سَقَطَ سهواً

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 26

الموضوع: سَقَطَ سهواً

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية Nino chan

    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي سَقَطَ سهواً

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    طابت أوقاتكم بكل خير وود..

    ما جال ببالي.. في لحظة ما..

    سألتُ نفسي لماذا الباب موصد ؟!
    ألستُ في المكان الموعود ؟! وقبل الوقت المضبوط ؟!
    أم أنّ بوصلتي انحرفت وساعتي تأخرت ؟!
    أيّاً كان السبب فلا فرق .. !! فالباب موصد ! لا يريدُ أن يستقبلني ..

    راجعتُ الرسالة النصية التي أرسلها لي مجهول البارحة.. والتي من نشوتها لم يعرف النوم سبيلاً لمقلتي الناعستين.. وأضاعت الراحة كل عناوين بالي..
    تطايرت أفكارٌ وأفكارٌ.. وتاهت بي أحلامُ قلبي عندما تذكرني أحدهم..
    " ألتقِ بكَ غداً عند بوابة الحياة، في تمام المنتصف إلا النصف.. لا تفوّت الموعد.. فمقاعد دورة الصداقة محدودة هذه الأيام.. سيُفتح لكَ البابُ حالما تحسنُ الاختيار "

    وتحسستُ البوابة بأصابعي المتشققة التي أخبروني أنها من هول الحياة.. وحدقتُ طويلاً في اللافتة المركونة بطريقة عوجاء.. "مؤسسة الحياة" ..
    أهي الحياة من تمقتني وترفض دخولي إليها ؟! أم أنني لستُ أهلاً للصداقة..

    سألتُ نفسي مجدداً بامتعاض ! أأخطأتُ التوقيت ؟! أم هو الإختيار ؟!
    كلُّ ما أريدُ .. صداقة ! لا أكثر ولا أقل..
    لا يمكن أن تحرمني هذه المؤسسة شهادة في الصداقة..
    أنا أيضاً.. أريدُ أن أتعلم.. ما هي الصداقة..
    فقد قيل لي .. تعلم الصداقة.. وتعال زاول معنا مهنة الحياة..
    سمعتُ أنّ الصداقة من متطلبات الحياة..
    ولكنّ الباب موصد.. إنه موصد.. موصد !


    أنا لم أتأخر.. ولم أته عن المكان..
    افتحوا لي باباً أو نافذةً أو حتى فتحةً في الهواء..
    أيّ شيء.. أنا أيضاً أريدُ أن أتعلم .. ماذا تكونُ الصداقة..
    أريدُ أن أحترفها..
    أريدُ أن أحيا بها..


    وعدتُ مجدداً للرسالة.. التي كنتُ آمل لو أن مرسلها سيكون أول صديقٍ لي..
    ولا أعرف لماذا لم أفكر بذلك مسبقاً.. رقمه ما زال موجود باسم مجهول..
    عدتُ لرقمه .. لم أجد رداً.. بل إنتظاراً يصفّر.. يؤنسني في وحدتي.. يخبرني.. أنه ربما في أي لحظة.. سيرد أحدٌ عليّ..
    وجاءني الرد.. لكن
    خابت آمالي.. لم يكن هو.. بل آلة تردُّ عنه..
    وطالبني بالإستعلامات.. ولم أوفر ثانية.. كنتُ مستميتاً جداً حيال الأمر..
    وردت عليّ شابة من صوتها أحسستها تمتلك شهادة في الصداقة.. لم أعرف لماذا انتباني ذاك الشعور.. أهي الشفقة التي غمرتني بها ؟!


    • كيف أساعدكَ ؟
      وما إن سمعت تلك الكلمات.. حتى تساقطت دموعي فُرادى فُرادى.. كالندى في الصباح يزعج دوّار الشمس الذي اشتاق الشمس..
    • كيف أساعدكَ ؟! ألديكَ مشكلة ما ؟!
      وتمالكتُ نفسي وشرحتُ لها الأمر برمته..
    • فقالت بهدوء قاتل: هوّن عليكَ .. امنحني دقيقة كي أتأكدَ من اسمك..
      بالمناسبة.. ما اسمكَ ؟!
    • فترددتُ قائلاً: أ..أأنا .. صِدْقْ..
      وصمتت الموظفة لبرهة
    • ثم عادت قائلة : لا اسم لك عندنا.. ! لم أعثر على اسمك في قائمة المتقدمين لدورة الصداقة التابعة لمؤسسة الحياة..
    • فانخنقت عبراتي.. وتساءلت: لا يمكن ! لقد أكدّ لي بأنه سجّل اسمي وحجز لي مقعداً هناك..
    • فأجابت : أجل.. فقد رأيتُ اسمك في الهوامش.. آسفة.. ولكنه.. يبدو .. بأنه..
      قد سقط اسمك سهواً..
      وانتهى الأمر !
      حاول العام المقبل.. !
    • سألتها مجدداً: هل لي أن أعرف من المرسل ؟ اسمه ؟ عنوانه ؟ أي شيء.. فربما كان الأمر خدعة ..
      فقالت لي : على الرحب والسعة.. إنه رقم مشهور.. هذا رقم
      لشخص يسمى "خيانة" ..



    فقلتُ لنفسي مواسياً إياها وأنا أخفض سماعة الهاتف في يدي..
    هو لم يسقط سهواً قط.. ولكنه لم يحسن التوقيت.. بل لم يحسن الإختيار.. فلا أحد يستحق مصداقة صدقٍ مثلي.. فلأظل غريباً.. ولتهأني يا خيانة.. فلديكِ الكثير الكثير من الأصدقاء.. أنا لستُ بحاجتهم..


    تمت..






    التعديل الأخير تم بواسطة Sos_chan ; 3-7-2012 الساعة 03:37 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...