وفيكِ الحبرُ قدْ انسكبَ يا اعزاز } ..

[Winter]

بسم الله الرحمن الرحيم

وُلدنا ، وما كان بذنبنا أننا ولدنا .. نسأل دوماً لما وُجدنا .. لما كانوا هؤلاء هم أهلنا واخوتنا وتلك هي أرضنا ..
وُلدنا ، وحاولنا الرضا بحالنا ، حيث أمسكنا بأيدينا الصغيرة كراساً وألوان ، ورسمنا الأهل والأخوة والعالم الذي رغبناه ..
وُلدنا، وكانت البراءة تسكننا، نهر من الصدق كونّا ، عالم جميل خلقنا، وابتسامة حقيقية صنعنا ..
رغم أننا وُلدنا، ونحن نأن ، نبكي ، نصيح ، خوفا أم ذعراً من مستقبلٍ يراقبنا من البعيد ..
وُلدنا، وقد وَلِدَتْ الأرض وحوشاً قبلنا، لتنغص متعة العيش علينا، ومن حقيقة أننا بشر مفطورون على الإنسانية كنا ..
وُلدنا، بين أحضان ربيعٍ قد مات فينا، فتكفل الشتاء بنا ..
شتاء ، بات كل يوم يعتذر لنا، لبرده القارس الذي كاد يقتلنا ..
شتاء كئيب، حزين، ليس ذنبي أنني باردٌ خُلقت ، وحيدٌ مخيف ..

عالمٌ، ليس بحار ولا بارد ، فقط هو دافئ ، ذلك كل ما أردنا ..
في دوامة زمنٍ بعيد، كل البعد عن الزمن الذي رغبنا ..
حيث تزيد الأعمار، وتقترب الآجال منا ..

***

في حقيقة الواقع رأيت، ظلامٌ كثيفٌ بكربة مهموم ..
صنع من تراب الأرض أثراَ ، قيل بيتاً معمور ..
ومناجم لذهبٍ وفضةٍ، لتحصيل بعض النقود ..
ومجازر قيل بأنها ، من صنع أصحاب النفوذ ..
ما فائدة وجودها، ثار الشعب وقام الملوك ..
فوق عروشهم اليوم، على أرواح البشر متربعون ..
بنبرةِ حانقٍ قلنا ، اتقوا الله بما اقترفتموه ..
لا حياة لمن تناديهم ولكن، عند الله سيجتمع الظلمة المجرمون ..
وأرواح من سُلِبتْ حياتهم ظلماً، فمن بينهم نساءٌ وأطفال محرومون ..

***

إلهي أرنا في بشار وزمرته عجائب قدرتك ..
أرنا فيهم شيئاً من عظمته نخر لكَ ساجدين ..
واغفر لشهداء مجزرة اعزاز ، فإنك أنت الغفار التواب الرحيم ..
( آمين )

***

الجمعة : 28 \ 9 \ 2012 م
12 \ 11 \ 1433 هـ

( Winter )