[ بلسان عربي مبين ] - أسرار نظم البيان في القرآن الكريم ~ الجزء الأول: سورتا الفاتحة والبقرة ~

[ منتدى نور على نور ]


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل الشرح مفهوم؟

المصوتون
4. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • نعم

    4 100.00%
  • لا .. [ أرجو ذكر الجزء الغير مفهوم ]

    0 0%
النتائج 1 إلى 9 من 9

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية smart-girl

    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المـشـــاركــات
    2,435
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    icon19 [ بلسان عربي مبين ] - أسرار نظم البيان في القرآن الكريم ~ الجزء الأول: سورتا الفاتحة والبقرة ~





    نلتقي في أول أجزاء هذه السلسلة من أسرار البيان في القرآن الكريم
    سنبدأ بسورة الفاتحة ، والجزء الأول من سورة البقرة

    كما ذكرت سابقاً أنا أقرأ ثم ألخص ماقرأت فأتمنى أن يكون مفهوماً
    وأرجو النصيحة إن كان هناك خطأ أو لبس

    أخترت بعض الآيات الكريمات لبيان أسرار القرآن .. اخترت مايسهل على الأغلبية فهمه
    وتجنبت الآيات التي تحتاج إلى فهم واسع بأحكام لغة العرب

    بسم الله نبدأ






    { سورة الفاتحة }


    {مناسبة مطلع السورة والمقصود من القرآن }

    نزل القرآن الكريم على سنة العرب في جعل مطالع قصائدهم تدل على مضمونها
    والفاتحة أجمل مثال على ذلك
    إذ نزلت [ مطلع القرآن الكريم ] واجتمعت فيها مضامين القرآن كافة

    فعلوم القرآن كافة هي:
    علم الأصول
    وهو علم بقدرة الله وأسمائه وصفاته
    وأشار إلى هذا المعنى قوله تعالى
    { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ }

    علم المعاد
    هو الإيمان باليوم الآخر ومعرفة أحوال الناس فيه
    أشارت إليه الآية :
    { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}

    علم السلوك
    هو الالتزام بالآداب الشرعية وحث النفس على التحلي بها والانقياد إلى طاعة الله تعالى دون سواه
    أشارت إليه الآية:
    {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }

    علم النبوات
    وهو معرفة الأنبياء وكتبهم ورسالاتهم
    وأشارت إليه الآية :
    { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ}

    علم القصص
    هو الأخبار بقصص الأمم السابقة من تكذيب وإيمان وجزاء لأخذ العظة والعبرة
    وأشارت إليه الآية
    { غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ }

    ولأنها جمعت جميع مقاصد القرآن سميت [ بأم الكتاب ]
    وخصها الله تعالى في قوله { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ }
    فكأنما نزلت وحدها دون القرآن لعظم أمرها

    فكانت تلك هي براعة الاستهلال فكانت كالعنوان للقرآن الكريم
    لذلك فرض قرائتها في كل ركعة في كل صلاة ، وأنها ركن هام لا تصح الصلاة دونها




    { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
    {
    تقديم المعبود والمستعان على الفعل}

    هناك من قال: لماذا اختار إياك نعبد وإياك نستعين على [ نعبدك ونستعين بك ] مثالاً؟
    والجواب هو :
    أن لهذا التقديم معانٍ عدة:
    {1.. أدب المتحدثين مع ربهم بتقديم اسمه على فعلهم
    {2.. الاهتمام إلى عباة الله وحده
    {3.. اختصاص عبادتهم واستعانتهم به تعالى وحده دون سواه

    فتقديم الضمير [ إياك ] يدل على اختصاص فعلهم به وحده
    فهما بقوة ، لا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك
    وهذا المعنى أقوى من [ نعبدك ونستعين بك ] إذن لم يكن هنا اختصاص للمخاطب
    وكما ذكرت سابقاً الفاتحة جاءت مطلع للقرآن الكريم
    فكان استخدام تعابير تدل على اختصاص الله تعالى بالألوهية والربوبية وقصر
    الاستعانة والعبادة له دون سواه

    هو مايناسب المعنى الذي سيقت له الآيات والسورة





    {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
    {الصراط دون الطريق}

    قد يظن البعض أن الصراط والطريق هما نفس الكلمة تستخدمان في نفس الموضع
    ويمكن أن تحل إحداهما مكان الآخرى
    ولكن في فصاحة العرب كلاهما يختلف عن الآخر في المعنى والاستخدام

    وردت كلمة [ الصراط ] في القرآن في أكثر من 46 موضع كلها دلت على طريق الحق والإسلام والإيمان
    وأما [ الطريق ] فقد وردت في أربع مواضع فقط تؤدي غرض آخر ماعدا في موضوع واحد
    دلت فيه على [ الحق ] في سورة الأحقاف في حديث مؤمني الجن حين قالوا:


    {
    إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ} الأحقاف: 30

    في اللغة : الصراط هو استشاق من [ سرط ]
    ويقال: سرطت الشيء وأسرطه بمعنا بلعه بلعاً سهلاً
    وسمي الطريق صراطاً لأنه يسهل مرور المارة فيه.

    الفرق في استخدامها في القرآن:
    العرب كانت تسمي الطريق السهل المستقيم الواسع صراطاً
    وكانت لا تطلق هذا الاسم على طريق شاق ، ذي اعوجاج ، أو مسدود

    لذا استخدم الصراط ليدل على طريق الحق الواحد الواضح السليم
    المستقيم هو الإسلام والإيمان


    أما الطريق فعند العرب فهي مشتقة من الطرق : أي الضرب
    ومنها ضرب الحصى للكهن وضرب التراب أيضاً للكهنة
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( الطرق والعيافة من الجبت )
    وكانت العرب تسمي الماء المتسخ الذي خاضت فيه الأبل وكدر [ مار الطَّرقْ ]
    وكانت تقول : طرقت الإبل الماء : إذا بالت فيه وبعرت

    لذا نفر القرآن من استخدام هذا الوصف لطريق الحق المستقيم واستخدم الصراط بدل ذلك

    أما في آية الأحقاف.. فكان ذلك مناسبة لكلام مؤمني الجن
    حيث تحدثوا عن [ كتاب موسى ] ثم قالوا [ طريق مستقيم ]
    وكانت الدلالة على هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنه هدي الرسل الذين سبقوه من قبل
    كما قال تعالى [ ماكنت بدعاً من الرسل ]
    لأن الجن تعلم بأمر الرسل والأديان السماوية السابقة
    فأتى لفظ [ طريق ] على وزن فعيل بمعنى [ مفعول ] مستمر أي مطروق سارت عليه الرسل
    والأنبياء السابقين

    فجميعهم يدعو لعبادة الواحد القهار
    ولو أتت [ صراط ] هنا لما قامت بالمعنى المطلوب في الآية




    {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}
    {تقديم المغضوب عليهم على الضالين}

    من المعروف أن المغضوب عليهم هم اليهود
    والضالين هم النصارى
    وجد علماء البلاغة القرآنية أربعة أسباب لتقديهم عليهم في الآيات:

    {1..
    أنهم متقدمون عليهم بالزمان فموسى - عليه السلام - سبق عيسى -عليه السلام - بأزمنة عديدة
    {2..
    أنهم أقرب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقد كانوا جيرانه في المدينة ، أما النصارى فقد كانت ديارهم بعيدة عنه
    {3..
    أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى، فكفرهم عن عناد وبغي ، فكان تقديمهم على النصارى لأخذ الحذر منهم والبعد عن سبيلهم
    {4..
    لما ذكر [ المنعم عليهم ] كان من الأولى ذكر المغضوب عليهم بعدهم مباشرة لأن الغضب ضد الإنعام




    { سورة البقرة }
    و
    { آلم
    }

    أجمع العلماء أن معاني هذه الحروف في علم الغيب وأنها من إعجاز القرآن
    وأن الله تحدى العرب أن جعل هذه الحروف من لغتهم وهم لا يعلمون معناها

    ولكن هناك من العلماء من ربط بين هذه الحروف ومعاني ومقاصد السور
    منهم ابن القيم الحنبلي. فقد أوضح أن هذه الحروف [ آلم ] جمعت أصول مخارج الحروف
    الهمزة من الحلق ، اللام من اللسان ، والميم من الشفتين
    وهي مرتبة بحسب بداية المخارج ثم وسطها ثم نهايتها
    وهذه المخارج هي التي تتفرع منها حروف العربية كلها
    وذكر أن السور التي وردت فيها [ آلم ]
    ( البقرة ، آل عمران ، السجدة ، الروم )

    تناولت بدء الخلق وتوسطه ونهايته والتشريع والأوامر
    والله أعلم ^^





    {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}
    {تعريف الكتاب}

    تعريف الكتاب بلام التعريف يفيد حصر الكمال في هذا الكتاب
    فكأنما يقال : هذا هو الكتاب الكامل
    فكانت العرب عندما تقول : هو الرجل
    تعني أنه الكامل في الرجولة والشهامة والشجاعة .. إلخ أخر الأوصاف
    فتعريف الكتاب بـ [ أل التعريف ] دل على كماله ونقص ماسواه من الكتب التي طالها التحريف
    . . .

    {تقديم ريب على الجار والمجرور}

    تأخر الجار والمجرور إثبات لما قبله
    أي أنه [ لا ريب ولا شك ولا بهتان في هذا الكتاب مما كانت ترمي به قريش ]
    بل هو الحق المبين
    ولو جاءت الجار والمجرور قبل [ ريب ] لانتفى هذا المعنى
    وكان معنى [ لا فيه ريب ] أنه فضل على الكتب السماوية الآخرى فقط التي أصابها التحريف والريب
    من دون انتفاء الريب بتاتاً عنه



    {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ}
    {النور دون الضوء }
    لما استخدم [ أضاءت ] فكان من تشاكل جنس الكلام أن يستخدم [ ضوئهم ]
    ولكن استخدام نورهم أبلغ في نفي نور الإيمان عنهم
    فالنور هو الأصل والمنشأ والضوء زيادة فقط في النور
    فلو استخدم [ ضوئهم ] لنفى زيادة النور عنهم فقط مع بقاء الأصل وهو النور
    ولذا كان ذهب [ نورهم ] أبلغ في النفي

    . . .

    {
    النور دون النار }
    استخدم [ ناراً ] ولم يقل [ ذهب بنارهم ]
    النار فيها [ الإشراق والإحراق ] فهي لا تمنح نوراً دون أن تحرق شيئاً
    والنور هو أكبر منفعة لها.
    لذا أذهب النفع عنهم [ وهو النور ] وأبقى عليهم مافيها من صفة الإحراق
    وهو نار جهنم يصلونها وبئس المصير






    {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} ، { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}
    {(اختلاف الفاصلة في الآيتين 18 - 171}
    الآية الأولى وردت في صفة المنافقين
    والثانية وردت في صفة الكفارين

    في الأولى أتت الآية بعد وصف المنافقين بفقدان نورهم
    بعد أن عاشوا في المدينة وعاشروا المسلمين وشاركوهم صلاتهم وصيامهم
    أنهم في [ الظلمة ] لم يرجعوا إلى الدين الذي تلبسوا به ثم خرجوا منه فهم لا يرجعون إليه

    أما في صفة الكفار [ فهم لا يعقلون ] لأنهم لم يعقلوا الإسلام أساساً ولا دخلوا فيه بل
    مازالوا في الكفر والضلال
    . على عكس حال المنافقين




    {(أو) دون (و) للربط بين الآيتين 17 - 19}
    مثل الله المنافقين بوصفين متتاليين
    الأول:
    مثل كفرهم كالظلمة ، ونفاقهم كالنار التي أضاءت ثم سرعان ما انطفئت
    أي أنهم كانوا في ظلمة الجهل ولجئوا إلى [ نار ] النفاق ليأمنوا المؤمنين في المدينة
    ولكن ذلك أذهب نور الإيمان فيهم وبقيوا في ظلمات الكفر


    أما الثاني:
    {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ}
    فإنه يصور خوفهم وهلعهم ورعبهم الدائم من افتضاح أمرهم وعقوبة المسلمين لهم ما إلى ذلك

    والوصف الثاني أقوى من الأول
    فسر علماء البيان استخدام [ أو ] بين الوصفين وليس [ و ]
    أنه كان هناك نوعان من المنافقين الأقل نفاقاً ، والأكثر والأشد نفاقاً
    لكن الكل منافق واستخدام [ أو ] أتت لتبين ذلك

    ومنهم من يقول أن من عادة العرب أنها تتدرج في الوصف فتبدأ بأدنى الصفات إلى أعلاها
    وكذلك كان نظم البيان
    فصور الحالة الأدنى [ الظلمة والنار ] ثم صور الحالة العليا [ المطر والخوف والهلع والصواعق ]
    لأنه عندما تذكر صفة ثم تذكر صفة تزيد على الأولى تكون أبلغ من العكس
    كأن تقول فلان باسل ، شجاع .. فليس كل باسل شجاع ولكن كل شجاع باسل




    {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}

    {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} الأعراف : 160
    {انفجرت و انبجست}

    وضع علماء البيان هذه الكلمتين تحت قسم [ المبدلات ] أي أن لكلاهما نفس المعنى
    ويمكن أن تحل أحدهما مكان الآخرى

    وفي لغة العرب:
    [فجر] : هو تفتح الشيء وخروجه بشكل واسع
    لذلك يسمى الفجر [ فجراً ] لأن الصبح يتفتح من الظلمة ويستع فتختفي الظلمة

    أما [ بجس ] فتدل على الانشقاق وخروج الشيء من ضيق
    وكانت العرب تقول : تبجس السحاب بالمطر
    أي تشقق ونزل المطر
    وأيضاً: يطلق على تشقق الماء من صخرة أو من الأرض وخروج الماء وإن لم يخرج الماء فليس تبجساً
    وأيضاً الانبجاس يدل على بداية خروج الماء ثم يتلوه انفجار ليتدفق الماء بشكل أكبر

    [ أتمنى حقاً أن أصل إلى المعنى المطلوب فقد استغرق فهم الفرق بينهما وقتاً طويلاً ^^" ]


    لفهم المطلوب : [ بداية القصة : طلب بني اسرائيل للاستسقاء ، امتداد القصة: استسقاء موسى بحسب طلب قومه منه ]

    آية البقرة
    يقول تعالى: [ استسقى موسى ] ولم يرد أنهم هم من طلب الاستسقاء في الآية أي لم يرد [ بداية الطلب ]
    وذكر آية النعم عليهم في الأكل والمشرب قبل آية الاستسقاء
    {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}
    أوجب استخدام لفظ [ انفجرت ] ليدل على سعة الرزق والعطاء
    لاستسقى النبي الكريم وامتداد للعطاء المذكور سابقاً
    واتبع آية الاستسقاء بقوله تعالى:
    { كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ}


    أما آية الأعراف
    فقد ذكر أن من طلب الاستسقاء هم بني اسرائيل [ بداية الطلب ]
    في قوله :[ إذ استسقاه قومه ]
    فكانت الآية جواب لطلبهم هم ، فاستخدام لفظ [ انبجست ] ليدل على [ بداية خروج الماء ] أبلغ لاستجابة طلبهم
    ثم اتبع الاستسقاء بذكر النعم الآخرى في الأكل والشرب
    {وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}
    فذكر بداية النعم ثم اتساعها وكثرتها عليهم
    مثل [ انبجاس الماء ]
    وقد أعقب الآية بذكر الأكل دون الشرب
    { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}

    [ أتمنى حقاً أنكم فهمتم ماأعنيه ^^" ]





    {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}
    {دلالة ( أو ) }

    وذهب بعض المفسرين أن [ أو ] جاءت بمعنى [ بل ]
    أي قاسية كالحجارة ، بل أشد منها قسوة
    وليس في السياق مايدل على ذلك

    وإنما استخدمت [ أو ] هنا لتدل على التفصيل في القسوة
    والتنويع لأحد الأمرين إما أن تكون قاسية كالحجارة ، أو أشد من الحجارة
    وليس شيء دون ذلك

    حيث ذكرت الآية [ قلوبهم ] على الجملة قاسية ثم فصلت ونوعت القسوة


    وهذا أبلغ من تفسيرها بـ [ بل ]





    {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ }
    {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}الجمعة : 7
    {لن و لا }

    الآيتان رد على دعوى اليهود البطالة أنهم أبناء الله وأحباؤه في الدنيا وأن الجنة خالصة لهم في الآخرة
    لذلك [ أعجزهم ] الله بتمني الموت إن كانوا صادقين
    فمن يكون متأكد من حياته في نعيم الجنة لا يريد أن يبقى في شقاء الدنيا ثانية واحدة

    يرجع علماء البيان السر في اختلاف النفي عنهم بـ [ لن ، لا]
    أن في آية البقرة
    قال:{قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ}
    وهنا حدد الآية بالزمن [ الآن ] لأن [ كان] لا تدل على العموم
    لذا استخدم [ لن ] لأنها تدل على نفي حدث قريب
    فكان معنى الآية: إن كانت لكم الدارة الآخرة الآن ، فتمنوا الموت الآن ، ثم كان النفي [لن] يتمنوه الآن

    أما آية الجمعة
    قال:{إِن زَعَمْتُمْ}
    فكأنه يقول: متى زعمت ذلك في أي مكان وأي زمان تمنوا الموت
    ثم النفي يكون [ لا ] يتمنوه لنفي ذلك عنهم في كل زمان ومكان

    وقد ذهب بعض العلماء أن الفرق يرجع في اختلاف الدعوى في كلا الآيتين
    ففي البقرة [ ادعائهم أن الجنة خالصة لهم ] و في الجمعة [ أنهم أبناء الله وأحباؤه ]
    وأن استخدام [ لن ] أقوى في النفي من [ لا ]
    لذلك استخدمت [ لن ] مع الدعوى الأعظم
    فإدعائهم أن الجنة خالصة لهم أشنع وأعظم من ادعائهم أنهم أبناء الله وأحباؤه
    وكما أن الأولى في الآخرة ، والثانية في الدنيا
    ولكن هذا الرأي ذهب إليه كثير من المعتزلة وبالغوا فيه
    فلعل الفرق الأول أقرب للصواب والله اعلم






    {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}
    {الإطناب: ذكر الخاص بعد العام }

    ذكر هذا النوع كثير في القرآن وأشهر الأمثلة عليه ذكر جبريل وميكائيل - عليهما السلام - بعد ذكر الملائكة
    ويدل ذلك على التنويه بشكل خاص ، والتشريف والتفضيل
    فكأنما جبريل وميكائيل - عليهما السلام - من جنس آخر غير جنس الملائكة تشريفاً وتفضيلاً عليهم
    فجبريل - عليه السلام - ينزل بالوحي والعلم الذي هو غداء الأرواح وسبباً في سعادتها
    وميكائيل - عليه السلام - ينزل بالخصب والمطر وفيهما غداء وبقاء الأبدان




    {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
    {التعريف بالإضافة }

    يؤثر القرآن التعريف بالشيء بهذا الشكل لسبب ما ، يكون تشريف ، تنويه ، اختصاص ... والكثير من الأسباب
    في هذه الآية تعريف البيت في قوله : [ بيتي ] بإضافته لله تعالى لتدل على تشريف وتعظيم البيت الحرام
    ويقول العلماء أن ليس له شرف لو لم يضفه الله تعالى إلى نفسه

    فذلك يدل على أن هذا أفضل وأعظم وأشرف البيوت إطلاقاً

    . . .

    {تقدم الألفاظ حسب الرتبة
    }
    بدأت الآية بذكر الطائفين لقربهم من الكعبة المشرفة
    ثم ذكر العاكفين : والعاكف كالطائف يكونان في داخل البيت وليس بالضرورة قرب الكعبة كالطائفين
    ثم أخيراً الركع السجود : حيث أن الركوع والسجود يدلان على الصلاة ولا يعني ذلك أنها يجب أن تكون في البيت ولا عنده.



    إلى هنا ينتهي الجزء الأول
    أتمنى لكم الفائدة
    وفقني الله وإياكم إلى مايحبه ويرضاه

    إلى لقاء في الغد مع جزء ثاني بإذن الله







    التعديل الأخير تم بواسطة smart-girl ; 11-8-2010 الساعة 12:34 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...