مات أبى ولم أبره !!

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 12 من 12

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المـشـــاركــات
    28
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي مات أبى ولم أبره !!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    أنا من أكثر الناس حبا للهزار والضحك ولا تجدنى فى المواقف المؤثره من الذين يبكون أو يتأثرون وحتى فى موت أبى ظهرت أمام الناس جامدا واقفا لا أبكى حتى بديت وكأننى قاسى القلب وهى الحقيقه فقد أصبحت فعلا قاسى القلب
    المهم!!
    علاقتى بأبى كانت عباره عن ثلاث مراحل
    فى صغرى كان أبى يحب أخى الصغير أكثر منى (فيما يبدو لى ) وكنت أشعر بالظلم
    وفى المرحله الثانيه كان أبى يساوى تقريبا بيننا فى المعامله (فيما يبدو لى)
    وفى المرحله الثالثه كان أبى يفضلنى بعد أن من الله عليا بالصلاح الظاهر وكان يتفاخر بى بين أصدقائه وكان لا يرد لى طلب ولا كلمه ففى الفتره الأخيره أصبحت أنا الأب وهو الأبن
    فى كثير من الأحيان كنت أعارض أبى أنا وأخوتى فى أمور كثيره ونقول (هو بيتضحك عليه وبيغشوه) وبعد فتره طويله من الزمن يتضح لنا أنه كان على صواب أشياء كثيره كنا لا نفهم المغزى منها إلا بعد وقت طويل فكان لأبى من الخبرات تفوقنى أنا وأخوتى بمراحل عديده وكنا نحسبه ذو فكر قديم
    كان شديد الحنيه لايضربنا ولا يحرمنا من شئ
    كان شديد البساطه كان يأكل أى شئ ويلبس أى شئ ونحن نلبس الغالى والنفيث
    وكنت لا أخجل إذا طلب منى طلب أن أقول له (لا شوف حد غيرى)
    حتى كانت اللحظات الأخيره وكنت فى دراستى فى القاهره فجاء ليذهب للطبيب وجلست معه فتره قصيره فقال لى أبقى معى قليلا ولكنى قلت له مش فاضى علشان معايا إمتحان فأعطى لى المال وقال لى شد حيلك
    ظل فى القاهره يومين وبعد ذلك كان عائدا إلى البلد ذهبت له فى محطة القطار لكى أعطيه بعض المتعلقات ليأخذها معه إلى البلد فوجدته فى حالة مرض شديد
    فأخرج لى بعض النقود
    فقلت معى الكثير قال لا خذها وأصر
    فوقر فى قلبى شئ من حاله بدأت أقلق عليه
    ورجع إلى البلده وكنت أتابعه يوما بعد يوم بالأتصال حتى جائنى خبر موته
    وبعد ذلك وجدت نفسى أب لثلاث بنات وولد
    وهم فى الحقيقه أخوتى
    أشد ما كنت ألاقيه من الحزن هو أنى كنت مقصرا فى حقه
    وكثيرا ما تمر عليا لحظات احتاج فيها إلى أستشارته فى بعض الأمور التى وضعت على عاتقى ولم أكن قبل موته ألقى لها بالا
    فأفكر فى الأتصال به ولكن اقول بعد ذلك فى ذهنى أنت مجنون ولا إيه
    يامن له أبا أو أما على قيد الحياه لا تفرط فى برهما قيد أنمله حتى لا تندم مثلى ولاتقسوا عليهم وإن أشركا بالله نعيذ أباءكم بالله من ذلك فمهما زاد علمك ومهما تفتح عقلك فما مر به أباك أكثر مما مررت أنت به فاستمع له وأطعه وخذ من خبرته قبل أن يفوت الأوان بارك الله فى أعماركم وأعمار أباءكم
    وأرجوا أن لا أكون قد أزعجتكم ولكن الأمر خطير
    وبمشيئة الله لنا عوده مع كلمات
    نرجوها مقبوله عند الله عز وجل
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبيده ; 23-3-2009 الساعة 06:03 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...