«{السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,،،}


المصدر : إسلام ويب
الموضوع : أنوَاع الغِنَـــاء وحُكم كُل نـَــوع ,,
السؤال : ماحُكم الأغاني

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أمابعد:



فلعل من المفيد أننذكر بحكم الغناء وأنواعه ابتداء فنقول: الغناءأنوع، ولكل نوع حكم، وإليك التفصيل:
أولا ً:إذا كانالغناء مشتملاً على آلة عزف و لهو)آلة موسيقى.) فهذا الغناء يحرم استماعه من الرجل والمرأة بالإجماع. وقدحكىالإجماع على تحريم استماعآلات العزف ـ سوى الدف ـ جماعة من العلماء، منهم الإمامالقرطبي، وأبو الطيب الطبري، وابن الصلاح وابن رجبالحنبلي، وابن القيم، وابن حجرالهيتمي.
قال الإمام القرطبي:

"أما المزاميروالأوتار و الكوبة (الطبل) فلا يختلففي تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمةالخلف من يبيحذلك. وكيف لا يحرموهو شعار أهل الخمور والفسق ومهيج الشهوات والفساد والمجون! وماكان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه". انتهى.

نقله ابن حجر الهتيميفي الزواجر عن اقتراف الكبائر (الكبيرة السادسة والسابعة والثامنةوالتاسعةوالأربعون، والخمسونوالحادية والخمسون بعد الأربعمائة: ضرب وتر واستماعه، وزمربمزمار واستماعه وضرب بكوبةواستماعه.

وقد دل علىذلك الكتاب والسنة، فمن ذلكحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليكونن منأمتي أقوام يستحلون الخمر، والحر، والحرير، والمعازف"
أخرجه البخاري تعليقاً بصيغةالجزم، فهو صحيح. ولفظ (المعازف) عام يشمل جميع آلات اللهو، فتحرم إلا ما وردالدليل باستثنائه كالدف فهو مباح.


وقولهصلى الله عليهوسلم) يستحلون) منأقوىالأدلة على تحريم المعازف إذلو كانت المعازف حلالاً فكيف يستحلونها!.
وأيضا: دلالة الاقتران في الحديث تفيدالتحريم حيث قرن المعازف مع (الخمر والحرير والحر: (الزنا
وهي محرمات قطعاً بالنص والإجماع.


ومن الأدلة على تحريم الغناء قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عنسبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين) [لقمان: 6]،قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية، قال ابن مسعود في قوله تعالى: ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله))
قال: هو والله الغناء. وهناك أدلة أخرى تركناها للاختصاريمكنك الاطلاع عليها في كتاب إغاثة اللهفان عن مصايد الشيطان، للإمام ابن القيم رحمه الله.

وأما الضرب بالدففالصحيح جوازه للنساء في الأعياد والأعراس، شريطة أن يكون الكلامالمصاحب له حسنالمعنى، غير فاحش،ولا مهيج للغرائز، وأن يكون مقتصراً على النساء.

ثانياً: إذاكان الغناء بدون آلة، وهذا نوعان.

الأول:أنيكون من امرأةلرجال، فلا شكفي تحريمه ومنعه، كما منعتها الشريعة من الأذان للرجال، ورفعالصوتبالقراءة في حضورهم فإنغنت لنساء، بكلام حسن، في مناسبة تدعو إلى ذلك كعرس ونحوهجاز ذلك.


الثاني: أن يكون الغناء من رجل: فينظر في نوع الكلام، فإن كان بكلامحسن يدعو إلى الفضيلة والخير فقد أباحه جماعة من العلماء، وكرهه آخرون،لا سيما إنكان بأجرة، والصحيحجواز النافع من الشعر والحداء، مع عدم الإكثار منه، وإن كانبكلام قبيح يدعو إلى الرذيلة، ويرغب في المنكر،ويصف النساء أو الخمر ونحو ذلك فهو محرم كما لا يخفى، وحكم استماع الأغاني مبني على حكم الأغاني نفسها فماكان منهامحرماً فالإستماعإليه محرم وما كان مباحاً فالاستماع إليه مباح، والإكثار منهغيرمحمود. وكونك محافظاً علىالصلوات، قائماً بالواجبات، تاركاً للمحرمات ، فذلك مماتثاب عليه عند الله تعالى ، وتحمد عليه بين الناس،ولكن لا يليق بك مع ذلك أن تكونممن يستمع الأغاني المحرمة بل يكبر في حقك أن تجمع بين هذه الخصال منالخير وبينهذا العملالمحرم.
ونحن ندعوك إلى أن تسدهذه الخلة من خلال الشر، فإن معدنكطيب، وإن الحسنات يذهبن السيئات.

والله أعلم.

«{في امان الله,،،}