**السلام عليكم ورحمة الله وبركاته**
كيفكم يا اعضاء مسومس؟
اليوم كتبت لكم قصة ارجو ان تنال رضاكم
كالعادة كتبتها ولكنها ليست من تأليفي^^"
بسم الله نبــــــــــــــــدأ

ينساب النهر الصغير كل صباح في مجراه ضاحكا مسرورا بين الحقول ينتقل في خطواته الخصب والنماء لجميع الورود والأزهار الذابلة بالألوان البراقة التي تملأ النفس بالهناء والسرور فتبرق الأزهار باسمة وهي ترى الأشجار الظامئة تتراقص وتتمايل مع قدوم النهر الذي يعانق أرضها
الجرداء التي تكتسي بالأصفر والأخضر والأحمر ومن كل لون وهبه الله لنباتاتها العطشى
التي تنتظره بشغف وسرور.
واستمرت رحلة العطاء حتى وصل النهر إلى شجرة عجوز جرداء ليس لها ورق ولا ثمر...وما إن رأته حتى ملأ قلبها اليابس الحقد والكراهية لهذا الخير الذي يحمله النهر للجميع:فصاحت فيه قائلة:
-أنت أيها الأحمق الصغير لماذا تهدر مياهك عبثا هكذا .. أليس لك عقل يعي ما تفعل ؟!
-أتحدثينني أنا يا عماه..؟!
أجابته بصوت مرتفع قائلة:
-نعم احدث كانت.. هيا اجب عن سؤالي ...
هنا ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يقول:
-أنا لا أهدر مياهي عبثا كما تقولين فإنني انشر الخير والسرور في كل مكان...
ضحكت الشجرة العتيقة ساخرة منه قائلة:
-تنشر الخير والسرور في كل مكان.
وما النفع من ذلك ...؟!
أشار النهر الصغير إلى الأزهار والأشجار الباسمة التي تملؤها السعادة قائلا:
-ما اجنيه هو السعادة التي ترينها في عيون هذه النباتات والأشجار .. أليس هذا كافيا ...
سخرت الشجرة العتيقة مرة أخرى من النهر الصغير
وهي تقول:
-لا أرى أي سعادة في ذلك .. لكنني أراك فارغا من المياه بعد مدة.. لذا أنصحك بان
تحتفظ بمياهك فهي قليلة وتنقص باستمرار: ولو داومت على ما تفعله فلن تتبقى بك قطرة
ماء واحدة...
هنا مشي النهر في طريقه وهو يقول:
-علمت لماذا لا تشعرين بما أقوم به ... فانك لو أعطيت مرة واحدة لعرفت لذة العطاء..
صاحت الشجرة للنهر الذي ابتعد قليلا:
-حياتك في مياهك يا هذا ولو نفذت تموت .. فتذكر ذلك دائما.."
نظر إليها النهر وهو يودعها قائلا:
-في موتي حياة لغيري..ويكفيني هذا..
نظرت زهرة جميلة للشجرة العتيقة وهي تقول:
-لن يموت النهر أبدا يا عماه .. فمياهه تجري في عروقنا جميعا .. فحتى لو مات النهر
وفرغت مياهه فسيظل حيا في قلوب الذين منحهم الحياة..
وهنا ولأول مرة فمت الشجرة العتيقة معنى العطاء وأحست بقليل من السعادة التي
ينشرها النهر الصغير لمن حوله .. وفهمت أن السعادة ليست في أن تأخذ ولكن السعادة في العطاء..
في أمان الله