»وضاعت مني جوهرتي «

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 27

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية ضوء الخيال

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    3,133
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي »وضاعت مني جوهرتي «





    أهلاً بأخوتي اخواتي في منتدى قلم الأعضاء
    تحيه طيبه وبعد :

    هذا اول موضوع لي في هذا القسم وهي قصه كنت احتفظ بها
    منذ مده طويله ...
    وبعد تفكير قررت كتابتها وانزالها كموضوع هنا في هذا القسم
    ارجو ان تعجبكم أنها قصه جميله هي كلحلم والحقيقه ...
    تحكي عن المسؤليه والسعاده والمحبه .

    اترككم مع القصه ...










    طلّقني .. طلب أصبح لايفارق لسانها منذ فتره طويله ..
    طفلنا الصغير لم يتجاوز الرابعه الا منذ شهر فقط .. يتشبث بثيابها كلما غضبت مني وحزمت حقائبها للذهاب الى منزل والدها .. الابناء ينتابهم صخب وهرج كلما رحلت .. لا أعرف كيف أمسك بزمام أمورهم ..أضطر في نهاية الامر الخضوع لأعيدها مره أخرى .. ولكنني ماعدت احتمل ذلك .. لا بد أن أضع حلاً للأمر ..

    صرخت في وجهي ذات ليله : طلّقني .. ماعدت أطيق كل هذه الأعباء .. فجاء ردي سريعاً : أنتِ طالق .. وحالي يقول أي أعباء تتحملين ؟! منزل مريح وأبناء يضفون على حياتك بهجه , ووظيفه ليس بها سوى أعباء التدريس , أين انتي من مهامي وأعبائي ؟!!


    حزمت حقائبها .. دعوتها لتظل في البيت وأخرج أنا .. رفضت , أخذت الصغير معها .. وماهي سوى أيام وأعادت والدتها الصغير اليّ .. استعنت بالخادمه في أول الأيام لتدبير شؤون الأبناء لحين عودتي من عملي .. اعتقدت ان الخادمه المدبره الأولى والأخيره لشؤون البيت فأذا بي أجد أنها من غير ارشادات زوجتي لا تعمل شيئا .. استدعيت أختي الوحيده أتت وأولادها الأربعه الى حين عودة زوجها من سفره .. زاد البيت هرجاً وفوضى .. مضى شهر وعقلي مشتت بين البيت والعمل لو لم أتعجل باستدعاء اختي ..
    مضت أيام عصيبه , ,وحان موعد رحيلها .. شكرتها على حسن صنيعها .. المسكينه لم ينبها من الأمر كله سوى علة ارتفاع ضغط الدم .

    عدت لحياتي مع ابن الرابعه والثامنه وابنة التاسعه والسادسه ..
    جمعتهم أمامي لأصدر الأوامر الصارمه .. شعرت حينها أنني أراهم أول مره .. الشحوب قد بدا واضحاً على ابنتي .. منذ أن عافتا الطعام بعد رحيل أمهما .. ولكم سمعت نحيب الصغيره حتى تقطع قلبي ألماً عليها ..

    أما الكبرى فالصمت يخيم عليها كلما تحدثت معها ..
    وابن الرابعه غدا عليلاً لا يكاد ينهي زجاجة الدواء الا ويبدأ يأخرى .. حفظ الطبيب ملامحه لكثرة تردده عليه ولا يعرف سبباً لاعتلال صحته بهذه الطريقه ..أصمت عندما يسألني : هل يتغذى ابنك جيداً؟!

    ابن الثامنه .. آه من ابن الثامنه أصبحت لا اعود من عملي الا وأجده في الطرقات يلعب مع الصبيه حافي القدمين ..

    أسحبه كل يوم لألقي عليه دروساً .. أستغرب لم يكن يخرج عندما كانت أمه موجوده .. ماسر التزامه بأوامرها .. ولم يعاندني في هذا الأمر بالذات ! يالله كم هي رثه ثيابهم , لم أرهم قط بهذا الشكل المزري .. العيون مغبرّه والشعرلم يتخلله مشط , جاء وقت العشاء دخلت المطبخ .. احترق الخبز .. وشاط الشواء .. وانتهينا الى الحليب ورقائق الذره ,

    منذ مده ونحن على هذه الحال منذ رحلت أختي ..
    تركتهم ينامون بعد أن نال الجهد مني ومنهم , جلست على كرسي أمام مكتبها الخاص أفكر في كل هذه المسؤوليات .. أيعقل أنها كانت جميعاً على كاهل زوجتي .. طهي الطعام واعداده وترتيب البيت وتنسيقه , انتقاء ملابس الأطفال واستحمامهم والباسهم , ومتابعة اطعامهم وقضاء احتيجاتهم , أخذهم للتنزه وللمكتبه , صلة رحمها ورحمي , كل ذلك من جهه والجمع بين عملها في المدرسه وتدريس الأبناء من جهه أخرى .

    هاهي أوراق طالباتها كيف استطاعت أن تقوم بتدريس 30 طالبه في 6 فصول أي 180 طالبه وقمت بعمليه حسابيه أحسست بدوار .. كل هذا الكم من الأوراق الامتحانيه 600 ورقه في الشهر تقوم بتصحيحها والورقه الواحده تحوي 5 أسئله أي ثلاث آلاف سؤال ماأدقها ! تصحح الخطأ بقلم أحمر ثم تدون الصواب بجانبه لأول مره أدرك كم هي دقيقه ..ألهذه الدرجه ؟!

    دفتر تحضيرها منظم جميل قلبت صفحاته , تحضيرها للدروس منجز بترتيب متقن , فتحت أدراج مكتبتها الدرج الأول يحوي رسائل دونت على ظروفها كلمات رقيقه .. مدرستي الحبيبه .. ياأغلى المعلمات .. مدرستي وأختي الحنون ..وعبارات اخرى ..

    في الدرج الثاني بطاقات تهان لمناسبات مختلفه من أشخاص عدة .. طالباتها .. زميلاتها في العمل .. حتى مديرة المدرسة .. عبارات تقدير حب واحترام , أكل هذا العدد من الناس يحبونها ؟!

    تنسيق مكتبتها الخاصه انتقاؤها للكتب شيء يفوق تصوري
    كيف كانت تجد وقتاً للقراءه وسط كل هذا الجهد المضني ؟!
    انني حتى هذه اللحظه لم أكن أجد في نفسي عيباً يجعلها
    تطلب الطلاق بكل هذا الا صرار فأنا هادئ الطبع لا أحب الحديث كثيراً , تركت لها سيادة البيت وتدبيره كيفما تشاء ..

    أحب كثيراً الخروج للرحلات بصحبة أصدقائي , عيبي الوحيد أني لا أحب الجلوس في البيت كثيراً وسط صخب الأطفال فأنا أحب الهدؤء ..
    لا لست أنانياً ولكني كنت أعتقد دائماً أن ذلك ليس من اختصاصي
    وها أنا أجبر قسراً على أن أطعم هذا وأرتب هندام ذاك أهدهد هذه
    وأدرس تلك وبالتناوب يتجاذبني الأبناء , أشعر أني مرهق وعاجز عن التفكير , أدركني الصباح وحان موعد ذهاب الأبناء الى مدارسهم .. أين كنت من كل هذا ؟!!
    أخرج الى عملي منذ الساعة الثامنة صباحاً لأعود في الثانية ظهراً فأجد طعامي معداً أنام بعد تناول الغداء الى ما بعد العصر
    أختلي بعدها لتحضير بعض الأوراق الخاصه بالعمل ولا أرغب بأي تدخل أو ازعاج .

    أشعر بعد ذلك أنه من حقي أن أخرج أرفه عن نفسي قليلاً برفقة الأصدقاء .. أراها منكبه وسط الأبناء تضع اللقمه في فم الصغير .. وباليد اليسرى تصلح هندام الكبير ..
    وبأذنيها تستمع لقصيدة الحفظ المدرسيه للبنت الكبرى .. وبيعينيها تلاحظ هل تكتب الصغرى وظيفتها المدرسيه أم أنها أنتهزت فرصة انشغالها عنها ..
    أكتفي حينئذ بالقاء التحيه وتقبيل الصغار والرثاء لحالي ..
    جعلت من نفسي ضحيه ..
    وهاهي تتركني وتترك الأعباء كلها علي حتى أني لا أجد فرصه لترتيب هندامي كما ينبغي .
    لا أنكر أنها رغم كل ذلك كانت أنيقه تهتم بي وبنفسها ..
    حتى أصحابي ماعدت أجد فرصه للقائهم أو حتى الاتصال بهم ..
    والذي حيرني في كل أمري كيف أمكنها أن تفارق الأبناء طوال هذه المده الطويله , مضت الأيام وتوالت دون أن أشعر أن أشهر العده قد انقضت منذ أسبوع أحسست بألم يعتصر قلبي ماأصغر تفكيري , جهزت الأبناء , ذهبت الى منزل أهلها ووجدت عندهم ضيوفاً أصابني الحرج , استقبلتني والدتها ببرود وقالت : ماالذي أتى بك ؟؟!
    اليوم تم عقد قران (أمل )صعقت , عدت حزيناً أحمل خيبتي ضاعت مني جوهرتي واذ بي أهب من نومي فزعاً
    على صوت الأبناء وهم يحيطون بي يقبلونني كعادتهم قبل الالتحاق بمدارسهم يوقظونني للالتحاق بعملي كما عودتهم هي ونظرت اليهم بكامل نظافتهم أناقتهم حتى ابن الروضه متأنق كأمه , اتجهت مسرعاً الى حيث مكتبها فتحت الدرج الأول يحوي ظروفاً عليها كلمات رقيقه والدرج الثاني بطاقات وتهاني دفتر التحضير في مكانه تماماً كما كان في الحلم قلبت صفحاته ذات التنسيق والدقه , مجموعة الأوراق الامتحانيه على الرفوف العليا من مكتبتها الخاصة تصويب الخطأ بدقه باللون الأحمر الكتب متنوعه قصص قصيره , مجلدات فقه السنه , الأساس في التفسير , موسوعات علميه سين جيم , ابتسمت وأنا أرى مجلات ميكي ضمن كتبها الخاصه , لحقت بي ونظرات الاستغراب تحيطني قلت : أمل اليوم الخميس مارأيك برحله ليوم وليله بصحبة الأولاد , أجابت غير مصدقة : بل أتمنى ذلك .

    وختاماً ..
    لك أيها الزوج الكريم :
    عن أبي هريره رضي الله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنه , أن كره منها خلقاً رضي منها آخر .
    وعنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    خيركم ، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي .
    ::::
    (إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائكم )









    في النهايه ارجو القصه حازت على اعجابكم
    واتخاذ العبره منها حتى وان كانت تحكي عن الحلم
    شكرا ًلقرائتكم ..



    التعديل الأخير تم بواسطة ضوء الخيال ; 11-5-2010 الساعة 07:49 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...