القناعة كنز الدنيا


رغيف خبز يابس تأكله في عافية
و كوب ماء بارد تشربه من صافية
و غرفة ضيقة نفسك فيها راضية
و مصحف تدرسه مستندا لسارية
خير من السكنى بأبراج القصور العالية
و بعد قصر شاهق تصلى بنار حامية






القناعة كنز لا يفنى


قيل:


منذ نعومة الأظفار نردد جميعا كلمات {’القناعة كنز لا يفنى}، البعض منا يرددها عن قناعة بأهمية القناعة.
فهم يرددونها لجبر خواطر نفوسهم التي تهفو ـ لا شعوريا ـ نحو النظر إلى ما في يد الغير دائما، ومن ثم تبدأ عمليات الحسد والغيرة تتفاعل على أشدها في تلك النفوس أولا، ومن ثم تطفح تلقائيا على الهواء مباشرة من خلال اللسان الذي يبدأ سرد الحكايات عن أموال فلان وتجارة علان، والهدية التي تلقاها فلتان.
{القناعة كنز لا يفنى} هي الكلمات التي تتأرجح في الذهن وتسيطر على التفكير: إذا كان لديك بيت يؤويك ومكان تنام فيه وطعام في بيتك، ولباس على جسمك فأنت أغنى من 75% من سكان الدنيا!!


إذا كان لديك مال في جيبك، واستطعت أن توفر شيئا منه لوقت الشدة، فأنت واحد ممن يشكلون 8% من أغنياء الدنيا.


إذا كنت قد أصبحت في عافية هذا اليوم فأنت في نعمة عظيمة، فهناك مليون إنسان في الدنيا لن يستطيعوا أن يعيشوا لأكثر من أسبوع بسبب مرضهم.


إذا لم تتجرع خطر الحروب، ولم تذق طعم وحدة السجن، ولم تتعرض للوعة التعذيب، فأنت أفضل من 500 مليون إنسان على سطح الأرض.


إذا كنت تصلي في المسجد دون خوف من التنكيل، وكنت في مأمن من التعذيب أو الاعتقال فأنت في نعمة لا يعرفها 3 مليارات من البشر من بني جلدتك!!


إذا كان أبواك على قيد الحياة، ويعيشان معا غير متفرقين، فأنت احد النادرين في هذا الوجود.


وعلى هذه المعلومات يمكننا أن نضيف ما شئنا لتكريس نعمة القناعة وحمد الله وشكره على كل حال، فعلى سبيل المثال:


إذا استطعت توفير لقمة العيش لطفلك فهو أفضل بكثير من أطفال قارة كاملة يصعب فيها إطعام طفل واحد


وإذا استطعت أن تدلل طفلك بلعبة أو قطعة شوكولاته فهناك عشرات الملايين من الآباء لا يستطيعون فعل ذلك!! وعلى المنوال نفسه لو كنت صاحب وظيفة بسيطة، فأنت أفضل من مئات ملايين من البشر يعيشون في بطالة دائمة وفقر مدقع.


بعد هذا كله لا يملك الإنسان إلا أن يقول هذه الكلمات فقط وهي: الحمد لله رب العالمين.


وبعد هذا كله نتساءل عن عدد الذين يرددون «القناعة كنز لا يفنى» أو بالأحرى ينبغي أن نتساءل عن عدد الذين يطبقون مبادئ هذا القول في حياتهم.


ولمن ينظر لغيره دائما نقول لا تنس أبدا الأبيات التالية:


هي القناعة فالزمها تعش ملكا


لو لم يكن منها إلا راحة البدن


وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها


هل راح منها بغير القطن والكفن


وفي الختام نقول لكل من قرأ الزاوية تذكر تماما انك أفضل من مليارين من البشر لا يحسنون القراءة في هذه الدنيا.. ولمن قرأها واستوعبها نقول: انك أفضل من عدد لا محدود من البشر لا يجيدون الاستيعاب أبدا!!