عِيــدٌ في داخلي \\

[أَصِيلُ الحَكَايَا]

بسم الله الرحمن الرحيم ،،
سلآمُ الله عليكم ورحمته وبركاته ،،






وكانتِ الدّنيــا نيـــاما ..

حتى أضواء عواميد الإنارة المُسبلة بلا هدبٍ تبدو ناعسة ~

حتى الخطوات الخافتة الرتيبة للمارة القليلين تبدو نياما ~

حتى المركبة التي تقلّنا تهتزّ وئيدًا وئيدا .. كأمٍّ تمسد جبين أطفالها في حجرها مهدهدة ~

حتى الفنادق المتبرجة بأضواء الأزرق والأخضر .. ترمقنا كسولةً بعين الوسن .. !

حتى الفجر المترقب خلف سحابات السماء السوداء يبدو نائمًا ~




و كانتِ الأشيآء كلّــها لا معةً ..

حتى الزجاج المشطور تحت الأقدام ، المبعثر بين شقائق الرصيف لا معًا ~

حتى الظلال المسحوبة خلف أنصافها لامعة ~

حتى المآذن البيضاء الشاخصة بجيدها إلى السمآء تبدو لامعة ~

جتى رخام الفنادق المغسول حديثًا لا يزال .. يبدو لامعًا ~

حتى الفجر المختبئ بين شقّيْ الثغر الأسود يتوارى يبدو لامعًا ~




وكانَ الهوآء سكونــا ..

حتى القعقعات تسري الهوينا محاذرة رفع صوتها ~

حتى الحشد المزجم يتبادل الرسائل تمتمةً ~

حتى الجرادات الصغرة في شقوق الرخام تحت الأقدام تتلو تسبيحها خفيضًا خفيضا ~



كأنّ سطوة السكون تأبى أن يجرّحها إلا ... " اللــــــــــه أكبر " !



وكان الشعور جميـــلا ..

وكان الفستان بلون الخشخاش الذي ارتدته البراءة جميــلا ..

وكانتِ المعارج في في الإمام تسري عذبة جميـــلة ..

وكانت السجادات الشرقيّة الحمراء والبخور الفوّاح والحمام المتسلل فوق أسلاك الحرم الداخليّ جميـلًا جميــلا ~


وكبُرَ العيــدُ في داخلي .. وطرقت نسمات الفرح بابًا مُواربًا ،

وعانق النبض مُؤذنا .. ورفعتِ الرّوح رأسها من بين الذراعين مستنشقة ..

واستفهمتْ عروق اليديْن : أو ليس البارحــة ؟!!

فتبسّم القلب ضاحكًا .. هادئًا :

هو .. نعم ، عيدُ في داخلـــها !