أحمد ..
شخص بسيط بمنتهى البساطة !

و لدرجة بساطته ربما ينبسط على الأرض لينام من دون فراش !
فالفراش ترف لا يملكه البُسطاء كأحمد !

و لنقترب بعدسة الكاميرا أكثر لنأخذ لقطة أوضح لمنزله و حاله

Zoom in

هاهو هنا ينتاول الغداء مع أمه و إخوانه ..
قد تتساءلون عن الأب ، أين هو ؟!
رحمه الله فقد جاور ربه جراء صاروخ غادر !

و هكذا ..

لا مناص من أن يكون أحمد - وهو الأخ الأكبر - ربّ الأسرة الجديد
لم يكن قد بلغ الحلم بعد حينما حصل ما حصل لوالده
فبين شمس و ضحاها ، و قمر قد تلاها !
وجد نفسه يتيما و ربا لخمسة أيتام و ثكلى أرملة

فأصبح يبسط وقته ما بين الدراسة و ربوبية الأسرة حتى انبسطت أساريره !ّ
بالطبع ستبسط !
كيف لا و قد فقد القدرة على الغضب و عدم الانبساط !
كل شيء على ما يرام !

فقط هناك ما ينغّصهم جميعا !
و هو صوت القصف الذي ينبسط من السماء يوميا !
حتى صار النوم من دونه أمرا مستحيلا !
لا بد من صاروخ أو اثنين حتى يتسطيعوا النوم ..
و إن كانت ثلاثة فاللاّت يحب القاسطين !

يبدوا أني قد تباسطت في الحديث عن حال أحمد داخل المنزل
إلى الخارج قليلا ..

Zoom out

هاهو يغلق باب شيءٍ أشبه ما يكون بمنزلهم !
فكثير من أجزائه قد علاها الخراب
لكنه يظل منزلا شاغرا للموت !

ها هو يمشي متوجسا صوب السوق كي يأتي بأشياء تجعل البيت مبسوطا في حدود ما تستطيع يده بسطه !
و استطاعته أقرب بالغل إلى العنق منها إلى الانبساط !
ليس اقتصادا أو بخلا - لا سمح الله - بل هو حالهم و : "الحمد لله على كل حال" !
هذه العبارة كثيرا ما تترد على لسان أمه شيماء الغزاوية في انبساط تام و رضى بالقضاء و القدر

كان مثلها راضيا لكنه كشاب كان يطمح بالانطلاق كمن في مثل عمره
يذهب مع أصدقائه
يتعشى بالمطاعــم
يواعد خطيبته في مكان ما !

لكن هذا البذخ أمر لا تبسطه الظروف الحالية كخيار !
فالصهاينة يتوغلون في القطاع منذ عدة أيام برًا
و القصف لا يفتأ يتوقف !

بينما هو في طريقه للطريق ..
أخذت مشاهد مصرع والده تتراءى له في ذاكرته

كان ذلك مع بداية الغزو و القصف
كان مع والده متوجها إلى مسجد الحي
بينما كانوا يصلون إذ بأزيز شيء مسرع يقترب إلى أسماعهم

وززززززززززززززز
وزززززززززززز
وززززز
وز

طاع !

و الـ طاع ! هذه كلمة تشرح الذي حصل بالتفصيل
فهي اختصار لـ طارت أجسام عاليا !

فها هي الأشلاء و بقايا مبنى كان مسجدا يُصلي به منذ لحظات !
يالها من ميتة !

شهيدٌ و في المسجد و يصلي !
قمة حسن الخاتمة !

و لهذا هاهو أحمد يحكي لعمله الصالح قصته !

Cut ... .ّ