|[ أقصوصة ]| : |[ صوت ينآدِي ؟! ]|

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية مرحبا !

    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المـشـــاركــات
    3,858
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Pen Icon |[ أقصوصة ]| : |[ صوت ينآدِي ؟! ]|

    أقصوصة : صوتٌ ينآدِي ؟!
    15\5\1435



    ()


    فِي إحدَى القرَى الأوربيّة البسِيطة , وُلِد رضِيعٌ أسمياه والدَاه [توماس] منْذ اللّحظة التي بُشّرا فيها بولادته , [توماس] بكَى مثلَ أيّ رضيعٍ قدْ خَرج للحياةِ لتوّه , ومثل أيّ طفلٍ كذلك .. ما إن بدأت حاسّة السّمع لديهِ بالعمل , حتّى التَطقت أذناه بفضولٍ ما حولَه من أصواتٍ ليَتم تخزّينها في ذاكِرته .. ومن بينِ صوتِيّ أمّه التّعب , وأبيه المستبْشِر .. تخافَتْ هنالكْ صوتٌ مختلفْ ؟!.


    [توماس] يبلغ اليوم السّابعَة من عمِره , قد تمّ إنباؤه مِن قِبلْ والدِيه أنّه منذُ الغدِ .. وكلّ يومٍ .. سيبدَأْ بالذّهابِ إلَى الكنِيسَة ؛ لكِي يتعلّم ! وإنْ لم يتَعلّم لَنْ يصبِح إنسانًا مرموقاً في حيَاتِه ؛ ولَن يكونَ سعيداً بل فقيراً بسيطاً مثلَ والدَيه تماماً , [توماس] قد نالَه الأرقْ تلكَ اللّيلة , فغدًا يوم حافِل , سيقَابِل الكثِير ويتعرّف على الكَثِير , غداً سيتعلّم أكثَر عن هذا العالمْ , وعَن خالقِه , وعَن واجبَاتِه اتّجاه هذا الخالِق .. وفجأةً أوقف [توماس] حَبل أفكارِه مغمضاً عينَيهْ .. لا يدْري لماذا ؟ ولا يَدريْ كيف ؟ .. لكِن كلّما أغمضَ عينيهِ بعدَ منتصَف كلّ ليلَة .. يتهامَس فِي أذنيه صوتٌ دافِئ وحنونْ .. ينادِيه لشيءٍ لا يفْهمهُ عقله الصّغِير ! .. ولكنّه بمجرّد سماع ذلِك النّداء العذبْ , يدخل فِي راحةٍ عجيبة , وأمانٍ لم يشعر بِه قطّ مع والِديهْ حتّى.

    [توماس] قد ذهب إلى الكنِيسة , أو المدرسَة بمفهومٍ آخر ! .. لقدْ فُتحتْ أمامَه بوّابةٌ الدّنيا بمصرعيهاْ .. وبالمقابِل .. أغلقِت بوّابَته نحو ذلِك الصّوت الذّي ينادِي .. فعليهِ أن ينامَ مبكراً ليدرس , وينام مبكراً ليعمل مع أبيه بالحقلْ .. آن آوان ليَرى [توماس] الدّنيا.

    [توماس] قد بلغ العشرينَ من عمْره , هو شابّ سليمُ الجسَد حسنُ الحِيلةْ , لديه وظيفَة مرموقَة , وشابّة جميلةٌ يحبّها , لديهِ القدرة على شراء الخَمر الذّي حُرِم منْه سنواتٍ لفقرهْ , متَى أرادَ وكيفما أرادْ .. وكلّما خطرتْ في بالِه فِكرة "الصّوتِ الذّي ينادِي" ضحكَ [توماس] وقال لذاتِه : أنا كبرت على ترّاهات الأطفالِ هذهْ.

    [توماس] قد ناهَز الأربعينْ , لقد فَتحَت عليهِ الدّنيا سيلاً من الهمومِ والأعقامِ لا تنتهِي , [توماس] فقد الأمانْ ! .. ولكنّه أبَى أنْ يستجِيب لصوتٍ ينادي بِـ الأمانْ .. [توماس] يكبَر ؛ وذلِك الصّوت ينطوِي -شيءً فشيءً- في غياهِيب عقلِه المنسيّه !.

    [توماس] قد تآكلتْ الدّنيا على جسِده الذّي كان قوياً , وافتكّت الأمراضِ بعقلِه الذّي كان سليماً .. [توماس] شيخٌِ أتمّ الثّمانينَ عاماً .. [توماس] على فِراش الموتْ , حولَه أبناؤه وقربَهم أحفادُه.

    [توماس] يلفِظ آخر أنفاسِه , وتعُود ذِكرياتُه -شيءً قشيءً- للورَاء .. الطموحاتُ التِي حقّقها , الضحكاتُ التِي أصدرهاْ , والإله الذّي كان يعبدُه , وكيفَ كان يعبدُه !! .. [توماس] قد وصَل لنقطة الصّفر في ذكرياتِه .. وتذكّر ذلِك الصّوت الذّي ناداه قبلاً مراراً.

    [توماس] فهمْ المقصودْ .. [توماس] حاول أنْ ينطقَ ببضع كلماتْ .. [توماس] لم يقدِر .. [توماس] ماتْ ؟! ..
    ذلِك الصّوت الذّي ينادِي ؟ .. [توماس] سمعهْ .. أنا سمعتهْ .. أنت سمعتهْ .. كلّ ابن أنثى سمعهْ ..


    صوتٌ ينادِي أنِ اثبت على فِطرة الإسلام !
    التعديل الأخير تم بواسطة مرحبا ! ; 22-3-2014 الساعة 10:54 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...