الطريـــــــــدة
بـانـت تـجـرﱡ وراءَهـا أذيالهــا
عـمدا لـتخفي خـلفها ٲحـمالها
حـملتْ مـتاعاً للصّغار وغادرتْ
عـجلى لـتطعمَ بـالجبال عيالَها
فـتـبعتُها مـتـرصداً خـطـواتِها
وٲبـَـيـْتُ إلا ٲن ٲرى ٲحـوالَـهـا
ودنـوتُ مـنها وانتحيتُ مُراقباً
ودُهشتُ لـمَّا ٲفـرغتْ ٲعدالَهـا
بـجـيوبها وبـكـمّها وبـصدرها
ثـم انـتحتْ لـتحطﱠ عـنها شالَها
فـترنَّحتْ وتـمدَّدتْ تـغفو على
ركـنٍ لها في الغار سُدﱠ خلالَها
فرشتْ رمالَ الغار تحتَ ردائها
وعـلى مـحياَّها رمـتْ أسمالَها
وقُريبَها جلس الصّغارُ جميعُهم
يـتـبادرون يـمـينَها وشـمـالَها
يـتضوَّرون إزاءَهـا جـوعاً ومـا
يـجـدون إلا الـخبزَ او ٲمثالَهـا
فـأتيتُ ٲسـألُها لأعـرفَ ما بها
فـتـنهدتْ حـزنـاً تـجرُّ مـقالَها
الـحـقدُ شـرَّدنا وٲحـرقَ دارَنـا
والـظلمُ ٲهـلكَ طفلتي ودلالَهـا
شــرﱡ ٲحـاطَ بـنا فـأخرجَ ٲهـلنا
فـتـسلقوا وديـانَـها وجـبـالَهـا
ويـكادُ مـن حـرّ الـجوى يـنتابُها
مـسٌّ مـن الـجنّ استباحَ جمالَها
وتـكادُ تُـصْرَعُ حين تحكي ما بها
والـموت يـتبعُها ولا مـنجى لها
دلـفت إلـيﱠ تزلُّفاً تشكو الأسى
وتـئنُّ حـين اسـتبعدتْ ٲهـوالَها
ويــلاهُ ٲدمــى عـينَها وفـؤادَها
جـللُ الـمصابِ الـجمّ ٲرَّقَ بـالَها
فخرجتُ والدنيا اكفهرتْ والمدى
ٲضـحى سواداً والرَّدى قد طالها
ويــلاهُ مــن ٲلـمٍ ٲصـابَ بـلادَنا
مـن ذا الذي نرجوه يصلحُ حالَها
ربـَّـاه إلا أنــت تـسـمعُنا فـخـذْ
عـنَّا الـطغاةَ فـلا تكنْ مولى لها
واحقنْ دماءَ المسلمين وكنْ لهم
عـونـاً وخـفّـفْ عـنـهمُ ٲهـوالَها
المفضلات