.•. القبضُ على أصحاب الأقلام المميزة، ورميهم في السجون [ Sos_chan ] ~

[ شظايا أدبية ]


النتائج 1 إلى 20 من 253

مشاهدة المواضيع

  1. #11

    الصورة الرمزية بسّام

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    1,448
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: .•. القبضُ على أصحاب الأقلام المميزة، ورميهم في السجون [الموتـِر و ciel,] ~

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    وأخيرًا عدنا بعد تأخير نعتذر عنه للأخت الفاضلة Sos .. وبين أناملنا فديتنا الثانية والأخيرة ..

    عسى أن يجعلها الله طيبة مباركة .. ويتقبلها ويغفر سوء ما فيها ..

    وهاكم إياها :

    *****************************************

    الفدية الثانية :

    رحيــــل .. وعود ولهـــــان !!! ..


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    في سكون الليل وهجوعه .. وحين يكون اليقظان غريبًا عن الناس .. فكلهم نيام رقود .. قد ذهبوا من عالم اليقظة إلى عوالم الأحلام .. همهم :

    " الله أكبر " ..

    ورفع رأسه من سجوده .. آخذًا نفسًا عميقًا .. وهو يشعر بشعور طغى على كل دنياه .. شعورٍ بالأمن والأنس واللذة التي لا تسايرها ولا تجاريها لذة .. فكل دنياه أصبحت في لحظته تلك روضة وردية بنفسجية مُعطرة بعبير المناجاة والقرب العلوي .. فما كانت هناك دنيا تعدل هذه الدنيا التي كان فيها حينئذ !!! .. فلا هم فيها ولا كدر ولا شغل ولا فكر غير فكرة أنه مع ربه أنيسًا مناجيًا متقربًا متذللاً .. يشعر بلذة كأنما أُدمِجت فيها كل لذة !!! ..

    ************************************

    أصبح الفتى ومضى في عمله وسعيه الدنيوي .. مضى بفكر صافٍ .. ونفس مشرقة مضيئة .. يملؤه التفاؤل .. مُحسِنًا خلقه .. مُطيبًا معشره .. وإن حصل وأصابته نائبة أو أهمته ضائقة تذكر ربه ولجأ إليه .. فكان مكتفيًا بذلك كل اكتفاء .. فما يهمه هجران الناس إن كان مستأنسًا برب الناس ؟!؟ .. وما يهمه من كدور الدنيا إن كان مع رب السماوات العليا ؟!؟ ..

    هكذا عاش وعاش أيامًا وشهورًا .. وكل ليلة يحن إلى موعده مع ربه أنيسه ووليه .. يخطب وده ويطلب وصاله .. يسكب عبراته ويفرغ شحناته ويغذي قلبه بأطيب غذاء وألذه ..

    وتتالت المواعيد والمواعيد والمواعيد .. وكل يوم له مُستقر يقر إليه ويلجأ إليه .. فكأنما كل هم وغم وحزن وكرب ونائبة كانت في يومه ما هي إلا وهم كان في نهار .. بينما هو في لب الحقيقة ولب الوجود ولب حياة القلب والذات ..

    ************************************

    ومرت الدهور والسنون ..

    فإذا بالفتى قد امتحنته الدنيا وبلاياها وسيئات مجرياتها .. فالناس في صدود .. والنفس أمام الدنيا في قيود .. والأهواء والدنيا قد تحازبتا ضده حتى أصبح هو بدينه ودنياه الربانية في وادٍ مظلم سحيقٍ لا يجد فيه أنيسًا ولا سلوى ..

    ولكن ..

    أليس ربه يؤنسه ويكفيه ؟!؟ .. بلى .. أليس وليه ومُعينه موجودًا معه في كل حين ؟!؟ .. بلى .. ولكنها الدنيا .. ألهته وأشغلته وأوحشت له حاله .. فطفق يرنو لخلاص من الضيق .. ونجاة من الغم ..

    أتعب نفسه وأشغلها في دراسة أحوال الناس وأخلاقهم .. ما الذي به يهتمون ؟!؟ .. ما الذي عنه يتحدثون ؟!؟ .. ما الذي به يتواصلون ؟!؟ .. ما الذي معه يعيشون ؟!؟ .. حتى وصل في النهاية بعد التجارب إلى أصل ما كان يبحث عنه .. فصار في دنياه مُجاريًا للناس .. عابثًا معهم في عبثهم .. يتسلى بتساليهم .. ويتعامل بتعاملهم .. وهو على ذلك لم يزل مُحتفظًا بطابعه ومزيته .. فما حرَّم ربُّه وبانت حرمته جَانَبَه .. وما أحله وأباحه أخذ به حامدًا ذاكرًا مُمجدًا لربه على عظيم ما وسع في دينه ووهب من فُسحة في شريعته ..

    ومرت الأيام كأطيب ما تمر .. فها هو ذا ذاكر خاشع داعٍ في جانب .. مستمتع مستروح مسأنس برفقته في جانب آخر ..

    ************************************

    ثم مكث في حاله تلك .. إلى أن أوحي إليه أن ذاك اللعب واللهو المباح هو القصد والجوهر .. فصار كلما عُرضت عليه دنيا أخذها .. وقال : " ما أزيد بها إلا معرفة وخبرة .. وأستعين بها على طاعة ربي " .. فإذا الدنيا مُقبلة فاتنة مُغرية .. وإذا هو يغوص ويغوص فيها .. حتى صار يأخذ الدنيا وينسى كيف ينبغي أن يأخذها .. فصارت دنياه لدنياه .. بعدما كانت دنياه لدينه وإيمانه ..

    فتكاثفت الدنيا في جانبه .. حتى صار يأتي في مواعيده العظيمة الجليلة مع ربه وخالقه وبارئه الذي كان يرقُبه كل تلك السنوات لطيفًا به خبيرًا .. يرسل له الرسائل والرسائل حتى يستبين له الصواب من الخطأ .. وتنكشف له الأمور في ساعات الهموم .. وتنفرج الكروب في ساعات الكدر .. صار يأتي لمواعيده لاهيًا قلبه .. هاذرًا لسانه .. مستقصرًا في حق ربه .. فنجواه قصيرة .. ودعاؤه مقتضب .. وحضور قلبه ملغي .. وحجته في ذلك دعاء بجوامع الكلم يكفي عن كل دعاء .. فلا قلبه يتغذى ولا روحه تستكن وتطمئن .. ولا نفسه تستلذ بقرب خالقها ووليها وفاطرها ..

    ومضى في تلك الحال ومضى ..

    ************************************

    بعد ذلك أصبح قلبه شيئًا فشيئًا يخوى ويفرغ .. فالمَعين اللذيذة التي كان يرتشف منها بنهم وطمع كل ليلة وموعد .. لم تعد تغذيه ..

    وربا الحال وربا في ذلك .. حتى صار في أوقات مواعيده مع ربه – تلك المواعيد الأنيسة المملوءة بالسكن والطمأنينةيشتغل بالدنيا التي كان وما زال يأخذها بلا حساب .. فربه يدنو وهو يلهو .. وربه ينادي وهو لا يبالي ..

    ومرت عليه حاله تلك في زمن طويل .. حتى ضاقت عليه نفسه أيما ضيق .. وصارت روحه تتخبط هنا وهناك تبحث عن مؤنس ومَسلَىً فلا تجد ولا تدري فرجًا ولا مخرجًا ..

    صارت ذاته فارغة خاوية .. فإذا أخذ الدنيا اعتاد عليها وأتت كل يوم بذات الهيئة .. وهو يأكل منها ويأكل منها .. ولا يبالي بنداء روحه وقلبه .. ينادي : " رحمتك ربي .. رحمتك ربي .. أين ما كنت فيه من الأنس واللذة ؟!؟ .. أين ما كنت فيه من نعيم وحبور في ساعات الخلوة ؟!؟ .. " ..

    حتى صار بذلك في ضجيج نفسي دائم .. يعيش أبرد حياة .. ويحيا أَمَرَّ عيش .. وحتى الأنس الذي عمل له وشقي لكي يصلح ما بينه وبين الناس قد ذهب أدراج الرياح التي اجتثت معها سعادة قلبه ونور دربه .. فـ" متى وكيف الخلاص ؟!؟ .. " ..

    ***********************************

    وذهب ذات مرة إلى المسجد .. وقد كان مداومًا عليه لا يفارقه .. إلا أن الحال قد طغت على الموازين .. وأصبح في حاله أتعس مما كان في أي حين .. فصلى صلاته وفرغ منها .. وجلس يذكر ربه ..

    " ما الذي لا أعمله ؟!؟ .. ما الذي أفتقده ؟!؟ .. كيف أعود حي النفس مستقر القلب ؟!؟ .. " ..

    ثم اتجهت رؤوس من في المسجد إلى واعظ جاء ليلقي موعظة عليهم .. فوقف .. وحمد الله – سبحانه – وأثنى عليه بما هو له أهل .. وصلى وسلم على رسوله صلاة عطرة ندية وعلى آله وصحبه .. فتابعه المصلون في ذلك .. ثم قال :

    " حب الله .. " .. هنا دقت هذه الكلمة قلبه دقة مدمدمة .. " ما هذا الشعور المألوف الذي يراودني مع هذه الكلمة ؟!؟ .. " حب الله " .. " حب الله " .. " ثم أرخى ووطد سمعه لما يقول الواعظ .. فإذا به يأتي بالرطب الندي من الكلام عن خلو الإنسان مع ربه .. وذكره في سكناته ووحداته .. فإذا بقلب صاحبنا الفتى يخفق ويخفق .. " كل تلك المعاني كأنها آتية من تلك الفترة .. تلك الفترة التي كنت أعيش فيها أسعد من أي مخلوق على وجه الأرض .. " .. إلى أن أنهى الواعظ كلامه والفتى وَجِل مضطرب .. " ما الذي أبعدني عن ذلك كل هذا البعد ؟!؟ .. وكيف لي أن أعود الآن – بعدما خضت غمار هذه الدنيا - ؟!؟ .. " ..

    خرج من المسجد بعد لحيظات .. ومشى في الشارع مشي المهموم المكدر الحيران الضائع ..

    ووصل بيته .. وصلى راتبته .. وجلس يطالع الرائي لعله يرى ما يقوده ويرشده .. فطالما كان الرائي جليسًا له ومرشدًا له بمن فيه من علماء وعارفين .. إلا أن الدنيا الملعونة الخاوية قد سرحت به عن كل ذلك ..

    فشغل الرائي وقلب هنا وهناك .. ودار قريبًا وبعيدًا .. حتى سمع لحنًا واجدًا رقيقًا :

    " دعوني أناجي مولى جليلاً .. إذا الليل أرخى علي السدولا " ..

    فبدأ قلبه بالمور والتقلب وبدأت العين تترطب .. والوجه يضطرب ..

    وما زال في سماعه واستماعه يسري مع الكلمات التي تدخل فيه كأنما السكين اختراقًا ونفاذًا والحرير رقةً وعاطفةً .. إلى أن بدأت الدموع تفيض والقلب لا يكاد يحتمل أكثر .. " يا ترى هل سأبكي الآن ؟!؟ .. " ..

    " حبيب القلوب .. غفور الذنوب " ..

    فما كان من العين إلا أن أذرفت الدموع .. وأما القلب فما كان منه إلا أن مارت فيه المشاعر المختلطة المتماوجة بوَلَهٍ ووجدٍ يقطعان كل قلب .. وأما الوجه فكأنه يريد أن يحكي كل ما في القلب ..

    " يا رب .. يا خير من عُشق .. يا رب .. كيف نحيا بدونك ؟!؟ .. يا رب .. كيف نحتمل دنيا خلت من ذكرك .. يا رب .. سبحانك .. ما أعظم ودك وأرقى منزلتك .. يا رب .. ما لنا صبر على شيء من دونك .. يا رب .. صبِّرنا على الدنيا إلى أن نلقاك .. سبحانك .. سبحانك .. سبحانك .. ما ألطفك وأرحمك وأعظمك وأكرمك " ..

    وما يزداد الدمع إلا انذرافًا .. والقلب إلا وجلاً .. والنفس إلا شوقًا وعشقًا ..

    فها هو ذا قد كُشِف عنه كل ستار بينه وبين لطف ربه ووده .. وكُشِف له عن لذة القرب من ربه .. فكيف له أن يطيق انقطاعًا لذلك بعدما كان في جحيم الدنيا تائهًا ضائعًا فارغًا .. كيف له أن يترك هذه المشاعر تذهب وتتركه ضعيفًا ذليلاً وحيدًا فريدًا في لج الدنيا .. كيف له أن يصرف بصره عن نداء ربه الذي خلقه في هذه الدنيا وفتح له باب رجائه ووده وطلب وصاله وليس له من دونه حول ولا قوة .. بل هو الضعيف الخائر الحائر ؟!؟ ..

    فطفق يبكي ويبكي ويسكب كل ما هاج في قلبه طوال تلك المدة من الألم والضياع والتيه ..

    فلَهُو أحق من بكى ونشج ونحب !!! ..


    ولله در من كتب وأنشد !!! ..

    *****************************************

    وبعد .. فتقبلوا فديتنا لا عدمنا خيركم ولا عدمتم خيرنا ( ) ..

    ولتقبل الأخت الفاضلة Sos اعتذارنا عن التأخير .. فرغم أن الأفكار تتكاثر .. لكن لا يبقى لها سوى ترتيب واحتواء وبعد المنازل حتى تؤوي كل بنات الأفكار تلك ..

    والحمد لله رب العالمين ..

    آآآ .. بقيت مسألة !!! ..

    مسألة السجين المُختار .. أما بالنسبة له فاسمحوا لنا ببعض المجال للبحث و" التدوير " حتى نضعه ونحدده ونعلمه أو نطلب إعلامه ^ ^ ..

    هذا ونلقاكم على الخير إن شاء الله ^ ^ ..

    وتقبلوا تحية أخيكم / المُوتِر

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    التعديل الأخير تم بواسطة بسّام ; 14-2-2010 الساعة 01:08 AM سبب آخر: شغلة طويلةٌ عريضةٌ > <" .. والحمد لله ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...