أنا في خاطري حاجة!

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 14 من 14

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية أنا وأختي

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    935
    الــــدولــــــــة
    جزر القمر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Talking أنا في خاطري حاجة!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    ~








    منذ طفولتي..
    كنّا نزور بيوتًا فقيرة, ولكن عندما كنت صغيرة لم أكن أدرك كم كان الأمر بشعًا..
    فقد كانت الحرية معطاة لأطفالهم أكثر مما هي معطاة لي, وهذا ما كنت أراه فقط !
    كانت أمي لا تسمح لي بالخروج من المنزل أصلاً إلا لبيت الجيران ربما!
    ولكن عندما كنت آتي عندهم أجد عالمًا آخر...
    الأحياء الفقيرة...الأرض الموات!
    الوجوه التعيسة المرحة!
    وذكريات يعجز عقلي عن تحملها بكل تفاصيلها اللذيذة!
    إن البيوت الضيّقة, هي من يقطنها العائلات الأكبر عددًا , هذا ما تستطيع جعله قاعدة هنا..
    الترابط بينهم عجيب, ينام الاثنان على سرير واحد,
    وعلى الأرض توضع الفرش ويستلقي عدد كبير من الأطفال, لا يبالون بشيء فليس لديهم ما يقلقون بشأنه غدًا , بطونهم اعتادت الخواء, وكل ما يهمهم أن يستيقظوا ليومٍ آخر ليلعبوا من جديد!


    لا أدري لماذا الفقر مرتبط دائمًا بـالجريمة!
    الكل يتعاطى المخدرات, والكل يُضرب هناك, ولكن تحملهم يشبه المعجزات!
    الحمد لله , فقد أعطاني الله الحياة مرتين!
    فقد عشت أيامًا معهم, متفرقة عبر السنين ..لو جمعتها لأصبحت شهورًا ربما!
    كل ما استفدته, أن حياتي التي أعيشها ليست بحياة بشر!
    ماذا يكون حال البشر بدون المال؟ هذا هو السؤال!
    لا طعام, لا سكن كريم, ولا ملبس يليق!
    ربما الشيء الأفضل هو أنك تكتسب قوة..تصبح محترفًا في مواجهة الحياة!
    وجهًا لوجه..

    لا خصوصية أبدًا لك, فالمكان ضيق..ولا ملاذ!
    كل شيء مكشوف, ولا مكان تهرب إليه لتبكي......

    هناك..تعلم أن الأشياء التي تحصل عليها بسهولة عادةً ليست سهلة أبدًا!

    ..

    كيف حال أرواحكم النقية , وكلنا – بالمناسبة- عندما ولدنا كانت أرواحنا نقية.. لكن لا يعلم إلا الله كيف حالها الآن!
    على أية حال لم آتِ لأتفلسف عليكم .. مسألة تؤرّقني حقيقةً ..
    نحتاج أن نفكّر قليلاً !
    << التفكير في الحقيقة هو سبب العذاب !
    مرة قلت لابنة أختي الصغيرة ولا أتذكر ماذا كان الموضوع: "طيب فكّري!"
    قالت: " لا أنا ما أفكل ديمي بث يعلف!"
    "ما أفكر جيمي بس يعرف!"
    < ترجمة .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
    من يكون جيمي هذا يا ترى؟
    هذا شخصية كرتونية ذكية على ما أعتقد ..
    وطفلتي الحلوة .. تعتقد أنها لا تقدر على التفكير لأن للتفكير درجة معينة من الذكاء - حسب تصورها - !
    قاومت ضحكي وأنا أشرح لها الأمر, وأننا كلنا لدينا عقول.. حتى أحسن من المدعو جيمي هذا!
    الله أعطانا لكن نحتاج فقط...أن "نستخدمها" !


    " متساوون عند الولادة ... متفاوتون عند الموت"
    هذه عبارة قالها عبد الكريم بكّار حفظه الله, أثارت تفكيري وذكرياتي..
    أتعلمون؟ عندما كنت طفلة في العاشرة تقريبًا.. قرأت مرة عن الأثر الذي نتركه بعد موتنا, بعضنا يترك علمًا نافعًا, والبعض يرتاح الناس من شره, والبعض لا يترك شيئًا!
    ففكرت بحزنٍ عن الذي سأتركه بعد موتي, أفضل ما أتقنه هو مشاكسة الآخرين وإغاظتهم!
    وفي النهاية سيرتاحون منّي , هذا ما فكرت فيه حينذاك.
    فقررت ذات بؤسٍ أن أكتب كتابًا ليكون شفيعًا لي بعد موتي.. ويا ليتني لم أفكّر!
    وبدأت رحلة البحث عن الكتب أو المنشورات وكل ما يقع في يدي واعتكفت على القراءة بجدية, وركزت على الفقه.
    كتبت عن الصلاة والصوم والعبادات والأحكام, وبعض الاجتهادات من عندي!
    يا الله .. كم أشفق على نفسي الآن.. .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
    المهم, بعد فترة لاحظت أنّي فهمت الكثير من هذه الأشياء وأصبحت عندما أقرأ الكلام لم يعد جديدًا عليّ, وعندما اتسع أفقي قليلاً لاحظت أنّي لم آتِ بجديد!
    لا أحد بحاجتي أصلاً, وما أكتبه ليس سوى إعادةٍ لمن سبقوني < -- بدأت أظن نفسي فقيهة هههه ..
    شيءٌ واحد استفدته, هو : أني تعلمت!

    ففي الحقيقة, لم أرتب أولوياتي بل قفزت قفزة عظيمة لأصل إلى مرحلة الشافعي وابن حنبل مثلاً !

    ..

    يقول مصطفى محمود: من عجائب البشر أنهم يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً ، و يموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً!

    يا الله .. ارحمنا!

    والله إنه أمر مريـــع ...


    الشيء المرعب حقًّا في هذه الحياة الفانية, هو أنّها مرةٌ واحدة فقط, لا يمكن أن نحاول مرة أخرى حتى نبلي جيّدًا.
    لا نختار فيها شيئًا , لا الزمان ولا المكان ولا أرواحنا حتى.
    تستيقظ على دنياك , لتجد أنّك أنت, لا تعرف من أنت.. طفل غرير.

    تكبر لترى أن العالم لم يكن لك وحدك, ولا يدور حول عالمك الصغير فقط, بل ثمة ملايين الملايين, يمارسون حياة كحياتك... ولديهم أحباب, أشياء... وذكريات!
    ولكنهم بعيدون جدًّا من بعضهم البعض, وكل في فلك يسبحون.
    نعلم أننا سنموت, ولكن لا ندري متى..
    ونستمر في الحياة بوحشيّة! يومًا وراء يومٍ إلى أن يعبث الزمن بوجوهنا, وتنقش الأحداث على صدورنا حزنًا وتجربة, يختفي طعم كلّ شيء..

    نعيش حول أنفسنا, كل يوم...
    كل إنسان يريد أن يكون أفضل, أجمل, أغنى, أرقى, أكثر نجاحًا !
    وينسى أن كل هذه الأشياء مصيرها إلى الفنـاء.
    تأملوا:
    "لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط، ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ، وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض"
    سبحان الله, ما أكثر ما ندعو الله لأمور دنيوية!
    والغريب, أن البشر بدل أن يقضوا هذه الحياة القصيرة في إصلاح أنفسهم .. يتجهون للغير!
    ويتحدثون عن الغير, ويتناقلون أخبار الغير!
    و" هم " في النهاية.. يضيعون وسط هذه المعمعة!


    يا ربّ , كم تتراكم الذنوب على ضمائرنا المتعبة...
    ونتوه...ولا يهدينا سواك!


    لكن الآن ..
    لست في العاشرة ..

    وأعلم أن أحدًا لا ينتظر منّي مجلدات فقهية!
    حسنًا , أوجّه لكم السؤال..

    بالنسبة لك أخي الكريم وبالنسبة لكِ أختي الكريمة..
    ماذا تفعلـ\ـين لتتركي أثرًا لكِ ليبقى بعد أن يواريك التراب؟

    وماذا تنصحنا أن نفعل لنترك أثرًا طيبًا غير أن نكون رقمًا ضمن ملايين الملايين من الأرقام .. والحفر لاحقًا؟

    آمل أن نستفيد جميعًا, وشكرًا على حسن القراءة.
    التعديل الأخير تم بواسطة أنا وأختي ; 7-5-2011 الساعة 03:03 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...