مئة وثمانون وواحدةٌ
لا تفسّر تغيراً كانَ
وترُ الكمنجاتِ يرقصُ حزيناً
نزفاً لمشاعرَ اختلطَ عليها الزمان
مئةٌ وثمانون
لا لم يختلط العدّ عليّ
لا زال في رأسي حكايا لم تُقص على أيّ
والوجعُ نزفهُ اشتدَّ
شدَّ على الوترِ أكثرِ
ستتمزقُ
أعوادُ النايِ ما كانت تشتكي
لكنَّ الحزنَ الجميل لا يُحسُّ بهِ إلا من بينِ شفراتِ أوتار الكمنجاتِ
إنها تدقٌّ بوجدْ
بشغفْ
بضجرْ
بشهقةٍ لم تكتملْ

تمزقتْ
فتوقفَ الشابُ ذو القبعةِ السوداءِ ولم تسقطْ ريشته
لكنَّ الهدوءَ عمَّ المكان
إنه صمتُ الفضيحةِ
كانَ الجمهورُ يحتبسُ نفسه لآخر شهقة!

ودوتْ الشهقةُ عالياً
انظروا لقد خسرَ
واحدةٌ ومئةٌ وثمانون درجةً
ما بعد تغيرٍ أفقي أيمكن أن ينقلبُ الديكارتُ
بقيَ مئةٌ وتسعٌ وسبعونَ درجة


ليعتدل!
ليشفي جرحه النازف
ليرى الوجودَ بنظرةٍ سوية
من بعدٍ ينافي البهلوانَ المتشقلب

وها هي حكايا لم تُحكى
لم تجدُ من يتنفسها بنفسِ نَفَسِها


أتراني أسمعُ صوتَ الكمنجاتِ يرقصنَّ
إنهم مجروحات
فلتتوقفنَ

وسقطتْ ريشتهُ

فهرولتْ طفلةٌ لتلتقطها
فتعثرتْ
لكنه رمى بالكمنجا بعيداً والتقطَ ريشتهُ مع الطفلة
وانحنى


فكانَ التصفيقُ مدوياً
ليسَ بحاجةٍ لتلك الدرجاتِ
سيعزفُ حياته دونَ وترٍ
وفقط!