بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم


حَدَثَ يَوْمًا ~ أَنْ أُنْتُقِص سَيِّدُ الخَلْقِ ~ [ حزب المواضيع النثرية ]


[ طَبِيعَة ]
أي شخص في هذه الدنيا , يبغي الوصول إلى الكمال , و لمَّا كان أمر الوصول إلى الكمال مستحيلا و غير ممكنا أبدا , فقد ارتأت فئة من الناس أن من الصواب الإقتراب من الكمال .. و تبدَّى لهم بعد فترة أن ذلك أيضا مستحيل !


[ حَسَد ]
رجل واحد , استطاع أن يجمع شتات العُرْب - أصحاب المنازعات و الحروب - , بسرعة مبهرة , كما أنه - و ربما هذا السبب الرئيس - كان رجلا متحليا بأخلاق عالية , لم يَتَخَلَّق بها أحد من العُرْب الذين عُرِفوا بتنازعهم!!


و من هنا بدأ الحسد يأكل قلوب مَنْ أرادوا الكمال ممن لم يتدينوا بدين الإسلام الذي أتى به هذا الرجل الكريم , النبي العظيم , محمد - صلى الله عليه و سلم -.
لقد أدركوا في قرارة أنفسهم , أن هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - قد اقترب من مرحلة الكمال , التي اقترب منها أيضا من تخلق بأخلاقه و من تدين بدين الله الذي جاء به رسوله - صلى الله عليه و سلم -
و لكن عقولهم القاصرة , لم تدرك أبدا و لم يدر بخلدها أن السبب في ذلك عائد للدين الذي اتبعوه !


فقرروا القيام بأمر ما , يطعن بصحة ما جاء به .. و لم يسفر فعلهم هذا عن أي شيء البتة .
و حينها , تسللت إلى قلوبهم فكرة الانتقاص من شخصه - صلى الله عليه و سلم - , عن طريق أي شيء يمس عرضه و كرامته ..


[ تَنْفِيذ ]
بذلوا كل ما يملكون من أجل الانتقاص منه , بدءًا برسم صور فاضحة فاحشة , انتهاءً بفيلم أكثر دناءة , مظهرا لنا كم هو حقير و قذر تفكيرهم !!
و لم يعلموا أن ما يفعلون , أمر عديم الجدوى , الجدوى التي يقصدونها طبعا و التي تكمن في تشويه صورته لدى من يدين بدينه , لم يتوقعوا أن يزيدهم ذلك إيمانا , و يزيدهم محبة لنبيهم - صلى الله عليه وسلم - !
و لمَّا ظهر رد المسلمين قويا , برروا فعلتهم الشنيعة الوضيعة , بحرية التعبير .. تبَّا لحرية تزيد الوضيعين وضاعة و حقارة !!
تبَّا لحرية تتنقص من سيد ولد آدم , تبا لحرية لم تجلب لنا سوى الاستخفاف بكل شيء , كل شيء , تبا لحضارة تستهزئ بالأديان و بالله , و بأنبيائه الكرام ..


[ مُسَاعِدون فِي الدَّاخِل ]
لم يفتأ مساعدو الإجرام في الداخل - داخل المجتمع الإسلاميّ - , بالتفنن في الأساليب الطاعنة لدين الإسلام و لنبيه - صلى الله عليه و سلم - , فقاموا بمساعدة أحبائهم - المفتونين بالإساءة للإسلام و أهله - عن طريق تصوير الأفلام التي تقلل من أهمية المسلمين , و تنتقص من رموزهم , كمسلسل خالد بن الوليد , و مسلسل عمر الفاروق - رضي الله عنهما - , اللذين أظهراكَمَّا من الوقاحة لا يحصى , حينما صوروا نساء الخلفاء و أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطريقة لا تليق و لا لعِلْجٍ منهم , فكيف بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أضف إلى ذلك ممثلي الأدوار , الذين لم يمثلوا سوى أدوار المجون و الفحش في القول و الفعل !
و لا نعلم إلى أي درجة وضيعة تفكر عقولهم , فربما يمثلون فيلما آخر للنبي- صلى الله عليه و سلم - معللين ذلك بحجة التعريف بالإسلام , و حث الناس على الإقتداء به , و غير ذلك من الأعذار الواهية الكاذبة , المغرية لأصحاب النفوس الضعيفة !


[ رَأْي ]
ما سأكتبه الآن , هو من وجهة نظر متعقلة , فأنا في الحقيقة لا يروق لي ما حدث من قتل للسفير الأميركي في ليبيا , و قتل أميركيين آخرين ..
ليس لأني لا أحب النبي مُحَمَّدًا - صلى الله عليه و سلم - لا و العياذ بالله !
بل لأن ذلك ببساطة , ليس بالأمر الصحيح لمثل هذا الموقف , و لكني لست ضد من تظاهر سلميا إطلاقا , بل على العكس , فأنا مؤيدة لها بشدة ؛ لأنها تُظْهِر - المظاهرات السلمية - لعلوج الكفر و مساعديهم , أن من ينتقصون منه ليس بالشخص العادي , بل هو أفضل الخلق و سيدهم !!
لنظهر لهم , أن فعلهم هذا لن يمر مرور الكرام أبـــدا , فنحن المسلمين , لا يهدأ لنا بال , حتى نذب عن سيدنا الأكاذيب , و نلقم علوج الكفر و مساعديهم أشد العقاب على ما فعلوا !!