قصة واقعية... حدثت لأناس أعرفهم... وسمعتها منهم... سأسردها على لسان حال الشاب الذي حدثت له الحادثة... بالأحداث كما هي لكن سأغير الأسماء...

سافرت مع زوج أختي ((حسن))، إلى زيارة الرسول الأعظم، بسيارة ((حسن))، وكان هو الذي يقود السيارة في طريق الذهاب، وأيضاً عند عودتنا... بعد أن ابتعدنا عن مدينة الرسول الكريم، وعند الفجر أحس ((حسن)) بتعب في جسده، فقال لي: يا ((محمد)) خذ مكاني وأكمل الطريق فإنني أحس بتعب قليل... وكأن شخص ما أخبره بفعل ذلك، فلم أمانع أنا من إكمال طريق العودة إلى الكويت...

جلست خلف المقود، ووضعت حزام الأمان، فلتفت إليه وهو لا يضع حزام الأمان، أردت أن أ خبره بأن يضعه، لكن... كأن أحد ما يخبرني بأن لا أقول له... فجأة تكلم يخاطبني: انتبه!!! فأمامنا مجموعة من الجمال...
أكملت المسير، فعم المكان الهدوء والسكينة... وعلت الغبرة أمامي... تعجبت لذلك الهدوء، والغبار الذي حجب الرؤية تقريباً... ...
لا أذكر شيئاً بعد هذه اللحظة... لكن إحدى تلك الجمال صدمت سيارتنا في الجهة التي جلس ((حسن)) و أنني جلست على الشارع واضعاً رأس ((حسن)) في حجري، وهو ينزف دماً... أكلمه أريده أن يجيبني لكنه ظل بحاله، حاولت أن أوقف أحدى السيارات المارة لكن دون جدوى... فمرت بقربنا سيارة مسرعة جداً ، لم يكن يفصل بيننا وبينها سوى نصف المتر... فجأة وكأن قوة دفعتها بعيداً عنا فانفجرت... سبحان الله لو أنها اصتدمت بنا لقضي علينا...
عدت إليه مرة أخرى أكلمه، لكن... لكن رأيته ميتاً...
كأنه يعلم بما سيحدث، أخذ مكاني ليحميني من الموت، والله تعالى أراد ذلك فمنعني من الكلام، فكيف لي العودة إلى الديار لوحدي، وأختي وأبنائها الخمسة ينتظرون عودتنا معاً... أقلنا احدهم بسيارته إلى المدينة المنورة، فلم نبعد عنها مسافة بعيدة... اتصلت بالكويت اخبرهم بالحادث، وأننا سندفنه بقرب الرسول الأكرم في البقيع، لكن أختي ووالدته عارضا ذلك وطلبتا مني العودة بجثته... فعدت بها إلى الكويت...

انقطع صوت ((محمد)) عن الكلام، لكنه ظل يبكي وهو يقول: أخبروا والدته أنني لم أكن أريد قتله، لم أقصد... لم يكن بيدي... فلتسامحني على فعلتي...
وقال لإخوته: أنا الذي قتلته لا تأتوا بأختي إلي، فأنا الذي قتلت زوجها... أنا الذي أيتمت أبنائها...
وقال أيضاً: لقد جعلني أحب الموت... ليتني مت معه...

لقد كان يعلم بأنها مشيئة رب العالمين، لكن محبته لزوج أخته جعلته لا يكف عن البكاء، وطلب العفو من الله تعالى، والسماح من والدة ((حسن))، وأخته.. ....

إنا لله وإنا إليه راجعون... ليعين الله تعالى ذويه... هذه الكلمات الذي يستطيع قلمي كتابتها بعد أن أكمل قصة الشاب...الذي يشعر بتأنيب الضمير... فربما غلبه النعاس في هذه الفترة لذلك لا يتذكر م احدث، أو انه من هول المصيبة نسي الأحداث... ...

في الختام أو\ القول بأن الموضوع غير منقول ... إنما سمعته من إخوتي... وقلمي أسرع بكتابته...