مما راقني..


فَارِسٌ كَانَ هُنَا فِي ذَلِكَ السَّفْحِ دَفَنوهْ..

نَزَعُوا قَميصَهُ والْكَفَنَ مَزَّقوهْ..

قَالوا احْذَروا
قَدْ يَنْهَضْ مِنْ جَديدْ..

فَأَثْقَلوا قَبْرَهُ بِالصُّخورْ ..

فَارِسٌ كَانَ هُنا ..
فِي ذَلِكَ السَّفْحِ دَفَنوهْ..

أَيَا فَارِسي..
هَلّا حَدَّثْتَني عَمَّا جَرَى..

أَنْتَ مَهْمومْ وَالْوَطَنْ مَغْمومْ
فَاجْلِسْ وَلْنَبْكِي مَعًا..

لِنَبْكِي وَلْنَكْوِي قُلوبَنَا بِالنَّار..


أَيَا فَارِسِي ..
هَلّا حَدَّثْتَنِي عَمَّا جَرَى ..

إِلَيَّ بِصَوْتٍ مِنْكَ يَا فَارِسِي
أَلَا تَسْمَعُنِي؟!

مُنْذُ سِنينَ وَأَنَا أَتَسَلَّى بِطَيْفِكَ دَوْمًا
أَعيشُ عَلَى أَمَلِ أَنْ تُقْبِلَ يَوْمًا

إِلَيَّ بِصَوْتٍ مِنْكَ يَا فَارِسِي ..
أَلَا تَسْمَعُنِي؟!

أَرْتَدِي قَميصُا مِنَ الْخَجَلْ
وَمِنْ وَبَالِ الْسِّنين..

قَلْبِي الْمُتَوَهِّجُ بِالأَمَلْ يَنْتَظِرُكْ ..
إِلِى الْسَّمَاوَاتِ يَعْلُو حِينًا وَيَحْبُو عَلَى الْأَرْضِ حِينًا..


أَرْتَدِي قَميصُا مِنَ الْخَجَلْ
وَمِنْ وَبَالِ الْسِّنين..

تَحَطَّمَتِ الْجُسُورُ فَلَا عَابِرَ لِلسَّبيلْ..

جَفَّت عُيونُ الْمَاءَ وَانْقَطَعَ العُبُورُ فَلَيْسَ لَهَا سِقَاءُ

كُلُّ مَكَانٍ مَنْقوضٌ مَهْدومْ
هَذَا عَيْبُ الْبَوْنْ
إِرَادَةٌ مُزَعْزَعَةْ وَأَنْفُسٌ مَصْدومَةٌ مُرَوَّعَةْ

عِصَابَةُ الْأَشْقِيَاءُ سَلَبُوا التَّاريخَ حَقَائِقَهُ .. نَهَبُوهْ

أَخْلَاقُنا ! قِيَمُنَا ! تَمْشِي عَلَى عَطَبِ !!
قَدْ انْقَلَبَتْ رَأْسًا عَلَى عَقِبِ !!

فَمَا لِلْمُقَدَّسَاتِ مِنْ رَاعٍ وَلَا مُجير

إِرادَةٌ مُزَعْزَعَةْ وَأَنْفُسٌ مَصْدُومَةْ مُرَوَّعَةْ

فَيَا فَارِسِي انْبَعِثْ..

تَمَامًا كَمَا فِي حَديثِ الرُّؤَى

ثُمَّ أَقْدِمْ عَلى صَهْوَةِ الْفَرَسِ الْأَبْيَضْ
ذَاتُ فَجْرٍ عِنْدَ بِدْأ الْبُكُورْ..

إِنَّنِي أُغْمِضُ الآنَ عَيْنِي
فَتُبْصِرُكَ الرُّوحْ..

أَيَا فَارِسِي فَانْبَعِثْ وَتَعَالْ..

تَمَامًا كَمَا فِي حَديثِ الرُّؤَى

كَمَا فِي حَديثِ الرُّؤَى




كلمات الأستاذ محمد فتحَ الله جولن >><<