الأمل في مدينة الألم



إن ما أتحدثُ عنه هنا ليس من نسجِ الخيال

إنما هو واقع مفروضٌ علينا بصفتنا بشر

واقعٌ مرير سيسطره التاريخ

مع ذلك .. فهو شيءٌ ليس بجديدٍ علينا

وما هو إلا .. بؤسٌ مقيت




بالنسبة لي

كانت مجرد بسمةٍ

من أولئك المغفلون الذين يحاولون استغلالي

لأولئك الذين يقومون بتدنيسِ تفكيري

في لحظة كنتُ بها

غارقً في أعماقِ اليأس

بحاجةِ شخصٍ لينتشل الحزن مني

ولكن .. هيهات ...

وهنا .. كانت قد بدأت مأساتي ..

سئمتُ من هذا

فثمة ذئبٌ متربصٌ ينتظر ألتهامي

كم كنتُ أكره نظراتُهم إلي

لأنهم في العادة أشخاصٌ لا يموتون

ينظرون إلينا كأطفالٍ ويبتسمون

نظرةُ .. شفقة ، سخرية .. لا أعلم

كل ما كنتُ أعلمهُ أنني أنا من رسم هذهِ النظرة على وجوههم

نظرتهم .. هي ما جعلني أُعاني

ففي النهاية .. طموحي أعماني

أعماني من النظر في حاضري

بدايةً من هذه الخطوة

كانت اللحظة الأولى من لحظات كآبتي




الواقع .. عواقب أفعالي .. القدر

لا أعرفُ على من سألقي اللوم

أصبحتُ شخصاً أعمى

لا أقدرُ إلا على رؤيةِ ما أريد

أتألم باسترجاعِ الماضي

بترجمةِ المشاعر إلى كلمات





سماءٌ سوداء .. مظلمة

تملئُها الكراهية ، الثأر

عدةُ أشياءٍ تشغل بالي



أسعى للانتقام

أبذلُ ما بوسعي لتحقيقه

لم أعد أعرف ما ينبغي عليّ فعله

أنْ أحتقر نفسي ؟ أكرهها !

أشفقُ عليها ؟ ، ولكن ...

شفقتي عليها ستكونُ عبارةً عن نِفاق

لإرضاء غروريَ اللامتناهي

بشكلٍ أنانيٍ بشعْ

لا أدري هل هو حالُ الجميع هكذا ؟!!

هل أستحقُ هذهِ الحياة ؟؟

أم يستحيلُ علي أن أخرج ..

من سجني البائس ...





وبعد هذا

لم يبقى سوى كتاباتي لتسخر مني

وقبر دافئ يترقب عودتي

ولكن لا بأس بهذا

فقد أوشكتُ على الوصول

إلى العالَمِ المتغير

أو الذي قد يتغيرُ بوصولي

فللمرة الأولى اعتقدتُ أنني لن أصل

يوماً عن يوم ، يزيدُ إعجابي بنفسي

ولكنني بتُ أخشى من شيءٍ واحد

أخشى من نفسي

آهاتُ آلامي العظيمةَ أوشكت على قتلي

مشاعري هذه ...

أردتُ إيصالها للعالم أجمع

علهم يوقفونَ ارتكاب ذنوبهم

يقرونَ بجرمهم

لعلهم يبدءونَ بالتكفير عن ذنوبهم

فمؤخراً .. حقيقةُ الأمر

أصبحتُ أشعرُ أن جزءاً مني يرغبُ بالانشقاقِ عني

وصولاً للأنا المثالية ..

كل ما كنتُ أرغبُ بهِ هو القليلُ من السعادة

كنتُ أسير بشكلٍ عشوائيٍ تحت المطر

علها ترطبُ طيات قلبي

باحثاً عن خلاصي

فقد كنتُ في النهاية بذرةً فاشلة

يخجلُ منها الجميع ويتجنبها المارة

سأتجاهلُ ما يوجدُ في قلبيَ الآن

لأنني سأنعزلُ عنِ العالمِ أجمع

لا يلزمني سوى قفصٌ فارغٍ لأكملَ حياتي به

في قاع محيطٍ متجمدٍ

فللسعادةِ ثمن ، ولم أملكهُ يوماً ما

لو كانت السعادةُ شخص ، كنتُ سأكتفي فقط بالمرورِ من جانبها

فهذا الكم .. يكفيني من السعادة

لأنني شخصٌ لم يعرف العيش سوى في أحضانِ اليأس

فشل في معرفة الهدف الحقيقي وراء الابتسامة

لم يبقى هنالك معنىً لأسمي

أسمٌ بلا فخر

مجردٌ من المبادئ

بالطبع سيحتوي على الفشل

وكثيراً ما كنت أتساءل عن ذلك في نفسي





كل ما كنتُ أعلمهُ أن النهاية قريبة

ولأنني لم أكن مختلفاً عنهم بشيء

فقد كانت دائماً ، بالنسبة لي

أنا الرجل الوضيع

كانت الابتسامة المثالية

دائماً وأبداً

التي .. لم أستحقها

التي لن أحظ بها

أبــداً