السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....




دائماً حينما أتحدّث عن وضعنا في سوريا .. ليس لأنّي سوريّ فأنا الحمد لله لا أعاني سوى من القهر والظلم وخطر الاعتقال بين الحيْن والآخر بينما أهلي في سوريا " تحت القصف يوميّاً " " تحت الدّمار يوميّاً " " يهجرون المنازل خوفاً من أن ينهدّ المنزل فوق رؤوسهم " !!


فعندما أتحدّث لمن هم ليسوا في سوريا .. دائماً عبارتهم الشهيرة :
[ لا حول ولا قوّة إلا بالله ، ما بيطلع بايدنا غير الدّعاء لهم ] هوّ صحيح ولكنْ أنتم لا تعلمون ما يُسعد السوريين .. والله دمعت عين أمّ سوريّة ... لمجرّد أنّها شاهدت علماً سوريّاً ( طبعاً علم الاستقلال ) يُرفرف في سماء ميدان التحرير بمصر، الكلام أقل شيء يجعلنا نشعر بالسعادة، أقل شيء بأنّ العالم معنا .. و والله قد تمرّ على الأمم أزمات ... ولكن لأريكم حجم الرُعب الموجود في سوريا ... ووالله لن أبالغ في أيّ كلمة ...والله في سوريا أن ترتكب جريمة قتل والله العظيم أهوَن من أن تُشَارِك في مظاهرة والله المظاهرة لمّا بتطلع العالم كلها ما بتصدّق الكلّ بيطلع عالبلكون مشان يتفرّج لأنّه بحياته ما شاف أحد يعترض على الرّئيس .. والله العظيم .. الرّئيس عندنا يعني قال أحد الشبّيحة : (نحن عنّا بشّار قبل الله بنعبدو !! ) .. والله العظيم ..لا يجوز أن تمشي في 1 كم بدون أن يكون هناك على الأقلّ 10 صور للأسد الابن والأب ..

منعرف الشبّيحة من شكلهم بس والله منشوفهم بالمحلات أحياناً أو بمحلات تانية والله من الشكل بينعرفوا، الجسد الضخم .. اللحية الكثّة .. التكبّر .. الكُفْر (( مرة بالدقيقة )) ..
لك والله .. أحياناً رجال الأمن " أحياااااااااناً " بيطلع الضابط ابن حلال بيقول للجندي لا تعتقلوا الأطفال بجي الشبّيح بيقوله :
( أش ما نعتقل ! ) وبيبلّش يسبسب ربّ الضّابط وأمّه وأخته، والله دائماً ثقافة اخضع لأسيادك لمّا بنحكي عالنّت بيساووا أهلي مشكلة طويلة عريضة بس خوف من أنّه يمسكونا ، التلفونات مراقبة تماماً وإذا رح تقولولي شلون رح يراقبوا 25 مليون سوري بقوللكم هناك كلمات مفتاحية يعمل المسجّل لحاله من لمّا يلقطها مثل " مظاهرة " " حرية " "مسيرة " " بشار " " الأسد " " وشعارات ثوريّة أخرى " ، مجرّد ما تنلقط عالجهاز يبدأ تسجيل المكالمة، وفي أكثر من 20 ألف موظّف في سوريا شغلتهم هاي هيّ .

ولكي أضرب مثالاً فقط ..حين سقط حسني مبارك .. اتّصلت إحدى السوريّات بأخرى فرحة تهنّئها بسقوطه، المهم الحكي كلّه على حسني مبارك بس قالت وحدة منهم كلمة صغيرة، قالت : عقبال عنّا
[اعتقلت هذه الفتاة ] .. وبقيت في السجن لأكثر من 5 شهور .. صدّق أولا تصدّق .. والله لو بيصير ضرب رصاص عالمظاهرة دون أن يكون هناك اعتقال لنزل السوريون كلهم عالشارع لأنّه الاعتقال عندنا أضرب من القتل، والله يعني كما قال ملفّ تحقيق عن الاعتقال في سوريا عنوانه كان : ( تمنّيت أن أموت في المُعتقل ) .
والله صديقي اعتقلوه، يُستقبل المعتقل في البداية بموجة مرعبة من اللكمات والصفعات وشتم الإله وضرب الوجه والإهانة للشرف والعِرض، وإيّاك تسترجي تحكي، وفي المُعتقل التعذيب بطرق والله القرون الوسطى ما عملوها، يعني بيخطرلك أنت
" تسكب الأسيد " على أطراف أقدام أصابع إنسان ؟!

الأسيد : مادّة مُذيبة، يعني لو وضعتها عالعظم رح يتفكّك ويذوب خلال دقائق والله صديقي عاملوه بشكل جيّد لأنّهم يعرفون والده .. قال لي : فقط .. ما عملولي شي .. غير أنّه أجا الضّابط وبقي يضرب فيني بالعصاي شي نص ساعة .. ويضرب بكل ما أوتي من قوّة وافتراس .. دون اهتمام أين رح تجي الضربة .. المهم يضرب .. ولكمة عالقلب بقي نص ساعة عالأرض منها .. هذه معاملة جيّدة .. والله العظيم هذه جيّدة .. لو كان هيك بس .. والله رح ينزل كل العالم في سوريا عالشارع .

ومع ذلك خرجنا في مظاهرة في حلب الجمعة الماضية شي 10000 إنسان ويعرفون أنّهم قد يُعتقلون ويحدث معهم ما يحدث ولكن الحرّية أغلى من أيّ شيء، لذا أرجوكم : افعوا أي شيء لأجل سوريا، ضعوا أعلام الثورة على البلاكين، على اللفاحيات، على خلفيّة الشاشات، على كل شيء، وصوّروا وانشروها، والله يطير السوريين من الفرح بمجرّد مشاهدة أناس يتعاطفون معهم، يعني سمّى السوريين جمعة باسم
" إذا خذلنا الحكّام .. فأين الشعوب ؟! "

لا تقولوا ما بيطلع بايدنا غير الدعاء، أنا أعلم أنّكم معنا قلباً وقالباً أشكركم على الدعاء اليوميّ أعلم ذلك ولكن أعلمونا واكتبوا أشعار على سوريا وتابعوا أحداث سوريا بجدّ .. لك والله هاي كلمة ما رح يآخذني رب العالمين عليها والله ما تهنّينا بشي لا والله ولا شي من وقت ما بلّشت الثّورة لحدّ الآن قسماً بالله كل شي بطعم الدّم، الطّعام، الشّراب، اللعب، التسلية، التلفزيون، اللابتوب، النت، الملعب، النوادي، المطاعم، والله كل شي بطعم الدّم حتّى والله رح تطلع علامتي اللي رح تحدّد مستقبلي الآن بعد ساعة وشوي وما حدا مهتمّ لشقد رح تكون بسبب الدّم الذي يُسال يوميّاً على سوريا، يعني تخيّل يموتوا 100 واحد يوميّاً .. لا تقول تعوّدنا .. تخيّلهم كلهم أمامك .. مقتولين وملقاة الجثث .. تخيّل بس!

وبالأخير افعلوا كل شيء يردّ للأمّ السورية الروح، للشّاب السوري الروح، وأرجوكم أقل الخير هو الدعاء يوميّاً لنا، وإن استطعتم أن تخرجوا في مظاهرة نصرة لنا فلن تصدّقوا كم سيفرح الشّعب السّوري بكم قسماً بالله لننتزعنّ الحرّية ولو خذلنا كلّ العالم فالله لا يصعب عليه شيء .




شكراً لاستماعكم .. وإن واثقاً من أنّكم مللتم حتّى من قراءة حديثي، آسف .. وشكراً لكم