دواؤكَ فيكَ وما تبصرُ ... وداؤكَ منكَ وما تشعرُ
نوع: مشاركات; عضو: تشيزوكو
دواؤكَ فيكَ وما تبصرُ ... وداؤكَ منكَ وما تشعرُ
أيا من ليس لي منه مجيرُ ... بعفوكَ من عذابكَ أستجيرُ
أفرُ إليكَ منكَ، وأين إلا ... إليكَ يفرُّ منكَ المستجيرُ؟
نقيمُ ونحسبُ أنَّا نقيمُ ... وأيامُنا كلُّها في سَفَر
وتخدعُنا بهرجاتُ الحياةِ ... فنصحو على يومِنا المنتظَر
من بعد سبعٍ عجافٍ كلُّها جَدَبُ
غطّت سماءكِ يا محبوبتي السُحُبُ
إذا غَرقتُ بدمعٍ كلّهُ فَرحٌ
لا تُنقذيني بحق اللهِ يا حلبُ!
حمقا شكوت لغير الله أوجاعي ... فلم تلامس لديهم غير أسماع
وحين بحت بها لله في ثقة ... لمست راحة قلبي بين أضلاعي
عبرت دهورٌ جمَّةٌ مُذْ ودَّعُوا ... ولَمَا يَزَالُ فُؤادُهُ يتعذَّبُ
إن الحنينَ لداءُ كلِّ مُفارقٍ ... لا بُرءَ منه ولا يُفيدُ تطبُّبُ
حامَ الهلاكُ وقلبُ الدارِ مرتعُهُ ... ولا تزال طيوفُ الأهلِ تنتظرُ
حتى رأتهُ وراعي الدارِ أبصرها ... فتضاحكتْ وإلى الجناتِ تنتبرُ
ها بيتيَ الواسعُ الفـَضفاضُ يَنظرُ لي ... وَكلُّ بابٍ به مِزلاجُها عَجِلُ
كأنَّ صوتاً يناديني وأسمَعُهُ ... يا حارِسَ الدارِ أهلُ الدارِ لن يصِلوا
لا تطرق البابَ تدري أنَّهم رَحَلُوا ... خُذ المَفاتيحَ وافتَحْ أيُّها الرَّجُلُ
بكيتُ على سربِ القطا إذ مررنَ بي ... فقُلتُ ومثلي بالبُكاءِ جَديرُ
أسِرْبَ القَطا هَل من مُعيرٍ جَناحَهُ ... لعلّي إلى من قَد هَويتُ أطيرُ
لكَ الحمدُ تعفو بما ليسَ شركاً ... ولو مثلَ عرضِ السماءِ الذنوبْ
لكَ الحمدُ تُمهِلُنا ما حيينا ... وإن نحنُ تُبنا.. علينا تَتوبْ
لمّا تيبّسَتِ البِحارُ بداخلي ... واصفرَّتِ الآمالُ بعدَ خَضارِ
وجّهتُ وجهيَ للذي مَـدَّ المَدى ... فإذا أنا حقلٌ من الأزهارِ!
كم بتُّ في ظلماتِ الليلِ منفردًا ... أشكو إلى اللهِ آلامًا أُلاقيها
ففي الفؤادِ همومٌ كنتُ أكتُمُها ... ما كنتُ لولاكَ يا ربي سأحكيها
إني لأرفع كفي حين أرفعها ... لخالقي ودموعُ العينِ ترويها
...
قلقٌ أنتَ فمن ذا أفزعكْ؟ ... بُح بما تشكو وقل من روَّعكْ؟
ليسَ في الدنيا نعيمٌ دائمٌ ... فاطرح الحزنَ وكفكف أدمُعَكْ
وابتسمْ جذلانَ ما جدوى الأسى؟ ... ربما إن زادَ يومًا صرعكْ
أنتَ إن تضحكْ...
لقد قصَّرتُ في عملي طويلاً ... وقد أخطأتُ والدنيا ابتلاءُ
رغيف خبزٍ يابسٍ ... تأكلهُ في زاوية
وكوزُ ماءٍ باردٍ ... تشربه من صافية
خيرٌ من الساعاتِ في ... فيءِ القصور العالية
(كاملة: هنا)
إن لم تكن صدرًا بأول جملةٍ ... أو فاعلاً للمجدِ في إسهابِ
إياكَ أن تبقى ضميرًا غائبًا ... أو لا محلَّ له من الإعرابِ
نبكي على أمةٍ ماتت عزائِمُها ... وفوق أشلائها تَساقَطُ العِلَلُ
هَل يَنفَعُ الدَّمعُ بعدَ اليومِ في وطنٍ ... مِن حُرقةِ الدمعِ ما عادت له مُقَلُ؟
ما في النوى خيرٌ لنرضى بالنوى ... بل إن كلَّ الخيرِ أن نحيا معا
ما استخفت عني الأفلاكُ ... والشهبُ بل استخفى حُبي
لم تملأ دربي الأشواكُ ... إنّ الأشواكَ لفي قلبي
هنا الشريعةُ من مشكاتِها لمعتْ ... هنا العدالةُ والأخلاقُ والشيمُ
شعبٌ تفلَّتَ من أغلالِ قاهِرِهِ ... حراً فأجفلَ عنه الظُّلْمُ والظُلَمُ