إلى الرفيق الأعلى


طلائع التوديع



لما تكاملت الدعوه وسيطر الإسلام على الموقف أخذت طلائع التوديع للحياة والأحياء تطلع من مشاعره صلى الله عليه وسلم وتتضح بعباراته وأفعاله.


إنه اعتكف في رمضان من السنه العاشره عشرين يوما بينما كان لا يعتكف إلا عشرة أيام وتدارسه جبريل القرآن مرتين وقال في حجه الوداع ( إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ).وقال وهو عند جمرة العقبه ( خذوا عني مناسككم فلعلي لا أحج بعد عامي هذا )ونزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع.


بداية المرض


من شهر صفر سنة 11هـ شهد جنازه في البقيع فلما رجع وهو في الطريق أخذه صداع شديد في رأسه واتقدت الحراره .وقد صلى بالناس وهو مريض 11 يوما وجميع أيام المرض كانت 13يوما أو 14 يوما.


آخر يوم من الحياه


روى أنس بن مالك أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الإثنين وأبو بكر يصلي بالناس لم يفجأهم إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم كشف سترحجرة عائشه فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاه ثم ضحك يتبسم فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن الرسول الله صلى عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة فقال أنس وهم الناس أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجره وأرخى الستر .ثم لم يأتي على رسول الله وقت صلاة أخرى.


الاحتضار


دخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك فقالت عائشه آخذه لك فأشار برأسه أن نعم وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو اصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشه وهو يقول (مع الذين أنعمت عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى )كرر الكلمه الأخيره ثلاث مرات ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى .وقد تم له صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنه وزادت أربعة أيام.

صلى الله عليه وسلم ..


فكل مصيبة بعده صلى الله عليه وسلم جلل ..