بسم الله الرحمن الرحيم،،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
بطونٌ ملأى وأخر موتى !

في رمضان تُعمر الموائد بشتى أصناف شهي الطعام،وتعج البيوت بكل أنواع لذيذ المأكولات،ويُقضى النهار بأكمله مشغولا،مسهدا وحافلا بإعداد كل ما تتفتق الأذهان باختراعه،فما يكاد المؤذن يرفع تكبيرة المغرب الأولى حتى تنطلق الأفواه قاضية على كل ما صُنع وأعد ،ملتهمة مايزيد عن حاجة المعدة أضعافا مضاعفة،وترطب الحلوق بعصائر ليست تحصى ألوانها ولا مذاقاتها،حتى تصطرخ البطون ممتلئة،ويعبأ خواءها،ثم تسترخي الأجساد مرتاحة مطمئنة،وتغمض الأعين قريرة هادئة البال،حسناً بينما نحن نأكل ما لا ترغب بربعه أجسادنا،بينما نحتمي من حر الشمس أسفل هواء أجهزة التكييف المبرد،ونشكو برغم ذلك ونتململ من كل صغير يزعج راحتنا،بينما نحن يابني الإسلام مغدقون نعما لسنا نشكرها..هناك شعبا يموت جوعا وكل لحظة..شعبا قتله الضمير الميت الذي يسري فينا،شعبا حتى اللقيمة الصغيرة ليس يلقاها،حتى شربة الماء لا يجدها،بينما نحن سبحان الله نسكب الماء ونسرف فيه بلا حساب،بالطبع فهو عندنا وفيرا،إن ضيع نصفه أو حتى كله،فعشر منه مضاعفا نجده بين أيدينا بغير ذي جهد ولا تعب،هذا الشعب يا أمة الإسلام ليس يختلف عنا في شيئ،يحتوينا دين واحد،إلهنا رب واحد،كلنا لها عابدون،نحن نصوم رمضان وهم كذلك،لكن سبحان الله رغم أن الفوارق بيننا منعدمة إلا أن شتان بيننا وبينهم،كل دقيقة تحصد فيها روح إحداهم،أم ثُكلت أطفالها،دفنتهم الواحد تلو الآخر،فإن أفلت أحدهم من حر ظهيرة تلفح الظهورا وتكوي الجباه،ومن برد ليل قارص لا تشعل في حفنة حطب،فهو حتما لن يحتمل البقاء أياما دونما كسرة خبز يسد بها الجوع،وإن كتب له النجاة من هذان،فويلات الأمراض المنتشرة،ولسعات الحشرات الضاربة أرجاء المخيم بطنينها له بالمرصاد..نزح وانتقال وتحرك دائم،لا مستقر ولا مقام يرتاح فيه الجسد الضنك..قطع قماش بالية سموها خيمة تنصب فلا يستقيم لها نصبا،سبحان الله كم صبروا،سبحان الله كم احتملوا واحتسبوا..وكم فينا أملوا.وكم فينا خاب الأمل وانكسرا..لم نتعب أنفسنا بإن دعوة واحدة من قلب مخلص بظهر الغيب لهم..بركعتين نستسقي الرحمن فيها لهم،بصدقة جارية _وإن ليس عليهم_ فلعلها تطفئ غضب الرب ويمن عليهم بغير حساب..سبحان الله أين حق الأخوة با بني الدين الواحد..أين الجسد الذي إن مرض فيه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى،أين المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا..أين نحن من كلامك يا خير البرية صلوات الله وسلامه عليه..يآالله كم بعدنا وكم اعتقدنا أننا نقترب..ياآالله كم مات فينا الإحساس وتوقف النبض إلا علينا ولنا وإلينا فحسب..كم ماتت فينا روح إسلام تجمعنا..ما عاد اليوم من يقول مسلمون كلنا،شتتنا القومية وبعثرت شملنا،تقولون أنها اندثرت..بل هي والله موجودة الآن أكثر من عصر حروب القبائل في القدم،مصري أنا،سوريا يارب،السعودية هي فخري..وغيرها من عبارات سئمت الأذن سماع ترداداها،ويتفطر القلب وكل ذكر لإحداها..اللهم أغثهم وأعنهم وفرج كربهم..ربي أرسل عليهم السماء مدرارا..وعوضهم خيرا..يارحمن يارحيم ارحم حالهم ومن عليهم بفرج قريب،اللهم ارحم موتاهم وأسكنهم جنات عرضها كعرض السماوات والأرض..اللهم فتقبل دعآء..اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..اللهم آمين،،

كلمة أخيرة..:: لا تنظروا الغوث من القوم الكافرين،لا تنتظروا أن يعيننا من يبغضنا أشد البغض ونبغضهم أشد البغض،وبإذن الله يؤمل من أنفس مؤمنة كل خيرا..اللهم ردنا إليك ردا جميلا واعف عنا واغفر لنا وارحمنا فأنت العفو التواب الرحيم..رمضان مبارك عليكم جميعا نسأل الله أن نكون من الفائزين فيه..وفي أمان الله ورعايته،،