أخي الفاضل عثمان
بارك الله فيك وبارك لك وجزاك خيرا على حرصك على دينك
أسأل الله تعالى ان يفرج كربتك أخي الفاضل وأن يوفقك لما فيه رضاه وصلاحك
طُلب إلى أحد المشايخ الفضلاء الموجودون بمصر يوما من حاكم إحدى الدول العربية التي تتمتع بحرية دينية أن يأتي اليها في ضيافة الحاكم نفسه وسيتكفل بكل شيئ للشيخ مقابل ان يقوم بحملة ودعوة لإصلاح شباب هذه الدولة والأخذ بيدهم إلى الدين وإلى الطريق الصحيح (وقد حكى لي هذه الحكاية أحد من لازموا الشيخ مباشرة وكان صديقا للشيخ)
إلا أن الشيخ رفض ذلك وقال إن مصر الان في حالة من التخبط والجهل الديني وأنها الان تحتاج وجوده فيها، لأنه لو ذهب أفاضل وعلماء الناس وتركوا هذه البلاد لتخبطت في ظلمات الجهل أكثر وأكثر
لذلك يا أخي الكريم ان كنت ترى في نفسك قوة الإيمان الذي لا يمكن أن يتزعزع بإذن الله تعالى مهما كانت العواقب وكان لك من أصدقائك من هو على نفس منهجك، فالأفضل هو بقاؤك هناك مع السعي لإصلاح العباد بدعوتهم إلى الله وإلى الطريق الصحيح وأسأل الله تعالى أن يأجرك على ذلك، وأقول لك "لإن يهدي الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم"
أما ان كنت تخشى على نفسك ولا تأمن الفتنة على نفسك فاسع إلى ما تريده الان واسأل الله تعالى الإخلاص وادعوه بأن يفرج كربتك ويفتح لك ابواب الفرج
ولا تنس يا أخي أن تستخير ما إذا كنت ترحل إلى المملكة أو ان تبقى، وسوف يختار الله تعالى لك بإذنه وفضله ومنه وكرمه ما فيه الخير لك، فإن كان خيرك في سفرك فسييسره الله تعالى لك إن شاء، وإن كان غير ذلك فسيمنعك الله تعالى منه أيضا
وكلنا معك أخي ونسأل الله تعالى أن يجعل لك مخرجا ونصيرا من عنده




المفضلات