من مُذكراتي" كلماتٌ من قلبٍ جريح..

[ منتدى قلم الأعضاء ]


مشاهدة نتائج الإستطلاع: لكُلِ الكرامِ الذين شرفوا موضوعي أتمنى رأيكم بصراحة..؟

المصوتون
6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • مُمتاز..

    6 100.00%
  • لا بأس به..

    0 0%
النتائج 1 إلى 16 من 16

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية ساتو ميواكو

    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المـشـــاركــات
    1,054
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post من مُذكراتي" كلماتٌ من قلبٍ جريح..


    حسناً لأبدأ حديثي فلطالما أحببتُ مُشاركتكم أحاسيسي وحانت تلك الفُرصة التي تلح لحتُ فيها قليلاً وأمسكتُ بكيبوردي لأكتبَ بسُرعةِ البرق قبل أن أتخاذل وأعود أدراجي بلا رجعة..


    كلمات أكتُبها بقلبي لا بعقلي مع كُلِ حرف أتذكرُهم فيه..


    في إحدى أيام السنةِ وجدتُني وحيدة بين أربعةِ أفرادٍ فقط..علمتُ فوراً أن المنزلَ قد خلى من قاطنيه سوى من خمسةِ أفراد يُحيطُ بهم الصمتُ المُطبق وكُلٌ قد إنشغلَ بنفسه ولا شأن لهُ بغيره..


    حينها عادت لذاكرتي أيامُ الوحدةِ المُوحشة وصريرُ النوافذِ الذي يقطعُ صمتنا بقسوةٍ زائدة ويُعيدُ لذاكرتي الأيامَ الخوالي...


    قُمتُ من جلستي وأنا أدفعُ قدمي دفعاً وأُرغمُها على السير وكأنها شخصٌ يأبى أمرَ سيده..


    فلم يكُن مني سوى أن سالت عبرةٌ ساخنة تُبللُ وجنتي وتزيدُ من ألمي فتوقفتُ مُستنِدةً للحائط وأنا ألتقطُ أنفاساً ذهبتَ بذهابِ من أُحب وبقيت معي لتؤنسني في وحدتي كما أظُن فهي بقايا من أؤلئك الذين أُحب...


    إلتفتُ يميناً فأسرني منظرُ تلكَ الغُرفةِ التي أطلقنا عليها لقب "غُرفةُ المُسافرين" فقد كانت دائماً مهجورةً إلا بهم وتمتلأُ بمُخلفاتٍ أُحبُها كثيراً..


    فلم يكُن مني سوى أن سارعتُ الخُطى إليها مُلتفِتةً يمنةً ويُسرةٌ أبحثُ عن بقايا من مُخلفاتهم بلهفة فقهرني كونُ أُمي تحرصُ على وضع أغراضهم بيدها فقد كانت أُمي دوماً حريصةً كما عهِدتُها..


    تأملتُ الغُرفة وعبراتي تزدادُ إنهماراً ..ماهذا لا زلتُ أسمعُ صدى ضحكاتهم تترددُ في أرجاءِ الغُرفة وأنينُ بُكائهم الجميل و صرخاتهم القتالية رغمَ ما كانت تُضفيه على المنزل من إزعاج لكنهُ إزعاجٌ من نوعٍ محبوب..


    لمساتُهم الجميلة قد تُركت على كُلِ رُكنٍ من الغُرفة فما كان أحدٌ منهم يدخُلُ إلى مكان إلا ويتركُ بصمةً فيه تدلُ على دُخوله..


    لا زلتُ أذكرُ أن ثلاثةً من أحبائي قد ولدَ بتلك الغُرفة وأولهم جاء للدُنيا وأنا لم أُكملِ الثامنةَ من عُمري بعد..


    أخذتُ أتطلعُ إليه بشيءٍ من الغيرة فلا لومَ على طفلةٍ تغار فكُلنا ذلك الرجُل..


    كان صغيراً وجميلاً حتى أنني كُنتُ أقول هل كُنتُ مثلهُ في صِغري لا بُد وأنني كُنتُ أجملَ منه..!


    ذلك ما كان يدور بخُلدي عندما ولدَ الأولَ كُنتُ أتذكرُ هذا ويزدادُ قلبي ألماً وانقباضاً ..تباً ليتَ تلكَ الأيامَ تعود..


    تذكرتُ حين كان مُحمد الصغير يلعبُ عند ثلاجةِ المياه وكُنتُ أنا أتشاجرُ معه فقد كانت تلك هي لعبتهم المُفضلة فتح الصنبور والنظرُ إليهِ والمياه تتدفقُ من خلالهِ أرضاً..


    حتى أنني أذكرُ أن الصغيرَ نفسهُ كان مُمسكاً بهاتف شقيقتي الخلوي ويقوم بتغطيسهِ في حوض الثلاجة وبمُجرد كشفي له صرخ بهلع وألقى به في الحوض وركض مُبتعداً..


    كُنتُ أستعيدُ تلك الذكريات وأنا أنظرُ إلى ثلاجة المياهِ المُغلقة وأتخيلُ منظر المياه التي كانت تُبللُ الأرضية تحتها لكنها الآن كانت قد اختفت..


    كُنتُ أجتهدُ بتنظيفِ المنزلِ من بعدهم فقد كان دوماً يُصبحُ في حالةٍ مُزريةٍ من بعدهم إلا أنها حالة أتمنى أن تعود الآن ولو لدقيقة...


    كنتُ دوماً أطمحُ لطفلةٍ صغيرةٍ أُلاعبُها ونتقاذفُ الدُمى رغم أن البعضَ قد يعجب إلا أنني دوماً ماكُنتُ أُحبُ اللعب مع الأطفال...


    وجائت تلكَ الطفلةُ إلى الدُنيا يوم الإثنين الخامس عشر من شهر رمضان المُبارك لعامِ ألفٍ وأربعمائة وتسعةٍ وعشرينَ للهجرة كانت طفلةً كالبدرِ ليلةَ تمامه قد تكونُ صفةَ مُبالغة إلا أنها أحبَ إلى قُلوبِ الجميع من البقية..


    فقد كان الجميعُ ممن في عائلتنا الصغيرة يلتقطُ لها الصورَ ويضعُها خلفيةً لهاتفهِ الخلوي أو على جهاز الحاسوب "اللابتوب" ...


    أحببتُهم جميعاً ولكنـ لأنها وحيدة بين أربعةِ ذكور فلها معزةٌ خاصة في قلوب جميع من في العائلة...


    أودُ قولَ شيءٍ آخر فكثيراً ماكان يُضحكُني أن ثلاثةً منهم ولدُوا في شهر رمضان المُبارك أو قبلهُ بأيام..


    حقاً عندما تعودُ لي ذكراهم تسيل دمعاتي فالأطفالُ هم زينةُ الحياةِ الدُنيا كما ذكرَ الله في كتابهِ العزيز...


    فلنحمدِ الله على نعمةِ الولدَ ولا تتأفُفَ منها فكم من زوجين تمنوا لو قطع الصمتُ ضجيجُ الصغار..


    إن الحياة مع الصغار لشيءٌ جميل يُضفي لوناً آخر على الحياةِ بعيداً عن هُمومها ومتاعبِها..


    فهم مُجتمعٌ لا يعلمُ مايدور حولهم في هذهِ الدنيا مُجتمعٌ بريء فتلكَ سجيتُهم والدُنيا تُغيرهم ...


    الأطفالُ في هذهِ الدُنيا لامسَ حُبُهم شِغافَ قلبي وأسروني ببرائتهم...


    وهُنا أخذتُ أتفكرُ مع نفسي بأني في يومٍ من الأيام كُنتُ أرتكبُ نفسَ أخطائهم وأتعلمُ منها..


    لذا فإنني قد غضبتُ بشدة عندما سمعتُ عن قِصصِ الأشخاصِ قتلوا أولادهم لأسبابٍ تافهة..ربي فلتُعجل بعِقوبتهم..


    ربي وأعد لي من أُحب و ارزُقهم الصلاح في الدينِ والدُنيا وارزُقني حُبهم والعطفَ عليهم...


    واجبُر كسر قلبي المبتور ولا تجعلني من القانطين..


    ملحوظة: هؤلاءِ يكونون أولاد شقيقاتي..


    وشكراً لحبيبتيmiss cloud فقد كان لموضوعها الحربي أثرٌ كبير في بادرتي للكتابة وشُكراً حقاً لأنها سنحت لي بتلكَ الفُرصة التي قد أعتبرُها حدثاً تاريخياً ليسَ إلا..


    فيـ أمانِ الله..


    كُتبَ في يومِ الجُمعة:

    12/12/2008 M
    التعديل الأخير تم بواسطة ساتو ميواكو ; 13-12-2008 الساعة 07:44 PM سبب آخر: شكراً حبيبتي كاتشوو على تنبيهي...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...