"قال السَّديد الدمياطيُّ الحكيمُ بالقاهرة، وكان من تلاميذِه -أي علاءِ الدين ابنِ النفيس-: اجتمع ليلةً هو والقاضي جمالُ الدين بنُ واصِل، وأنا نائمٌ عندهما، فلما فرغَا من صلاة العِشاء الآخرة، شرَعَـا في البحث، وانتقلا من علم إلى علم، والشيخ علاء الدين في كل ذلك يبحث برياضةٍ ودون انزعاج، وأما القاضي جمال الدين فإنه كان ينزعج، ويعلو صوتُـه، وتحمرُّ عيناه، وتنتفخُ عروقُ رقبتـه، ولم يزالا كذلك إلى أن أسفر الصبحُ.

فلما انفصل الحال قال القاضي جمالُ الدين: يا شيخ علاء الدين، أما نحن فعندنا مسائل ونُكتٌ وقواعد، أمَّــا أنت فعندك خزائنُ علوم."

[قيمة الزمن عند العلماء]