جيوش في الظل ومعارك خلف الشمس ..

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 41 إلى 60 من 139

مشاهدة المواضيع

  1. #11

    الصورة الرمزية إلموت

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    205
    الــــدولــــــــة
    كوستاريكا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: جيوش في الظل ومعارك خلف الشمس ..






    درس اليوم والدرس التالي بـ الإضافة إلى أهميتهما الكبيرة , في فهم جزء هام من تاريخ قريب , وجزء آخر مُعاصر , فهما درسان ممتعان أيضاً .. سنرى فيهما كيف سـ يُحلل ماركس كل عيوب الرأسمالية ,

    ويبني نظامه الشيوعي
    ، ونظرته لـ تطور المجتمع الإنساني .. نظرة يُمكنه أن يُقنع بها الملايين ، بينما هو نفسه غير مقتنع بها !

    بـ إختصار سيُجسد ماركس منهج اليهود في تدمير دين وأخلاق الشعوب الآخرى ، فكما يقول فلاسفة الشيوعية .. بأن فلسفة هيجل كانت مقلوبة فـ قام ماركس بـ عدلها ، فإن نتائج فكره في النهاية , أن قلب حال اليهود ، فـ تحول اليهود من مضطهدين في أوربا الشرقية .. إلى سادة المجتمع وحكامة !

    أيضاً سنفهم الرأسمالية بـ شكل أفضل من خلال تحليله لـ مشاكلها .. وتقديمه حلول لها في الدرس الثاني من الشيوعية !!















    التطور الحتمي







    في درسٍ سابق أخذنا فكرة بسيطة عن فلسفة هيجل الديالكتية ( الجدلية ) ، ورأينا في الدرس الماضي أن

    ماركس تأثر بها كثيراً .. ومن خلالها خرج بـ ( فكرة التطور الحتمي ) للتاريخ الإنساني ، وفسر التاريخ تفسير إقتصادي بحت يقوم على :




    1 – حتمية الصراع بين المتناقضات .



    فكل شيء كما يرى من خلال ( الديالكتية ) يوجد وهو يحمل بداخله تناقضاً له ، ثم ينشأ

    صراع بينه وبين هذا التناقض .. يتولد عنه شيء ثالث جديد مكون من الشيء الأول ونقيضه ، وهذا الشيء الثالث أيضاً

    يحمل بـ داخله نقيضه .. الذي سيتصارع معه ، لـ ينتج شيء رابع جديد .. وهكذا !

    أما بـ النسبة للبشر فهي الصراع بين الطبقات .. بسبب المصالح المادية المتعارضة ، وهو برأيه صراع لا يهدأ أبداً ،

    وسببه الوحيد .. البحث عن الطعام , وإمتلاك وسائل الإنتاج ، أي أن علة وجود الإنسان بـ نظره هي إقتصادية فقط .








    2 – الصراع بين الطبقات يتولد عنه مجتمعات أكثر تطوراً .





    فهو يرى أن تاريخ البشرية مر بـ مراحل خمسة هي :

    أ – الشيوعية الأولى البدائية .
    ب – الرق .
    ج – الإقطاع .
    د – الرأسمالية .
    ه – الشيوعية الثانية والأخيرة .



    طبعاً بـ النسبة له الشيوعية الثانية هي أرقى وآخر تطور سيحدث في تاريخ البشر ، وأن تطور كل المجتمعات الأخرى , لـ تتحول إلى شيوعية هو أمر حتمي .. خارج عن إرادة الجميع ، وذلك طبقاً

    لـ قانون ( التطور الحتمي ) !








    3 – التحول من مرحلة إلى أخرى سببه الوحيد إقتصادي مادي .




    فالتحول من مرحلة إلى أخرى كان سببه الوحيد هو إكتشاف وسائل إنتاج جديدة فـ :


    إكتشاف الزراعة : نقل الناس من الشيوعية الأولى إلى الرق .
    إكتشاف المحراث : نقل الناس من الرق إلى الإقطاع .
    إكتشاف الآلة : نقلها من الإقطاع إلى الرأسمالية .



    لكنه للآسف لم يُخبرنا عن الإكتشاف الذي سينقل البشرية إلى الشيوعية >.>


    مرة أخرى هو يرى أن الإنتقال والتطور من مرحلة لأخرى أمر حتمي , خارج عن إرادة الإنسان !!









    4 – الإنتقال من مرحلة لأخرى يصحبه تغير حتمي في الأفكار والمعتقدات والسلوك .




    فهو يعتقد أن كل مرحلة لها دين وأفكار ومعتقدات خاصة بها ، ومن الغباء أن تستمر في المرحلة التي تليها !

    يشرح ( إنجلز ) هذا على سبيل المثال بأن قانون لا تسرق لم ينشأ إلا بعد وجود الملكية

    الخاصة
    ، فإن لم تعد هناك تلك الملكية .. فمن المضحك أن يستمر قانون كـ هذا !



    ويوضح ماركس هذا بشكل مُفصل فـيرى أن :


    المجتمع الزراعي : كان الرجل فيه هو المنتج الرئيسي ويعول المرأة ، لذا إمتلكها وحده ووضع عليها قيوداً ..
    كما أن الزراعة كانت عملية غيبية لا يستطيع التحكم فيها بجهده فقط ، لذا اعتمد على قوة غيبية لـ تساعده .. فعبد إله !!


    أما المجتمع الصناعي : فالإنتاج يقوم على جهد الإنسان الذاتي ، لذا لم يعد هناك داعي للإيمان بـ الغيبيات ، بل إن التطور يفرض على المجتمع أن يكون بلا دين ، وعلى المرأة بعد أن إستطاعت أن تُنتج وتكسب أيضاً ، أن تتحرر من سطوة الرجل .




    أي أنه بـ بساطة التطور عنده يعني الإلحاد والإباحية ( مختصر فكر اليهود في السيطرة على الأميين ) !




    فهو مثلاً يدعو الناس إلى الإلحاد فيقول :

    " وليس أكثر رجعية من إنسان يعيش في المجتمع الصناعي ، ويدين بـ أخلاق المجتمع الزراعي ، لأن الإلحاد هو سمة البيئة الصناعية "



    ويقول ( جارودي ) عن هذا الإلحاد :

    " إن ما يُميز الإلحاد الماركسي , هو أنه على خلاف سابقيه , لم يكتف بـ جعل الدين خديعة فحسب ، بل إعتبر أن المُستبدون هم من إخترعوها لـ يستبدوا شعوبهم "



    بـ إختصار يوضحها ماركس بـ عبارته الشهيرة : الدين أفيون الشعوب .



    لا تنسوا أنه في النهاية يهودي , بل تحمل النفي والتشرد في بلدان أوروبا .. بسبب دفاعه عن دينه وقومه !!




    ( تذكروا أيضاً فكرة التطور الحتمي , لأنها ستفسر نفسية السادة الإشتراكيين العرب ، الذين إعتقدوا أنفسهم قد سبقوا مجتمعهم وتطوروا ، وأصبح من واجبهم الحضاري إنقاذ شعوبهم من الجهل والتخلف ، ومن تمسكهم بـ الدين في عصر لم يعد إقطاعي .. بـ حسب تعبيرات الصفوة التي تُلقب بـ أنها مُتنورة ، وهم ليسوا إلا أشخاص بلا أي علم ولا دين .. قاسوا إستنتاجات سطحية على الواقع فبدا لهم من ظاهرها أنها تنطبق ، فسلموا لها بأنها حقائق سرمدية أبدية .. وأنهم قد بلغوا قمة العلم .. إلى آخر هذه السخافات المسلية ) !!















    بشكل عام تلتقي الشيوعية مع الرأسمالية في ثلاثة امور هي :





    1 – إعتناق الميكافيللية .




    يقول ( لينين ) مثلاً :

    " يجب على المناضل الشيوعي الحق , أن يتمرس بـ شتى ضروب الخداع والغش والتضليل ، فـ الكفاح من أجل الشيوعية .. يُبارك كل وسيلة " !



    وقول ( إنجلز ) أيضاً :

    " إن الأخلاق التي نؤمن بها , هي كل عمل يؤدي إلى إنتصار مبادئنا .. مهما كان هذا العمل مُنافياً للأخلاق "






    2 – فلسفة التطور .



    فـ الشيوعية ترى أن البقاء ليس للاقوى فقط .. بل للأحدث ايضاً ، لذا يجب أن تتجاوز الرأسمالية , إن لم يكن لأنها الأقوى .. فلأنها الأحدث !







    3 – الديموقراطية .




    فهي حين رأت أن ديوقراطية الرأسماليين هي ( ديكتاتورية رأس المال ) ، أعلنت بـ أن ديموقراطيتها .. هي ديكتاتورية البروليتارية ( الطبقة العاملة ) .


    ولأن العمال يحكمهم حزب صغير أكثر وعياً ، فالإنتخابات في المعسكر الإشتراكي كما توصف .. لم تكن إلا سباق يعدو فيه حصان واحد !!

    كما أن أي معارضة ممنوعة .. لأن المعارضة تعني الوقوف في وجه الشعب كله وتُعارض مصالحه ، لأن الحزب هو تمثيل للشعب .. أو هو الجانب الواعي من العمال أنفسهم !





    بـ أ إختصار كما يقول ( برتراند رسل ) ساخراً , بعدما إكتشف حقيقية الشيوعية :


    " في البداية كان الحزب البلشفي جزء من الطبقة العاملة , ويتمتع بـ الوعي الطبقي ، ثم أصبحت لجنة صغيرة تتكون من زعماءهم .. هم من يتمتع فقط بـ الوعي ( هذه اللجنة كلها يهود ) ، وهكذا أصبحت ديكتاتورية العمال , هي فقط ديكتاتورية اللجنة الصغيرة ، ثم أصبحت في النهاية ديكتاتورية رجل واحد هو ستالين .. الذي اعتبر نفسه صاحب الوعي الوحيد , ويملك الحق في إعدام وإعتقال الملايين " .















    يقول المؤرخ الإقتصادي الأمريكي ( جالبرت ) : يستحق ريكاردو تمثال في الكرملين .






    ريكاردو




    هو نفسه فيلسوف الرأسمالية الشهير ، ثاني أهم فلاسفتها الذي طور نظرية آدم سميث ( الميزة المطلقة ) : التي كانت ترى أن الدولة القادرة على إنتاج منتج بـ سعر أقل من إستيراده .. يجب ألا تستورده ، وهو ما يجعل كل الدول تستورد من إنجلترا فقط ، مما

    يُزيد من ضراوة الحرب على المستعمرات بين الشعوب الأوروبية الطامحة في التصدير !!


    إلى ( الميزة النسبية ) : التي تسير عليها الدول إلى الآن ، والتي ترى أن على الدولة أن تستورد سلعة ما , حتى لو كان بإمكانها أن تُنتجها بـ سعر

    أرخص
    ، وأن تُركز على أن تتخصص في تصدير السلعة التي تتمتع فيها بـ ميزة أكبر من غيرها .




    وهو أيضاً صاحب ( قانون تناقص الغلة ) , الذي سيشتق منه ماركس ( قانون الأجر الحدي ) .. لـ يُفسر طريقة حصول العامل على أجره في النظام الرأسمالي !




    والأهم من كل هذا أنه بعد أن رسخ النظام الرأسمالي , وجعله قابلاً للإستمرار .. سيضع هو بـ نفسه النواة الأساسية لـ هدمة ، ومنها سيستمد ماركس أخطر قوانينه التي سيبني عليها الإشتراكية !!


















    الدرس القادم

    فضل القيمة .. التراكم الرأسمالي .. التركيز الرأسمالي .. الإملاق العام ..







    سنتناولها فعلاً في الدرس القادم بـ إذن الله









    التعديل الأخير تم بواسطة إلموت ; 6-5-2009 الساعة 09:49 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...