بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أعتد ان أستمع إلى الراديو بينما انتظار أختي لآخذها من المدرسة ، لأن برامج الإذاعة في هذا الوقت من النهار أرى انها مملة .
و لكن بالأمس وصلت إلى مدرسة أختي في وقت مبكر اكثر من المعتاد و حتى انسى أو أتناسى الحر و لفحة الشمس التي كادت تحرق وجهي ، قررت أن أفتح المذياع ، لعلى وعسى يوجد شئ يسلني إلى أن يمر الوقت .


قلبت بين الإذاعات و استمعت إلى مقتطفات البرامج ، إلى أن وجدت ضالتي .

طبعا لم ألحق البرنامج من البدايه و لكن المواضوع كان عن سر السعادة في حياتنا.

و اخذت المذيعة تقرأ رسائل المستمعين وآرائهم ، إحداهم كتبت بالصلاة ، و أخرى قالت :عندما يقدم لي زوجي هدايه ، وإلى آخرة...

و بعد أن فرغت من قراءة تلك الرسائل ، استطردت المذيعه قائلة : إن المثاليه قد تكون أكبر سبب لتعاستنا


هنا شدني الحديث أكثر


أكملت المذيعه : إن رغبتنا ان نكون مثاليين في كل شئ قد تسبب التعاسة لنا ، فنحن نحاول أيصبح كل شيء في حيانا أن يصبح مثالينا ، فقد نبالغ في بعض الأحيان في التخطيط لحياتنا لمستقبلنا ، و بمجرد أن يحدث شيء لم يكن في الحسبان ، نتوتر ، نقلق ، لماذا ؟

إن المثاليه الزائدة في كل شيء داء ، فالحياة ليست معك أو ضدك ، فهي تسير بطبيعية تامه . دللوا انفسكم قليلا ، جميل ان يدلل الواحد نفسة



لا أعرف كيف نفذت هذه العبارات إلى نفسي ، أجل خطاي الأكبر أني بالغت ، و عند أول بضعة حواجز ، تلك الحواجزلتي لم تكن في الحسبان دخل اليأس إلى قلبي .

مثالية زائدة هي التي جعلتني الآن أفقد القدرة على العطاء و أركن إلى الراحة .

ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب على الإنسان أن يستطيع أن يطبق ما يسمع ، و ان يغير طبعا طالما إعتاد عليه ، ولكن الحياة مدرسة وهي كفيلة بتغير تلك الطباع.