بداية .. هذا الموضوع خاص بمنتديات محمد شريف و مدونتي ( مدونة أحمد عبدولي )





قبل بعضة شهور كنت أسمع عن برنامج جديد يعرض في إحدى القنوات التي لم أجد فيها خيراً على الإطلاق. برنامج قيل عنه أنه رائع و أنه من أفضل البرامج التي عُرضت على الإطلاق. البرنامج اشتهر في بعضة أسابيع فقد وصل إلى العالم العربي بأسره و كأنه إنفلونزا إن صح التعبير.
الأسوء من ذلك أن البعض قد كرس وقته في البحث عن الحلقات و تحميلها و لو كان قد شاهدها من قبل ( زاد الطين بله
). وضعت هذا الموضوع لأبين بعض الحقائق عن هذا البرنامج و رأيي في إيجابياته و سلبياته. ( بإختصار تحقيق )



هل للعرب مواهب؟

بالنظر إلى هذا البرنامج قد لا يتبين للـ(غربي) أن للعرب أي موهبة من المواهب. لماذا ؟


  • الفكرة: فكرة هذا العرض أنه في الأصل فكرة عرض أمريكي تحت مسمى أميركان جوت تالنت! ( Americans’ Got Talent ) >> حتى ما نقدر نألف إسم للأسف . فإذا كان الإسم مقلد .. فماذا تتوقع من المواهب ؟! المشكلة أننا لم نستوعب معنى الموهبة إنما اكتفينا بالغناء و الرقص و قلنا أنها موهبة!


  • الطرق: شاهدت النسخة العربية من البرنامج و النسخة الأمريكية من البرنامج و وجدت إختلافاً واحداً في مشاهدتي .. أن للأمريكان مواهب و ليس للعرب. للأمريكان موهبة العرض و للعرب موهبة التقليد, للأمريكان موهبة ( صنع الفكرة ) و للعرب موهبة التقليد, للأمريكان موهوبين و العرب مقلدين. إلى متى سنظل نقلد و نقلد, هل سنغير أنفسنا ؟ أم سننتظر إلى يوم يبعثون!


  • المواهب المعروضة: للأسف أن هذه المواهب كلها تقليد! هذا يغني و هذه ترقص و هؤلاء يستمعون و يصفقون! أين الموهبة في هذا؟ كل من استطاع الغناء أو الرقص أصبحت له موهبة يفتخر بها؟! و من خلف الشاشات أناس ( مندمجون ) لا أدري هل هم مستمتعون لما يُبصرون؟


  • التصويت: التصويت عندي بمعنى العنصرية. فهذا يتحيز لهذا لأنه من نفس الدولة و هذا يصوت لهذا لأنه أعجب به و ليس بموهبته. أي موهبة هذه؟ أي موهبة تبنى على العنصرية؟ تُنسى المواهب بسبب هذا التصويت.. أصحاب مواهب رآئعة دُفنت مواهبهم! و لو كان البرنامج يهتم بالموهوبين لما جعل التصويت الركن الأساسي في التأهل إلى النهائي. إنما هدفهم في الربح المادي و ( على الدنيا السلام ) .



هل للبرنامج أهداف و هل له إيجابيات؟


  • الربح المادي: هو من أهم الأهداف التي أُسس عليها هذا البرنامج و غيرها من البرامج التي يبنى ربحها عن طريق الرعاة أو الإعلانات أو التصويتو لا أظن أن هناك برنامج يعرض إلا و يخرج رابحاً في الأخير. برأيي أن جميع البرامج لها مشروعية هذا الربح .. لكن ماذا بالمقابل؟. ختاماً يحصل فائز واحد فيالبرنامج بأسره بينما ترمى مواهب الآخرين في سلة القمامة ( عزكم الله ) .


  • الشهرة: هذا البرنامج يفتح للموهوبين آفاق الشهرة في معظم العالم العربي الذي يشاهد هذا البرنامج. فقد يرسل البعض رسائل اليقظة إلى المشاهدين, فهي فرصة رائعة لإظهار شيء مفيد للعالم و الأمة العربية. فإذا تعددت المواهب و كانت ( مواهب ) حقيقية و بما تحمل هذه الكلمة من معنى, فإننا سنأكد حتماً للعالم أن بالفعل فينا ( إبن سينا).


  • هنالك أمل!: على الرغم من كثرة السلبيات و على رغم وجود مثل هذه المواهب ( الهابطة ) وجدت مواهب رآئعة تستحق الإشادة و التقدير. كانت من هذه المواهب طفل أبكى الحاضرين بشعره عن فلسطين يروي فيه عن أحزان القدس و رجوع الأمة العربية إلى الذل و الهوان. هذه هي الموهبة الوحيدة التي رأيت فيها خيراً و تأهلت إلى المرحلة النهائية, أما الباقي ضُرب بعرض الحائط و كأن شيئاً لم يكن.



مجدداً, هل للعرب مواهب ؟

و لم لا؟ بعيداً عن البرنامج لنا الأمل بأن نكون نحن العرب ( أصحاب المواهب ) لماذا لا نبدع و ندع أهل الغرب يلحقون بنا؟ لماذا لا نعيد الماضي و نكون نحن العرب و المسلمون أهل السبق و هم اللاحقون؟ هناك حلول لكل شيء .. لماذا لا نصنع برنامجاً ذو فكرة جديدة كلياً تغير وجهة نظر الغرب للعرب و المسلمين؟ بإمكاننا هذا .. و لكننا بإنتظار من يطبق هذا الحديث. الخوارزمي و إبن خلدون و إبن سينا .. هؤلاء هم ( آراب جوت تلنت ) .. !!