¦¦●● فـأصبحــتُ سجـــينــــةَ تـــلك المــديـــنـــة ●●¦¦

[Sos_chan]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

<< فلا من شاهدٍ على تعذيب سجينة !
فكيف إن صرتُ سجينة تلك المدينة ! >>
~ ..

في جوف المتاهة.. ما بين النهاية المفتوحة تارةً ... والطريق المسدود ... تارةً أخرى...
نحاول الخروج بأيَّ وسيلة ... والتخلص من المأزق ....

وبين الأزقة الخاوية ... في أكثر الأماكن هدوءاً ... حيث لا صوت ... ولا صدى ...
لا نسمع ... سوى مجادلة الريح لزجاج النوافذ المحطم ....
ولا نرى إلا ركام الغبار والغبار .... قد ملأ زوايا المكان ....

.. ~

في مدينة الأشباح ... حيث يكمن الخوف والضياع ....
تُحدِّق أمام أعيننا أشكالهم ... أينما توجهنا ... وجدناهم ... كيفما التفتنا .... رأيناهم ......
وتدور دوامة الذكريات بداخلنا... تدور وتدور ... دونما توقف ...
ومع القرص الذهبي المختبئ وراء الغيوم الكثيفة ... تنكشف الحقيقة ...

.. ~

لقد جار الزمان على هذا المكان....
ما عاد فيه غير الأوراق الجافة... والذكريات الأليمة... التي سطرتها جدرانه ....
لكنَّ عبق الأحبَّة ... لا يزال موجوداً ....
هدير صوتهم .. لا يزال يكشف الشك الذي في قلوبنا ... في أعماقنا ...

.. ~

فيدقُّ ناقوس الأحزان... وتُعلنُ الطوارئ...
يتعالى الضجيج... وتختلط الأصوات...
نسمَعُ تارةً الصيحات .... من ثمًّ نسمعُ الهمسات .....

وفجأة .... يتوقف الناقوس .... وتسكن العاصفة .... وتهدأ الريح .... ويختفي كل شئٍ...
ليعود الطير المهاجر لعشِّه ....

.. ~

عندها لا يبقى .... سوى غصَّة في الحلق .... ودمعةٍ لا تجف ....
لكنَّ المصيبة .... أنها لا تترقرق من اللؤلؤتين ....
تظلُّ بداخلهما حبيسة .... تحرق الفؤاد ....
جادَّةَ النأيَ عن ترس الأحقاد ....

لكنها ... وبالرغم من كل شئ ..... تبقى أسيرة ... أسيرة .....
تظل سجينة تلك المدينة .... تظلُّ سجينة الأوهام .... الأوهام ......

.. ~

أكتفي بهذا ... معذرةً للإطالة ...
ودمتم على كل خير