أيّا أماه, أما تعبت من اللهو واللعب ؟!
أرهقتني وآلمتني وأنت تسبح وتعوم لا يهمك أين تقذف بقدميك ويديك!!
صرختُ وتأوهتُ فزعةً من هول ركلاتك المتتابعة منتصف الليالي!
أبوك سيحمل وسادته ويهرب منّا عمّا قريب!
ضغطتَّ على معدتي وأخذت مكانها واشتكت منك ولم أعرف ما أصنع بك!
حتى الطعام آخذٌ بالصعود والهبوط عبر المريء مجبراً لساني على تذوق الطعام المهضوم بمرارة العصارة ألف مرة!
ناهيك عن الإنتفاخ الذي لم يتركني يوماً مذ خُلقتَ داخل أحشائي!
شوهتَ منظري ولم أعد كياناً مقبول الهيئة!
هضابٌ وجبالٌ وأغوار ولا مكان للسهول!
وبعد؟!


لولا أنك تسمعني الآن وتعرف ما أقول لك, لولا أنني الآن وفيما بعد أكون عالمك وحسب, لولا أنك تعرفني أكثر من أيّ كان, لولا أنك ستأخذ من دماغي نصيب الأسد, لولا أنك ستكون شيئاً من زوجي الذي أحب, لولا رغبتي بولدٍ أحفّظه وأعلمه كتاب الله ليلبسني وزوجي تاج الوقار, ولولا ما شُرفتُ به لقاء أتعابي هذه كلها...
أسامحك أماه على كلّ شيء! فَ بكَ ستكون الجنة تحت أقدامي ويالهذا الشرف يا حبيبي!

بل أخبرك بأنني ممتنة جداً وسعيدة, حتى مع شقاوتك التي لا تنتهي... فالحمد لله أن منّ عليّ بك وأسأله تعالى أن يرزق جميع المسلمين والمسلمات الذرية الطيبة الصالحة ( :
رسائل ماما للذكرى