احذروا مُنبت النفاق في القلب

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 21

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Exclamation احذروا مُنبت النفاق في القلب

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

    أما بعد:

    فحياكم الله ، وسدد الله خطاكم على الخير.

    الحق أبلج والباطل لجلج ، وحديثنا اليوم بتوفيق الله عز وجل وهو واضح من عنوانه عن مُنبت النفاق في القلب ألا وهو السماع الشيطاني .

    ودعوة الحق تمضي ، لا يضرها تعذال ءاثم ، فالأدب كل الأدب في لزوم الكتاب والسنة، فلو جاء لنا شخص مثلا وقال: لماذا ان مدت امرأة يدها اليك لتصافحك تركتها وجرحتها فهذا ليس من الأدب، أو قال لماذا تنكر على سامعي وتر الشيطان، قلنا له الأدب كل الأدب في لزوم الكتاب والسنة ، وارضاء الناس غاية لا تُدرك ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخشى في الحق لومة لائم فقال عليه الصلاة والسلام: " اني لا أصافح النساء " ولم يقل تلك الحجج الواهية من قبل دعاة التمييع والباطل المتأخرين ، جواب واضح اني لا أصافح النساء، وفي السماع الشيطاني نهى عنه في عدة أحاديث .

    ما ضر بدر السما في الأفق تنبحهُ***سودُ الكلاب وقد مشى على مهل

    أما دعاة الفجور فلسان حالهم يقول: تبسمك في وجه أخيك صدقة ، فجعلوها للنساء .
    لا تنكر على النامصة ، فانها محجبة.
    لا بأس أن تصافح المرأة وتقبلها ، وبعد ذلك تنصحها وتحببها بالا بتسامة المشرقة لأن
    النبي صلى الله عليه وسلم قال: تبسمك في وجه أخيك صدقة، ويستدلون كذلك
    على جرائمهم.
    كفى تشددا ، علينا أن نحبب العصاة في ترك الموسيقى بالأناشيد الموسيقية
    وذات الايقاع والمؤثرات.
    كفى تعصبا، كفى فرقة، ديننا دين الأخلاق والمحبة بين الاخوة أو بين الأخ والأخت عندهم .

    وهذا ديدنهم في كل مجلس ومجمع، فأقول لهم بكل بساطة: انما الأدب في لزوم الكتاب والسنة، ولا لارضاء الناس، فمن أرضى الناس بسخط الله ، سخط عليه الله وأسخط عنه الناس، والعكس.

    وما يستقيم الظل والعود أعوج***ولا يُثمرن الشهدة الحنظل المرُ.

    هذا السماع الشيطاني ألا وهو الغناء والموسيقى المضاد للسماع الرحماني، له في الشرع بضعة عشر اسما ورد منها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة و في أقوال الصحابة رضوان الله عليهم ، ومن هذه الأسماء: اللهو، واللغو، والباطل، والزور، والمُكاء، والتصدية، ورقية الزنا، وقرآن الشيطان، ومُنبت النفاق في القلب ، والصوت الأحمق، والصوت الفاجر ، وصوت الشيطان، ومزمور الشيطان، والسمود .

    أسمائه دلت على أوصافه***تبا لذي الأسماء والأوصاف

    وموضوعنا سيكون باذن الله مختلف نوعا ما عن الحكم الشرعي فأغلبنا يعرف أن ذلك حرام الا من اتبع هواه فأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه.

    يقول ابن القيم الجوزية في كتاب اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان :
    " قال بعض العارفين: " السماع يُورث النفاق في قوم، والعناد في قوم، والكذب في قوم، والفجور في قوم، والرعونة في قوم، وأكثر ما يورث عشق الصور واستحسان الفواحش، وادمانه يثقل القرآن على القلب ، ويكرهه الى سماعه بالخاصية، وان لم يكن هذا نفاقا فما للنفاق حقيقة"

    فدع صاحب المزمار والدف والغنا***وما اختاره عن طاعة الله مذهــــــبا
    ودعه يعش في غيه وضـــــــــلاله***على تاَتنا يحيا ويُبعث أشــــــــــــيبا
    وفي تنتنا يوم المعاد نجاتــــــــــــه***الى الجنة الحمراء يُدعى مُقــــــربا
    سيعلم يوم العرض أي بضاعــــــة***أضاع وعند الوزن ما خف أو ربــا
    ويعلم ما قد كان فيه حياتــــــــــــه***اذا حصلت أعماله كلها هــــــــــــبا
    دعاه الهدى والغي من ذا يجــــيبه؟***فقال لداعي الغي أهلا ومرحــــــبا
    وأعرض عن داعي الهدى قائلا له***هواي الى صوت المعازف قد صبا
    يراعٌ ودفٌ بالصنوج وشـــــــــاهد***وصوت مغن صوته يقنص الـــظبا
    اذا ما تغنى فالظباء تُجـــــــــــــيبهُ***الى أن تراها حوله تُشبه الدبــــــــا
    فما شئت من صيد بغير تطـــــارد***ووصل حبيب كان بالهجر عَــــــذَبا
    فيا آمري بالرشد لو كنت حاضرا***لكان توالي اللهو عندك أقــــــــــربا

    وسر المسألة: أنه قرآن الشيطان يعني الغناء والموسيقى، فلا يجتمع هو وقرآن الرحمن في قلب أبدا، وأيضا فان أساس النفاق: أن يخالف الظاهر الباطن، وصاحب الغناء بين أمرين: اما أن يتهتك فيكون فاجرا، أو يظهر النسك فيكون منافقا ، فانه يُظهر الرغبة في الله والدار الآخرة وقلبه يغلي بالشهوات، ومحبة ما يكرهه الله ورسوله، من أصوات المعازف وآلات اللهو، وما يدعو اليه الغناء ويهيجه، فقلبه بذلك معمور، وهو من محبة ما يحبه الله ورسوله وكراهة ما يكرهه قفر، وهذا محض النفاق.

    برئنا الى الله من معـــــشر***بهم مرض من سماع الغنا
    وكم قلت يا قوم أنــتم على***شفا جُرف ما به من بـــــنا
    شفا جرف تحته هــــــــوة***الى درك كم به من عنـــا؟
    وتكرار ذا النصح منا لهـم***لنُعذر فيهم الى ربـــــــــنا
    فلما استهانوا بتنبيهـــــــــنا***رجعنا الى الله في أمـــرنا
    فعشنا على سنة المصطفى***وماتوا على تنــتنا تنـــــتنا

    وأيضا: فان الا يمان قول وعمل، قول بالحق، وعمل بالطاعة، وهذا ينبت على الذكر وتلاوة القرآن، والنفاق قول للباطل، وعمل البغي، وهذا ينبت على الغناء.

    وأيضا فان النفاق غش ومكر وخداع، والغناء مؤسس على ذلك ، فان المنافق يفسد من حيث يظن أنه يصلح، كما أخبر الله سبحانه بذلك عن المنافقين، وصاحب السماع يفسد قلبه وحاله من حيث يظن أنه يصلحه، و الغناء والموسيقى تدعو القلوب الى فتنة الشهوات، والمنافق يدعوها الى فتنة الشبهات.

    قال الضحاك:" الغناء مفسدة للقلب، مسخطة للرب"وكتب عمر بن عبد العزيز الى ولده مؤدب:" ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي، التي بدؤها من الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن، فانه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن صوت المعازف ، واستماع الأغاني ، واللهج بها، ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب على الماء".

    فالغناء يفسد القلب ، واذا فسد القلب هاج فيه النفاق.
    وبالجملة: اذا تأمل البصير حال أهل الغناء، وحال أهل الذكر والقرآن ، تبين له حذق الصحابة ومعرفتهم بأدواء القلوب وأدويتها، وبالله التوفيق.

    تُلي الكتاب فأطرقوا لا خيـــــفة***لكنه اطراقَ ساه لاهــــــــــي
    وأتى الغناء فالكحمير تناهقــــوا***والله ما رقصوا لاجــــــل الله
    دفٌ ومزمارٌ ونغمة شــــــــادن***فمتى رأيت عبادة بملاهــــــي؟
    ثقُل الكتاب عليهم لمـــــــا رأوا***تقييده بأوامر ونواهـــــــــــــي
    سمعوا له رعدا وبرقا اذ حـوى***زجرا وتخويفا بفعل منـــــاهي
    ورأوه أعظم قاطع للنفس عـــن***شهواتها يا ذبحها المتــــــناهي
    وأتى السماع موافقا أغراضـها***فلاجل ذاك غذا عظيم الجــــاه
    أين المساعد للهوى من قاطـــع***أسبابه عند الجهول الساهـــي؟
    ان لم يكن خمر الجسوم فانــــه***خمر العقول مماثلٌ ومُضــاهي
    فانظر الى النشوان عند شرابه***وانظر الى النسوان عند ملاهي
    واحكم فأي الخمرتين أحق بالتحريم***والتأثــــــــــــــــيم عند الله

    أكتفي بهذا القدر ولمن أراد الا ستزادة عن أسماء لهو الحديث التي وردت في الشرع فعليه بكتاب ابن القيم الممتع حيث فصل في كل اسم تفصيلا كثيرا ، والكتاب بعنوان : " اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان"

    ولمن أراد التوسع في أدلة تحريم الموسيقى والأغاني وحكم الأناشيد ودحض شبهات المستحلين فعليه بهذا الرابط.
    http://www.msoms-anime.net/showthread.php?t=77784
    وبه اضافات قيمة أضفتها للصفحة الأولى لكل من الاخوة:sharloc holmez
    shahroury
    والأخت:rora2008
    جزاهم الله خيرا






    ولنا عودات ان شاء الله تعالى مع هذا الموضوع.
    وقريبا ان شاء الله عز وجل ويسر، يكون الحديث عن موضوع مهم.

    أخوكم في الله: عثمان بالقاسم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    التعديل الأخير تم بواسطة عثمان بالقاسم ; 6-3-2010 الساعة 01:28 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...