتي في الحفاظ على اسراري ليست نوعا من الخبث . وهل سألتك يوما عن شيء؟
لا ,لكني اطلعك باستمرار على اخباري, وخصوصا الطفية منها فلم لا تبادلينني الثقة؟
ليست المسألة مسألة ثقة يا لارا لكن...
وهنا تدخل جرس الهاتف لينقذ نور من مأزق الفضولية , زسمعت نور صوتا خيل إليها انها تعرفة منذ ازمنة :
الو , الانسة نور هاشم؟
الورود تقول أشياء كثيرة لا ندركها...
أعجبتك؟
إنها رائعة وإن احرجتني قليلا فالتكتم ليس بالضبط من شيم أهل الصحافة .
سامحيني ,لم أستطع أن أقاوم إغراء تلقيحها بشموس عينيك. هل نلتقي؟
أين ومتى؟
في مقهى ((الجزيرة)) عند الساعة السادسة أيناسبك ؟
حسنا إلى اللقاء اذا !

ارجو ان تكون حازت على الاعجاب (الى الان)

يتبع...

WHITE MUSK
23-9-2007, 07:42 PM
القصة جميلة حقاً

شدتني من سطرها الأول إلى الآخر

لكني أتساءل عن عنوانها ..

ألا يجب أن تكون لكل قصة عنوان ؟؟

بوركت أخي

في انتظار الجديد

Leon.S.K
24-9-2007, 06:54 AM
المكان : مقهى ((الجريدة)) على شاطىء البحر .
الزمان : السادسة مساء من يوم خريفي دافىء وساحر .
المناسبة : لقاء الشمس والقمر , الليل والنهار , الضوء والعتمة , لقاء نور...
وكريم.
وصل كريم الى المقهى قبل الموعد بحوالي نصف ساعة . كان إيقاع خفقات قلبه يطغى على صوت تلاطم الأمواج على صخور الشاطيء المترامي امامه . وحين جلس الى طاولة اختارها بدقة متناهية كي تكون معزولة عن صخب زوار المكان , شعر بأنة عاجز تماما عن التحكم بسلوكه وبمشاعرة وبأنه سيجعل من نفسه أضحوكة أمام المرأة التي سلبته عقله واستحوذت كليا على وجدانه وافكارة منذ اللحظة الاولى التي وقع فيه نظره عليها اللحظة الاولى . يا لأرهاب هذة اللحظة وسحرها ! غالبا ماتقرر اللحظة الأولى كل شيء . الحب أو النفور , الصداقة أو العداء , النجاح أو الفشل . انها لحظة اللاكتشاف الأكبر لمن يجيد قراتها ويعرف الاستسلام لسلطتها ولقدرتها على التنبؤ بالأمور .كم من الأشخاص عرفوا مصيرهم منذ اللحظة الاولى التي واجهوا فيها شبح هذا المصير ! كم من الأرواح اكتشفت رسالتها في هذه الحياة منذ اللحظة الاولى التي تلقت فيها اشارات هذة الرسالة ! وكم من القلوب وجدت حبها الكبير منذ اللحظة الاولى التي فيها بصوان هذا الحب ! راح كريم ينظر الى البحر من بعيد , وكان يراوده في كل مرة ينظر اليه حلم السعادة .
سعادة كان شبه متاكد أنها تحمل اسم نور عنوانا , وابتسامتها لونا , وسحرها وغموضها موطنا . وكان تارة يظطرب ويثور ويرتجف , وطور يهدأ كمثل هدوء الطبيعة قبل هبوب العاصفة . مرت الدقائق الثلاثون على هذا النحو ببطء شديد ومعذب , ثم أطلت الساعة السادسة , ومعها نور . راقبها وهي تمشي صوبة من بعيد , وعلى زجهها خفر صادق لا يحول دون ظهور معالم الحرية الكبيرة التي توحي بها . حرية لاهي عن جرأة مبتذلة ولا هي عن حاجة إلى التحدي . حرية تتجاوز الأسباب المعروفة لأنها طالعة من أعماق روحها ومعناها , ولا مرادف لها سوى حرية العصفور الذي ولد ليلحق ويعبر الحدود
*((مساء الخير )) قالت بصوت يعبق برائحة زهر الياسمين ويحرض على تقصي نعومته واثاره في خفايا الذات وفي مناطقها الاكثر حرارة ودفئا .
* نور , هل تصدقين اذا قلت اني اشتقت إليك ؟
*علمني أن اصدق
*ليس شوقا مرتبطا بلقائنا في الأمس بل ببحثي الدؤوب عنك منذ وعيت نقصي وأدركت أنني في حاجة الى من يكملني وأكملة ... أي أنه شوق قديم عمرة سنوات وسنوات
* هذا كلام شعراء .
* ومن قال اني لست شاعرا ؟ لكن لا شك في أنك تزيدينني شاعرية . ثمة فرق شاسع بين أن نكتب لأمرأه مجهولة نبحث عنها , وأن تكتب فينا المرأه المنشودة التي وجدناها أخيرا أجمل الكلمات .
* الا ترى أنك تبالغ بعض الشيء ؟فانت لا تعرف شيئا عني تقريبا , وقد اكون اخبئ لكن في جعبتي الكثير من الخيبات .
*قد اكون مبالغا ربما لو كنت مترددا بعض الشيء حيال ما اشعر بة وما أقولة. لكن هذة الثقة المطلقة في انك ((هي)) لا بد من ان تكون ناجمة عن حقيقة مطلقة وهذة الحقيقة هي انت !
*أخاف ان تحملني اكثر مما لدي وأن اعجز عن تقديم ما تنتظرة مني .
تبدو لي توقعاتك هائلة ...
*لا انتظر منك شيئا . أن تكوني .احساسي بأنك موجودة حقا و بأني لم اكن اركض وراء وهم يكفيني .لا بل يغمرني بعطاياة ويمنحني أكثر مما أستحق...
في هذة اللحظة ظهر النادل امامهما فجاة وكسر فتنة الكلمات المرتعشة والصافية كالبلور . طلبا فنجاني قهوة وعادا الى عزلتهما .الى عالمهما الخاص والمبهم .

Leon.S.K
24-9-2007, 09:44 AM
سأقوم باكمال الجزء الثاني

بعد الافطار

ان شاء الله

فرنس
24-9-2007, 01:26 PM
هذه قصة رومنسية
تكثر فيها التعبير عن المعاني والاحاسيس مع مزجها بروعة الطبيعة

ننتظر التكملة
وشكرا

Leon.S.K
24-9-2007, 04:49 PM
اعود لتكملة القصة ... لم اتوقع ان تعجبكم لهذة الدرجة ولكن شكرا على الردود المشجعة

سألها كريم.
حدثيني عنك . منذ رأيتك شعرت بأنك حزينة : ليس الحزن السطحي الذي لا يخفى على العين, بل ذلك العميق المتجذر الذي يكاد لا يرى . لم كل هذا الحزن ؟
لست بارعة في الحديث عن احوالي .للحديث عن الوجع طقوس خاصة . وهذا الظرف ليس واحد منها...
فهمت تلوذين بالصمت اذا .أبالهرب والصمت تحلين مشكلاتك؟
بداية الصمت ليس هروبا . إنة أداة الاصغاء الكلي لصوت الروح . إنة سفر الى الداخل على العكس من الصخب الذي أعتبرة فرارا من واقع الذات الى الخارج. خارج الوعي والهواجس والمخاوف الحقيقية .
لكن البوح يساعد احيانا على ايجاد حلول وعلى فتح افاق جديدة.
لا اعتقد , فالصمت , وان كان لا يحل المشكلة كما تقول الا انة يضعها في موضعها ولا يجعلا عرضة للتبدد فهو ينقل النفس الى مقربة من ألمها ويجعلها في المراة لكي ترى جيدا ذاتها وتحصي المسام التي منها يتم النفاذ الى الجحيم .
أليس هذا نوعا من التخدير؟ أي تخدير الألم بالمواربة وبالانعزال عما يمكن ان يؤججه .
بل بالعكس الصمت والانعزال يوقظان الالم , ينبهانة الى حقيقتة ,يفلتانهمن عقال النوم ويوعيانه . ومع ان هذا يجعله أكثر حدة وتأججا الا ان التصعيد يمنحه أن يتألف ويظهر .
لكن دعيني اشعر أني جزء ولو ضئيل من هذه الذات التي تنسحبين اليها .
هذا القرار لا يعود الي بل الى الوقت . لكن كفانا حديثا عني . ماذا عنك ؟
هذه قصيدة للشاعر نزار قباني ويبدو جميع الجالسين في المقهى في غاية الانسجام معها كأني سمعتك تقول انك شاعر . ماذا عن ذلك؟
يمكنك ان تقولي اني شاعر مقموع. وأني أجبرت على خوض عمار مجال اخر غير الشعر على الرغم مني . لكن هذة قصة طويلة . وسنتطرق اليها في وقت لاحق أخبريني قبلا لم تنظرين الى الساعة؟ هل انت مستعجلة؟
في الحقيقة لم يتسن لي ان ابلغ احدا في المنزل عن تأخيري . وأخاف أن يشعرو بالقلق اذا ما اطلت الجلوس هنا.
سوف نذهب ولكن بشرط !
لا أحب الشروط. تقتل عفوية الحياة ومفاجاتها . لكن قل ماهو ؟
أن نلتقي غدا في الساعة نفسها والمكان نفسة اذا كان هذا يناسبك .
غدا هو اليوم الاول من عطلة نهاية الاسبوع وأفضل أن نلتقي في ساعة مبكرة من بعد الظهر كالرابعة مثلا .
ممتاز ,هكذا توفرين علي ساعتين إضافيتين من الشوق !
لكن يجب ان تعدني بأنك ستخبرني غدا قصة الشاعر المقموع.
وانت , قصة الحزن خارج قضبان الصمت والانعزال .
اتفقنا ...
وفجأه دوى صوت انثوي عالي الطبقات بالقرب من الطاولة .
نور لا اصدق لم ارك منذ دهور .
مريم ياللمفاجأة السارة ! كيف حالك ؟
بخير , بخير والحمد لله وأنت أخبريني ماذا تفعلين هنا ؟
مريم أعرفك بكريم ناصر . كريم هذة مريم خوري صديقتي منذ ايام المدرسة .
نور أنا عاتبة عليك اين كنت كل هذا الوقت؟ مضت اعوام على لقائنا الأخير ! هل نشرب كوبا من العصير معا ؟
في الحقيقة يامريم كنا خارجين لتونا , لقد تأخر الوقت بعض الشيء و ...
هيا يانور ولو ؟ في صحة الماضي الجميل ! كوب من العصير ونذهب .
نظرت نور بارتباك الى كريم لكنها رأت أنة لا مفر من قبول الدعوة.
استغربت هذا الالحاح من صديقة لم تكن يوما صديقتها حقا ,ولم تبد يوما هذا القدر من المودة والاهتمام لكنها لم تنتبة الى نظرات مريم الى كريم وهي تشبة نظرات لبوة تهم بالانقضاض على فريستها !

نهاية الفصل الثالث


قريبا الفصل الرابع .....

WHITE MUSK
24-9-2007, 06:58 PM
القصة ممتعة : )

مع أنني لا أميل لقراءة القصص الرومانسية ..

لكنني سأتابعك بإذن الله

بانتظار الفصل الرابع

Leon.S.K
25-9-2007, 08:32 PM
كانت قصة العشق بينهما حديثة العهد ,لكنها لم تكن طرية العود . وكان قلباهما يعزفان موسيقى الحب للمرة الاولى , لكنها كانت سيمفونية عمرها الاف السنين ومؤلفة من ملايين النبضات في جميع انحاء العالم . نور وكريم: عاشقان من هذا العصر , لكنهما ينتميان الى كل العصور ! فهل سيرأف بقصتهما الزمن ويكتب اسميهما على صفحاتة الخالدة ؟ ام انه سيهزم بجبروته الرابط الذي يجمع بينهما ويطويهما في ذاكرة النسيان ؟

كان الحبيبان جالسين في ذاك المساء الخريفي في احد مقاهي العاصمة المحاذية للبحر , يتعارفان ويتسامران ويبوحان , حين قطعت مريم عليهما سحر الجلسة , وهي احدى زميلات نور من على مقاعد المدرسة .
فمن هي مريم , وما سر المودة الزائدة التي اظهرتها بإزاء رفيقة قديمة لم تكن تعرها اي اهتمام من قبل ؟

فقدت مريم والدتها وهي بعد طفلة صغيرة لم تتجاوز الثامنة من العمر الا ان والدها لم يشأ ان يتزوج ثانية وخصص وقتة كلة لرعاية ابنتة الوحيدة والاهتمام بها وشائت الصدف ان ترتاد مريم المدرسة نفسها التي ترتادها نور , لما كانتا من جيل واحد , فقد جمعتهما كذلك صفوف الدراسة الا ان مريم تشكو من عيب مزعج للغاية , غالبا ماكان يثير استياء رفيقاتها , هو حب الظهور . وكان غنجها الزائد ودلالها المفرط ناجمين طبعا من كونها ابنة وحيدة لرجل اعطاها كل عمرة ومنحها كل اهتمامة , وكان عجزا عن رفض اي طلب لها , فمريم نادرا ما سمعت في حياتها كلمة لا , واعتادت الحصول على ماترغب بة دون اي جهد او شرط : كان يكفي ان تطلب , فتقوم عصا والدها السحرية باللازم ويتحقق المنشود وكان الاب يأمل بذلك ان يعوض عليها خسارتها لأمها والحنان الذي لا يستطع احد تأمين نكهتة الخاصة والأصيلة كالأم . ومن الطبيعي أن يكون حب الظهور هذا قد تسبب باثارة النفور في قلوب زميلات مريم , وغالبا ماكانت تنجم عنة مشكلات بين الفتيات الواتي كن من طبقات اجتماعية مختلفة ولا يملكن مظاهر الترف نفسها التي كانت تتفنن مريم في عرضها , غير آبهة ٍ بمشاعر الاخريات وظروفهن . هذا كل ماكانت تذكرة نور عن مريم: صورة مراهقة مدللة , سطحية سخيفة الى حد اثارة الشفقة , لم يجمعها يوما بها رابط صداقة حقيقي متين , ولم تسمع عن أخبارها شيئا منذ انهائها الدراسة الثانوية وإلتحاقها بجامعتين مختلفتين . الا ان ما تعرفة نور عن مريم هذة , هو انها كبرت لتصبح شابة شغوفة لحد الهوس بالملابس الفاخرة والماركات الشهير والعطور الفرنسية والاحذية الايطالية , وكل مارافق ذلك من مظاهر البذخ ومستلزمات لفت الأنظار . وكان ولعها هذا ناتجا ً بالدرجة الاولى من سعيها الى جذب الارسام , اذكانت مصممة كل تصميم على ايجاد عريس ((لقطة)) قادر على أن يوفر لها كل العيش الرغيد , ولم تكن قد وفقت حتى الان في سعيها هذا لأنها مثلما كانت تثير النفور في قلب الصديقات , كانت تثير النفور نفسة في قلب الشبان , وصارت شبة متخصصة في التخلص منهم وابعادهة عنا بسبب سلوكها المزعج وتصرفاتها السخيفة وطلباتها التعجيزية .

انضمت مريم اذا الى جلسة العاشقين وأصرت الى قبول دعوتها الى شرب كوب من العصير معا . أتراه كان كوبا من العصير حقا ً أم هو كوب من الحسد والغدر والخيانة ؟

لا يمكن ان تتصوري مدى سعادتي بلقائك يانور! ما هي اخر أخبارك ؟سمعت انك التحقتي بكلية الصحافة ...
نعم , صحيح لقد تخرجت في العام الماضي أنا اعمل الان في جريدة (الحقيقة) ماذا عنك ؟
في الواقع لطالما كنت كما تعلمين مهووسة بالأشياء الجميلة والراقية ذات الذوق الرفيع . وبسبب حسي الفني المرهف هذا, قرت ان ادرس هندسة الديكور لقد تخرجت لتوي وأسعى الى تأسيس مكتب في المدينة . وأنت ياكريم , أتراك من حرفيي الكلمة مثل نور ؟
كلا , للأسف , مع ان صناعة اللغة على أنواعها وأشكلها المختلفة . هي في رأيي احدى اجمل المهن وأرقاها . فالتعبير بالكلمات فعل ابداعي متواصل , ومنسجم مع الانسان وحياتة وخصوصيته .
ما هو مجال اختصاصك اذا ؟
في وسعك ان تقولي اني (مهندس معماري رغما عنة) في اي حال , هذا هو الترعريف الذي انوي ان اعلقة على باب مكتبي !
و لم كل هذة المرارة ؟ الم يكن في مقدورك اختيار مهنة اخرى احب الى قلبك ؟
ليست خياراتنا في الحياه متناغمة بالضرورة مع رغباتنا , والخيارات التي نعتمدها لا تكون دائما مرادفة لحريتنا . قدرة الانسان على ان يختار مصيرة ما هي في غالب الاحيان الا كذبة كبيرة وتموية لقلوب اسرة غير مرئية تجرة الى اتجاهات معينة وقرارات محددة ... الا توافقيني الرأي يانور ؟
نعم, نعم , بالطبع...
مابك ياحبيبتي ؟ اراكي منزعجة بعض الشيء !
في الحقيقة . لقد تأخر الوقت كثيرا وأنا مضطرة الى الذهاب حالا .
حسنا , نذهب فورا اذا , هيا بنا ! تشرفت بلقائك , مريم .
أنا ايضا كريم . كانت حقا مصادفة رائعة ! نور , من فضلك قبل ان تذهبي اود الحصول على رقم هاتفك . يجب ان نضل على اتصال , اليس كذلك ؟
طبعا مريم , هذا لطف منك ...

وما كان من نور الا أن دونت رقم هاتفها في ورقة صغيرة , وأعطتها لمريم شاعرة بأنها قد ظلمت ربما هذة الفتاة , وبأنها ليست سيئة حقا . او أنها على الاقل لم تعد سيئة كما في السابق ... يجب الا نحاكم المرء على اساس زمن مراهقته , فكرت نور في سرها , فهو عرضة للتبد والتغير , وقد يكون هذا التحول الى الاحسن على غرارا ما حصل مع مريم , علي ان اكف عن اصدار احكام مسبقة وهذ اللقاء مع شخص من الماضي هو خير درس يمكن أن اتعلمة في هذا المجال !

هكذا هي نور . قلب طاهر لا يعرف الخبث ولا يعرف ان يميز الخبثاء , صدقت انها ربما وجدت صديقة حقيقية , بعد اعوام من العزلو وانفراد الروح فلطالما كانت نور تقول ان الصداقة كذبة او نكتة . وانها لا تسمح للوهم بالتدخل هنا لأنة سيكون وهما كاذبا ً . زلطالما كانت تقول ان حلبة الداخل لا تتسع لروح وأنها ضيقة . ورغم انها ادركت احيانا الاختناق في عزلتها هذه , فهي لم تستنجد يوما بأحد ولم تهرع الى الباب لتهرب من ذاتها . فقد كانت مقتنعة بأن اللجوء الى الأصدقاء هو لجوء الى الذات وبأن هذا الهرب حافز الى الضياع , وبأنها لايمكن ان تهدىء من روع عذابها بغير خضوع الى صوت الصمت والعزلة .

رافق كريم حبيبتة الى منزلها في ذلك المساء . واتفقا على اللقاء في الغد في المكان نفسة في الرابعة من بعد الظهر وما لم تلاحضة نور هو نظرات احد مدراء الاقسام في الجريدة تلاحقها عند خروجها من المقهى برفقة كريم . نظرات مشبعة باللءم والنيات السيئة بان سمها ما ان دخل كريم بيتة ورأى وجة والده متجهما وهو يتحدث عبر الهاتف الى مجهول ...
اقفل سعيد ناصر السماعة بغضب شديد , وتبع ابنة الى غرفة الجلوس , وكانت يداه ترتجفان من شدة الغيض , ويكسو وجهه لون احمر قاتم يشبة لون السماء حين توشك العاصفة ان تندلع . نظر الية كريم متفاجئا .


مابك ابي ؟ هل سمعت خبرا سيئا ؟
خبر سيء ؟ ياريت ! بل هي مصيبة !
مصيبة ؟ خيرا يا ابي لقد اقلقتني مالامر ؟
ماكان ينقصني الا ان يصادف ابن سعيد ناصر فتاة حقيرة فقيرة بلا اصل ؟
ماذا ؟ !!! عمن تتكلم ؟
عمن اتكلم ؟ او تدعي البراءة ؟ عن تلك التافهة نور هاشم التي تسخر منك وتضحك عليك لتفوز بثروتك ! كم انت غبي حقا ! اقطع علاقتك بها فورا والا لن تكون العواقب حميدة !

Leon.S.K
25-9-2007, 08:53 PM
تم بحمد الله كتابة الفصل الرابع من القصة


ارجو منكم التعليق على اي اخطاء املائية وارسال الرود المتعلقة بالأخطاء على الخاص


شكرا على المتابعة واعتذر عن التأخير


قريبا الفصل الخامس

Leon.S.K
28-9-2007, 04:16 AM
ذهل كريم امام رد فعل والده . وغضب غضبا شديدا ازاء هذا التدخل غير المبرر في حياتة الخاصة ومشاعره الحميمة, وهو غضب ساهم في تأجج احساسة بأنة ملاحق ومراقب , وبأن والده لا يثق بة ويحيطة بالجواسيس . خجل من هذه التصرفات الدنيئة والحسيه التي لا تليق برجل مثل سعيد ناصر , هذا الاب الذي طالما كان مثله الاعلى في الحياة , ورغم طبعة الاستبدادي وولعة بالسلطة . لم يكتمل لهول الصدمة ان ينام معة تحت السقف نفسة ,خرج مسرعا واستأجر غرفة في فندق بات فيها تلك الليلة , او سهر فيها على الاصح لأن النعاس لم يجد طريقا الى جفنه لفرط الحزن . اما نور فقد ذهلت بالقدر نفسة حين ذهبت في اليوم التالي الى مقر عملها لتجد على مكتبها رسالة على مكتبها تبلغها فيها ادارة الجريدة انها قررت الاستغناء عن خدماتها . وقد كان المقرر ان يكون ذلك يوم عطلة رسمية الا ان الجريدة قررت الصدور استثنائيا , مثلما اعلمتها لارا عشية ذلك اليوم اثر دعوتها من موعدها مع كريم . قرأت نور الرسالة وذهلت , بل سعقت ازاء عقاب كانت تعرف تمام المعرفة انها لا تستحقة وظلم كانت تجهل الاسباب الكامنة ورائة . مع ذلك , لم تصدر عنها كلمة احتجاج واحدة بل اكتفت بجمع اغراضها و الخروج من المكتب بصمت ونبل يليقان بنقاء روحها . توجهت فورا الى البيت ولجأت الى غرفتها امام نضرات امها المتفاجئة , من دون ان تتفوة بكلمة واحدة . انعزلت في عالمها السري وراحت تنظر الى نواحي مكانها , توسع فسحة هدوئها لتقترب اكثر من توازنات الصمت والكلام الداخل والخارج البئر والصحراء وعادت لتحوم في رأسها الفكرة نفسها التي طالما تشبثت بها في الماضي : الحياة سلسلة من الهزائم يتخللها من حين الى اخر وهم مضيء يحاول أن يقنعنا بالعكس , بلا جدوى ... سالت نور الغد كيف يستقبل الاوقات التي تنضح باللين وتدعي الامل , في حين انها أوقات مغمورة بالقسوة والخيبة . وكيف أن الانسان يستطيع أن ينام على وسادة احلامة في حين أن لا شيء في الكون قد يحول دون تعرضة للاختراق بفعل القسوة المستبدة التي لا تخلي نواحيها لأي ملكة أخرى . يمر النهار من دون أن تغادر نور سريرها . الا انة عند الخامسة من بعد الظهر , يرن جرس الهاتف فجأة ليسرق الفتاة من أفكارها وهواجسها . تفضل ان تترك عبء الرد لوالدتها الا ان الاخيرة بعد بضع ثوان تعلمها من خلال الباب ان الاتصال هو لها .

الو؟
نور ؟ انا كريم . هل من الممكن ان نلتقي ؟
الان ؟ لا ... لا استطيع . انا متعبة بعض الشيء. لكن ... كيف عرفت انني هنا ؟
لقد عرفت كل شيء ذهبت الى الجريدة واطلعتني لارا على ما حدث . قالت انك غادرتي من دون ان تتفوهي بكلمة واحدة ... ارجوك . من الضروري جدا ان اراك .
حسنا لابأس ... اين نلتقي اذا ؟ في المقهى نفسة ؟
قطعا لا . سوف امر بنفسي لاصطحابك من المنزل بعد نصف ساعة : اعرف مكانا هادئا لن يزعجنا فية احد ...

والتقيا ...
التقيا في مطعم قديم يقع في احدى المناطق الجبلية النائية التي لم يلطها بعد صخب المدينة والناس . وطوال الطريق التي اخذتهما الى هناك , لزم الاثنان الصمت كما لو انة لغة ثانية للتواصل , لغة لا تحتاج الى كلمات وصياغات , لغة تتفجر من القلب كالماء حين يشق الصخر , تصب في القلب ايضا . وكان كريم خلال ذلك الوقت ممسكا بيد نور , بل متمسكا بها كغريق يتمسك بخشبة نجاته . وما ان جلس العاشقان الى المائدة حتى دخل كريم في صلب الموضوع .
هل تعرفين اسباب طردك من الجريدة ؟
ليست لدي ادنى فكرة عن الموضوع . لقد وقع الخبر علي وقوع الصاعقة على شجرة في ليلة صيفية ! وانت ؟ هل تعلم الاسباب ؟
هذا هو السبب : وجودنا معا اهتمامي بك تقربي منك ...
كيف ؟؟؟ اعذرني لكن لست افهم شيئا.
جن جنون والدي المتعجرف عندما اطلعة احد جواسيسة على علاقتي بك ...
علاقة ؟ ولكننا لم نصل الى مرحلة (العلاقة) حتى ! جل ما جرى بيننا هو محض ود وتعارف لا صفة لهما بعد ولا عنوان !
لا تغضبي يانور ارجوك , والدي هو مريض يحب السلطة والجاه والمال , ولطالما كان يخطط لأيجاد عروس لي , اذا يبدو ان لا مكان لي وسط هذة المخططات !\
نور ! اصغي الي ! انا لست والدي , لا اشبهه بشيء , ولا روحا ولا منطقا ... انتي الفتاة الوحيدة التي اشعرتني بأن هذة الدنيا قد تكون جديره بالحياة !
اعذرني ياكريم لكني لا استطيع ان اكون سبب انفصال ابن عن ابية , ولدي من عزة النفس والكرامة ما يحول دون قبولي منطق عائلة ترفضني وتظن انني لا استحق الانتماء اليها !

وسرعان ما وقفت نور وهرعت الى الباب الخارجي . حين لحق كريم بها كانت تسأل احد العاملين بالمطعم عن وسيلة تمكنها من العودة الى المدينة ( ثمة باص ينطلق كل ساعتين من ساحة البلده , وقد حان موعده الان !) . اجابها العامل بابتسامة ساخرة وهو يقول في سرة : (اه من العشاق ومشكلاتهم !). وعبثا حاول كريم اقناع نور بالعودة معه , الا انها اصرت على استخدام الباص , وودعت بنظرات حزينة عن عمق الجرح الذي كان ينزف في قلبها وكبريائها في تلك اللحظة ... نظرات كانت تزرع المسافة بينهما باشواك بلا ورود , بأودية بلا قاع , وبعصافير يتيمة بلا سماء ...

ومضت ساعة ونصف ساعة قبل ان يصل الباص الى المدينة وكان ذلك بالنسبة الى نور وقتا ممضيا وقاتما . اما الطقس فقد كان تشرينيا باردا ولم تستطع الزينة المتلألأة انوارها والوانها لمناسبة العيد الشريف على الحلول , ان تضفي نوعا من الدفء , او ان تقهر احزان الشتاء الداخلي وغيوم الروح السوداء .
كانوا اربعة فقط في الباص , ومعاهم بالطبع تخيلاتهم واحلامهم واوجاعهم كأنهم كانو على موعد , مصادفة عشوائية كأنها محض تدبير عميق للحياة . تدبير لا تفسير لة في الواقع الظاهر , لكن يحمل معه حكمتة مثل كل المصادفات .
كانت نور تنظر الى وجوه الجالسين معها وترى على قسماتهم ملامح الهموم ووطئتها الكبيرة . لكل انسان نصيبة من الاوجاع , فكرت في سرها , ولا احد ينجو من طعنات سكين القدر . كانت عيونهم الهاربة تدل على تذمر ونقمة شديدين , كأن ما يجمعهم لم يكن الباص نفسة فحسب , بل اتلاف ذلك المشهد المنقبض الذي يرتسم على وجوههم المتجهمة . مشهد خال من سطو الكلام , تعبرة محض مهمات متقطعة وعبارات مبهمة تقطع الصمت الثقيل .

اما نور فقد اختارت مقعدا في جوار احدى النوافذ الغبشة , وكانت تعبو مستوليا تماما محياها الخائب . وبالكاد كان شعرها الكستنائي المنحني على مقدم وجهها يترك فسحة ضئيلة لعينيها كي ترسلها الى الافق البعيد نظرات مكسورة ومنهزمة .
اخيرا ادرك الباص محطتة في المدينة وركبت نور سيارة اجرة اوصلتها الى منزلها , فوجئت حين رأت الانوار مشعشعة في البيت , ثم تذكرت ان الليلة عيد مولد شقيقها الاكبر رامي , وانه على عادتة قد اعد حفلة كبيرة لرفاقة بغية احتفالة بالمناسبة فتسللت الى غرفتها لأجتناب رؤية الاخرين .
كانت نور في تلك الليلة منخطفة تماما عما يجري حولها , وبدا ان الموسيقى المجنونة التي تعزف في غرفة الاستقبال قد زات من عزلتها ولم تستطع ان تغريها بالانضمام الى شلة الاصدقاء والصديقات الذين تجمعو تلك الليلة في بيت اهلها . كانت غرفتها المتواضعة والمغلقة الباب باحكام , ورأسها الذي يعج بالافكار , ومكتبتها التي تعج بالكتب , كأنهما العالم بأسر , بما فية من مباهج واحزان . ترى اي صوت داخلي كان يحول بينها وبين الانصات الى الخارج الذي كان يهاجمها وكأنة يريد الانقضاضا عليها ؟
اختارت كاتبا واستسلمت له . فأضحى بين يديها كأنة يحمل سرا هائلا في طيات صفحاتة الملساء , يجعل عينيها دامعتين تغرقان فية وكأنها تحنوان على طفل صغير بكل الحنان والامحاء . سألت نفسها : ترى الحب , كالألم , جرعة مفرطة في الحياة ؟ اتراه موت لا استحقة ؟

Sos_chan
28-9-2007, 10:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله ...

أخي لقد بدأت بقراءة القصة .... ولكني توقفت .... أتعلم لماذا ....
لأن الخط صغيييير .... والأسطر متقاربة .... فآلم عيناي ..... ^^

أرجو أن تقوم بتكبير الخط ... ووضعه بحجم 4 إذا ممكن .... وإن شاء الله سأقرأ القصة ....


إلى الأمام .... ودمت على خير ....

Leon.S.K
28-9-2007, 11:41 PM
تم تعديل حجم الخط وشكرا للأخت sos_chan على الاقتراح

Leon.S.K
1-10-2007, 03:56 AM
معذرة على التأخر


تم بحمد الله الانتهاء من كتابة الفصل الخامس

قريبا الفصل السادس

بعون الله


شكرا على متابعتكم للموضوع

korapika
11-10-2007, 01:28 AM
روووووووعة القصة الف الف شكر وجزالك الله الف الف خير

Leon.S.K
11-10-2007, 02:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اعود لتكملة القصة

و اسف على التأخير

Leon.S.K
11-10-2007, 02:50 AM
حبيبان كانا مفترقين لأجل أن يلتقيا في أحد الأيام ، و التقيا لأجل أن يكون مصيرهما الفراق ! روحان متكاملتان لكن منفصلتان ، متناغمتان لكن ضائعتان في صخب هذا العالم ، متشابهتان لكن كلّ على ضفة من نهر عميق ، كل على حافة من وادٍ سحيق ، لا جسور تصمد بينهما ولا أيدٍ تكفي لتتشابكا ... صففحة أخرى من رواية القدر الساخرة ، ورقة جديدة تقع من كتاب الأيام الأسود ، ولا ضوء .



في تلك الليلة ، كتبت نور على دفتر يومياتها هذة الكلمات ... دموعها كتبت ، بحزنها ، بسخطها ، بيأسها ، و بكل ما أوتت من وجعٍ و كبت . قالت :



" ها أنا أعود إلكِ يا أوراقي ، أرقد معكِ على وسادة أحلامي المسروقة . بكِ أكتم الصرخات و أنزف في عتمة الداخل . أكتم و أبتسم للغرباء من حولي كي يظل وهمي على قيد الحياة . صورتي في المرآة ضحيتي و قاتلتي . هي لا تشبهني ، ابتسامتها المزيّفة تصيبني بالغثيان . صورتي في المرآة لا تعرفني ، لأن كآبتي محجوبة تحت وجهي ، و الوجه مقفل حصين لا يسرّب وحشة المشرد . تحت الوجه كآبتي ، نزلت في مياهه على رؤوس أصابعها ، في مياه وجهي ، مستتر بضباب الحياة و تفاصيلها و أقنعتها ، تصنع لدموعى على مهلٍ عينين دافئتين ...



لمَ الأحلام يا أوراقي إذا كانت لتُذبح ؟ لمَ الآمال إذا كانت لتُخنق ؟ و لمَ الحبّ إذا كان ليُسحق من فرط رقته و شفافيته تحت أقدام الواقع القاسية التي لا ترحم ؟أرتمي عليكِ أيتها الأوراق لئلا أختنق . بل لأخنق الوحش الذي يعش بداخلي . أقنعتي تزوير فادح و سراب ملعـــون، لكنها تحميني من أن أموت أكثر ربما ... "

Leon.S.K
11-10-2007, 02:52 AM
أما كريم ، فلجأ بدوره إلى الكلمات في تلك الليلة و كتب رسالةً لنور ، بل حفرها بأظفاره على ظهر الأوراق . انكبّ على الكتابة طوال ساعتين لكأنه ينتقم باللغة من كل آلامه و غضبه ، باح لها بكل شيء ، بماضيه و حاضره و أحلام مستقبله . أحلام جلّ ما يتمناه هو أن يتشاركا معاً فيها . كان يكتب كمخنوقٍ يستجدي في الكلام فسحةً من الهواء النظيف ليتنفس ، و لم يشعر بالارتياح إلا بعدما أودع الرسالة صندوق البريد القريب من منزله . حين عاد رأى سيارة والده مركونةً في المرآب ، فانسحب بصمت إلى غرفته مصمماً على ألآ يوجّه إليه أي حديث ، شاعراً نحوه بحقد يضمره بإحساسٍ عارم بالذنب و القرف في آنٍ واحد ...
لكن سعيد ناصر أبى أن تمرّ الليلة بلا مواجهة ، فما كان منه ألا أن لحق بابنه قائلاً :
# ما بكَ ؟ هل أنت مضرب ع ألقاء التحية على والدك ؟
# ليس لديّ كلام أقوله لك ...
# هكذا إذاً لا بد أن سمّ تلك الحقيرة قد تمكّن منكَ جيداً ! هل تستحق تافهة كهذة أن تنبذ عائلتكَ من أجلها ؟
# إسمعني جيداً با أبي : نور هاشم فتاة رائعة و هي في نظري كنز وجدته و لن أضيّعه ما دمت حياً ! لطالما تدخلت في حياتي و تحكّمت بخياراتي و قراراتي الشخصية ، لكن هذة المرة لن أتيح لك هذة الفرصة ! لذا أطلب منك بكل احترام ألاّ تبذل أي جهدٍ في هذا المجال ، لأنه سيضيع سدًى ، أحب نور و لن تقف قوّة في العالم بيننا !
كان لهذة الكلمات وقع الصاعقة على رأس سعيد ناصر . عجز عن الردّ لكن لمعت في عينيه شراراة من الحقد لا تنذر بالخير ، ثم أدار ظهره و مشى .

Leon.S.K
11-10-2007, 02:54 AM
في اليوم التالي استيقظت نور مصممةً على إجاد وظيفة جديدة . كانت مؤمنةً بمؤهلاتها ، مقتنعةً بقدراتها ، واثقةً بأنها تستحق فرصة حقيقية لإثبات جدارتها . من أين استمدّت قوة الكفاح ؟ هي نفسها لا تعرف ... حسبت أن إدراك قعر الهاوية يمنح المرء قدرة عجائبيةً لى النهوض و تسلّق الجبل من جديد ، قدرة لا تفسير لها بالمنطق و العقل ، لكنها نابعة من أسرار الروح الإنسانية التي تملك حكمتها الخاصة و أسلحتها الغامضة . هكذا تنقلت ذلك الصباح بين صحيفةٍ و أخرى ، بين مجلّة و مجلّة ، لتجد للأسف كل الأبواب مغلقةً في وجهها . كان لتعريفها بنفسها قوّة قلب المواقف و عكس المقاييس ، فمن استقبلها بوجهٍ بشوش و أسلوبٍ ودّي و إيجابي ، تحوّل عند سماعه اسمها حبلاّ من جليد و تياراً كهربائياً . يا للعجب ! فكّرت في بداية الأمر ، أتراني مجرمة مطلوبة من العدالة على غير علم مني ؟ لكنها سرعان ما فهمت خفايا المسألة ، حين قال لها أحد مسؤولي قسم التوظيف بلطف شديد :



" أعتذر . لكن لا نستطيع أن نحتمّل تكاليف الوقوف في وحه سعيد ناصر . فمعلرضته ثمن باهظ لا يمنكننا دفعه هنا "



هكذا إذاً ، أنه سعيد ناصر يسعى إلى تخريب حياتها مرّة أخرى ! لكن ، لماذا كل هذا الجهد ؟ تساءلت ... هل تستحق فتاةٌ بسيطة و عادية مثلها هذا التصميم على الثأر ؟ لقد لقد كلّف الطاغية نفسه عناء الاتصال بشبكة معارفه الواسعة في أوساط الجرائد و المجلات ، مستبقاً بذلك سعيها المتوقع إلى إيجاد عملٍ جديد ، واضعاً بسلطته نوعاً من الفيتو على اسمها في المجال الصحافي . لم تستوعب نور على الفور حوافز انتقامٍ مماثل ، و لم تفهم الدوافع الكامنة في نفس رجلٍ كسعيد ناصر ، من المفترض أن يكون لا مبالياً بها و غير مكترث لها . لكنها فهمت أخيراً نوع التهديد الذي تشكّلة لهذا الرجل . ما إن وصلت إلى البيت خائبة . و وجدت رسالة كريم تنتظرها هناك ، كبارقة أمل وسط ضبابٍ حالك الظلمة . دخلت سريعاً إلى غرفتها ، فضّت الرسالة و قرأت بيدٍ ترتجف هذة الكلمات :



" حبيبتي



أصرّ على مناداتك حبيبتي رغم أنك تجهلين كم و كم أنتِ حقاً حبيبتي ! أكتب إليكِ في الليل لأني أكثرما أشبه وجعي عند نزوله ، و لأن ظلاله تنقذني من نظران الآخرين . من أنا ؟ شجرةٌ تحتضن العصافير و لهواء و تتوق إلى غيمة تحتضنها . و الغيمة أنتِ مشغولة بالمطر و الرحيل و وجع المساء . أجلس أمام نوافذي العمياء و أبحث في الظلمة عن وجوه مغلقة لعذابي . عذابي بعيداً عنكِ لا يشبة إلاّ عذابي بقربك ، لفرط غيابكِ رعم وجودكِ . و ها أنا أعرّي روحي أمامكِ ، و أعترف لكِ بأني خائف من نفسي ، خائفٌ عليكِ ، و خائف . هذا العذاب هو أقوى من كل كفاح ، لكن يجب أن ننتصر معاً كي يظل الغد ممكناً . يبكيني أنني أحا رغم توقي إلى الغياب ، يبكيني أنني أدّعي القوّةلأوصد الأبواب في وجه من لا أقوى على الصمود أمامهم ، يبكيني أنكِ حبيبتي و أن الحبّ متاهة من الأنفاق . من دونكِ ، من دون القوة التي تمنحين لروحي ، أتيه في عجزي و أزداد كرهاً لذاتي . دنياي مساحات شاسعة من الاقتتال الداخلي ، و عند كل منعطف ينتصب وحش يمنعني من التحليق . أيّ خلاص أرتجيه و السكين يدي و المطعون صدركِ ؟ لكن لن تستطيع أي قوة في العالم أن تحجب شمسك عني ، ولا حتى قوّة الأبوة . و سوف أحارب هذه القوة و غيرها بكل ما أتيت من حبّ و إيمان ، أعدك . أطلب منكِ فقط ألا تتخلي عني ... ألا تتخلّي عن هذا القمر الصغير الذي انبثق في ليل وحشتنا . فأنا لم أعد أقوى على السقوط من الحافة ولا عدتُ أطيق النوم في قهر الهاوية . دعيني أصل إلى قمتكِ بكل وجعي و صدقي و جنوننا . تحتاجين إلى الهتاف فقط . فقط إلى الهتاف ... "




كان كريم مستلقياً على سريره مستسلماً لهذيانه حين أعاده رنين هاتفه الخاص إلى عالم الواقع .



# آلو ؟



# آلو كريم ؟ كيف حالك ؟ هذه أنا ، مريم ، صديقة نور ... أتذكرني ؟



# أجل ، بالتأكيد ، لكن ... كيف حصلتِ على رقمي ؟



# من الصحيفة طبعاً . قلتُ إنني أبحث عن مهندسٍ رغماً عنه فأعطوني رقمكَ فوراً ! إسمع يا كريم ، من الضروري أن نتقابل في أسرع وقتٍ ممكن ! ...

Leon.S.K
11-10-2007, 02:58 AM
تم الانتهاء من كتابة الفصل السادس

و اسف مرة اخرى على التأخير


الاسبوع القادم

( الفصل السابع )

Leon.S.K
11-10-2007, 04:24 AM
للوهلة الاولى فوجيء كريم للغاية من اتصال مريم خوري بة ولم يعرف كيف يفسرة.
لكنة مالبث ان اعتبر هذا الاتصال هدية من السماء . وصلة وصل رائعة بينة وبين حبيبتة نور: من أفضل من الصديق لاداء دور وسيط الخير , وجمع شمل الاحباء ؟ فما كان منة الا أن تواعد على اللقاء مع مريم بعد ظهر ذلك اليوم , ظنا منة أنها لابد أن تحمل لة أخبارا من نور , ومؤمنا بأن هذا الاتصال غير المتوقع قد يساعدة علي التقرب من حبيبتة. كان كريم مصمما على البوح بكل عذابة لمريم , وما ان راها في المقهى حتى بادرها بالسؤال فورا :

# ماذا تحملين لي من أخبار عن نور ؟

# نور ؟ أنت ادرى مني بأخبارها ياكريم على ما اعتقد ! فأنا لم اعرف عنها شيئا منذ التقينا في تلك الجلسة البحرية ... لم السؤال ؟ هل ثمة خطب ما ؟ أما عدتما على اتصال ؟

# لقد طرأت بعض المشاكل و بصراحة أنا بحاجة الى مساعدتك يا مريم !

# طبعا يا كريم ! كل امكاناتي تحت في تصرفك . انا كنت طلبت مقابلتك لمشروع عمل في غاية الأهمية , يمكننا ان نتعاون فية معا , أنت تتولى هندسته المعمارية و أنا هندسة الديكور ...

# مريم اعذريني لكن ... الهندسة هي اخر ما افكر فية الان !

# لا بأس افهمك تماما. لكن اخبرني ما الذي حدث ؟

# حسنا ... في الواقع سوف اطلعك على كل شيء , بل على كل ما اعرفة انا عن نفسي , كي تتضح لك الصورة تماما...

# كلي اذان صاغية !

# أنا شاب لبناني , عشت حياتي تقريبا في الولايات المتحدة . والدتي توفيت عند ولادتي , الا أن والدي تزوج مرة ثانية امرأة امريكية تعرف اليها في نيويورك حيث فر بي عند اندلاع الحرب . كنت انذاك في الثالثة من العمر , ولم تحرمني زوجة أبي من الحنان , لب كانت حقا اما ثانية لي بكل مافي هذه الكلمة من معنى . وقد رزق والدي منها ابنا و ابنة هما بمثابة أخ وأخت لي .

لطالما كنت من صغري احمل ميولا ادبية , و اهوى الكتابة الا ان سعيد ناصر أبى الا أن ادرس الهندسة , وفعلا تخرجت حديثا كمهندس معماري كما تعلمين . منذ وقت قريب . انفصل والدي عن زوجتة الثانية , وقرر العودة الى هذة البلاد . واشترى جريدة ((الحقيقة)) التي كانت تعاني مشكلات مالية على ان يتولى اطلاقها من جديد. وعدت انا معة , متشوقا لمعرفة وطني و اكتشافة والاحساس بالانتماء الية . هكذا التقيت نور من جراء عملها في صحيفة والدي و وأغرمت بها على الفور , مثلما قد يغرم أي عصفور تائة بغيمة بيضاء نقية تضيء له درب السماء ... الا ان والدي العزيز اعترض على هذة العلاقة , معتبرا أن مستوى نور الاجتماعي و المادي لا يليق بي . وما ان علمت نور بذلك حتى ابتعدت عني نهائيا . وصممت على الفراق . أفهم ان يكون كبرياؤها مجروحا . لكن لم يكد يجد واحدنا الاخر حتى افترقنا . وهذا مصدر عذاب لا يوصف لي ! هل تتصورين مدى معاناتي يامريم ؟

# كريم. أنت شاب رائع حقا , فمن النادر ان يلتقي كل هذا الصدق وكل هذة النزاهة في شخص واحد . لا افهم كيف استطاعت نور أن تجد القدرة للتخلي عنك... هل انت متأكد من ان مشاعركما متبادلة ؟

# متأكد ؟ لا احد في وسعة ان يجزم في موضوع الحب . لكني اعرف اننا كنا قد بدأنا ايجاد فسحة مشتركة للالفة والانسجام , وان كل شيء بات يتمحور الان بالنسبة الي حول هذة المسألة . من دون نور أشعر وكأن الحياة قد اغلقت فعلا ابوابها ولم تترك ورائها سوى اليأس المخيف...

Leon.S.K
11-10-2007, 04:25 AM
في تلك الاثناء , راح المطر يتساقط بغزارة , وشعر كريم بأن الحزن الداكن الذي يلف السماء يشبة العاصفة التي كانت تغزو قلبة . أما الزمهرير الذي أخذ في دربة الشوارع و الأشجار و المارة , فقد بدأ أضعف من ان يخفف هواجسة ويجذب انضارة و ينقلة من حالتة الخاصة . لا شيء في تلك اللحظة كان في امكانه انا يوقف هذا الشريط المتداعي من صور خيباتة و اوجاعة , الى أن تجرأت مريم قطع سيل استرسالة الكئيب , واعدة اياه بأنها ستبذل كل مافي وسعها لمساعدتة . كم من الوعود قطعت هكذا , عبثا , منذ بدء الحياة على الارض ؟ كم من الامال الكاذبة أعطيت , و كم من عبارات الصداقة الخبيثة قيلت ؟ انة عدد لا يحصى من دون شك , لكنة لم بحل حتى الان دون ان يستمر الاف البشر في التصديق و في ممارسة حرفة الامل , ومثلهم صدق كريم ... صدق أن مريم تنوي فعلا التقريب بينة وبين حبيبتة نور , و استطاع كلامها المعسل أن يغدر بة و أن يوقعة في هوة مقفرة , لن يلبث أن يرزح فيها تحت وطأة عفة و مكرها على حد سواء...

وماذا عن نور ؟ ليست ثمة حاجة الى القول أنها كانت تعيش في تلك الأثناء وسط دوامة من الحيرة و التناقضات . أعادت قراءة رسالة كريم عشرات المرات حتى حفضتها غيبا , و كتبت لة في المقابل عشرات الرسائل ... لكنها ما كانت تنتهي من كتابة واحدة حتى تمزقها فورا , خائفة مما كانت تبوح بة يداها على الورق . في ذلك اليوم ,اثرت البقاء في البيت لأن امها كانت مريضة جدا و تعاني الاما مبرحة في الرأس و حمى شديدة . أضف الى ذلك ان الامطار كانت تنهمر في كل مكان و الريح العاصفة التي كانت تعيد رسم الأمكنة و تضيع معالمها , جهلتها تفضل صحبة الكتب طوال النهار . واذا هي مسترسلة في القرائة عند المساء , شعرت فجأه بالبرد و بلفحة من الهواء تهاجمها . رفعت عينيها عن الكتاب الذي كانت تقرأة و كلها يقين بأن الرياح تمكنت من ان تفتح عنوة نافذة الغرفة , لكنها فوجئت برءية باب غرفتها مشرعا وكريم نفسة واقفا عند العتبة يتأملها !

لم تستوعب الوضع بداية , بل ارتعبت وهلاتها المفاجئة ! لكن صوت امها ايقضها من خدر الذهول , اذ سمعتها تقول : (( إنة زميلك في الجريدة يطلب مقابلتك يا نور ))... انذاك تمكنت حقا من رؤية كريم: ها هو أمامها ,بلحمة ودمة , بقامتة وثيابة , وبلون عينية أيضا قامت وهي في حال دوار عن كرسيها و مدت يدها الية مصافحة . صوتها تناهى اليها غريبا . لكأنة طالع من بئر عميقة لا قاع لها : (( أهلا بك كيف حالك , تفضل ...)) شد على يدها بيده المتعبة , وتبعها الي غرفة الجلوس . راحت تنضر بصمت الى وجهه الذي باتت تعرفة بكل دقائقه و تفاصيلة و حفضت جغرلفيتة ظهرا اعن قلب . هل يعقل أن يضيع المرء الى هذا الحد بين الحلم و الواقع ؟ فكرت في سرها ... و هل يعقل أن يكون كريم قد انتقل , كما لو انة على بساط الريح . من أفكارها الى هذة الغرفة المتواضعة ؟ ما لبثت والدة نور المريضة أن انسحبت و تركتهما وحيدين . فهمس كريم بصوت كأنة من نسج الخيال :

# اشتقت اليك ...

#أنا ايضا , لكن ... مجيئك الى هنا هو خطأ ياكريم.

# لا , ليس خطأ , بل هو عين الصواب. كنت ضائعا طوال النهار , أبحث عنك في مخيلتي و بصحبة الوسطاء , لكني حين حل المساء اكتشفت أني في حاجة الى أن أراك بعيني هاتين , لا بعيون الاخرين...

#ماذا تعني بالوسطاء و الاخرين ؟

# صديقتك مريم ... التقينا بعد ظهر هذا اليوم ووعدتني بأنها ستساعدني , لكني لم أطق فكرة الانتظار.

# مريم ؟ وما دخلها بنا؟ وهل في وسعها مساعدتك ؟ انني لا افهم شيئا...

#أشرح لك في ما بعد... هذه تفاصيل لا اهمية لها الان ... جل ما اريدة في هذة اللحظه بالذات هو أن تتأرجح عيناي بين وجهك ويديك !

# أرجوك ياكريم , من الأفضل أن تذهب الان والدي سوف يعود الى المنزل قريبا و أفضل ألا يراك هنا ... ،أنا بغنى عن اي تعقيدات ! فأجابها كريم ممازحا:

#هكذا اذا تطريدينني .. سوف ارمي بنفسي عن الشرفة !

# الا أن الرد جاء من والد نور الذي دخل في تلك اللحظة قائلا :

من يريد أن يرمي بنفسة عن شرفة منزلي ؟

Leon.S.K
11-10-2007, 04:27 AM
الحمد لله استطعت كتابة الفصلين في نفس اليوم


ارجو تنبيهي ما اذا كانت هناك اي اخطاء املائية

و شكرا على المتابعة

سوف احاول ان اكتب الفصل الثامن اما اليوم و اما بكرة

على حسب الظروف

القبطان نامغ
19-10-2007, 02:08 AM
مشكووووووووووور القصه حلللللللللوه