-
لن أُطيل هي كُليمَات من بُنَياتِ أفكاري -


أتاني العيد مبتسما يقولُ :
أن البسمة ... أنا الفرحة ... أنا الشوقُ ... تحن إلي قلوب الناس في لهفة !

فقلت له :
على ما تبتسمٌ وتضحك ! أما أترى حالي يرثى لها , ألم ترى دنيايا يا عيدُ قد أظلمت ,
أما ترى يامن تعود علينا كل عامٍ أن شمعةَ حياتي قد ذهبت وتركتني !
تركتني أسى على ألم الفراق , تركتني أصارع أمواج الحياة , تركتني أتصنع الفرح والسرور بقدومك ,
رحلت ودمعها على خديها يسيلُ , ترجوا من الله الفرج القريب .

ألست يا عيدُ ترى أهلي وناسي في غزة وقبلهم في بلاد الشام وقد أصابهم جرحُ عميقُ
,
ديارٌ قد هدمت أطفالٌ بعمر الزهور قد قٌتلت , نساءٌ قد ثُكلت و حال المسلمين مشتتٌ و مبعثر .
قلي بربك كيف أفرح ! كيف أمرح !

همس العيد في أُذني وقال :
ربنا الرحمن المستعانُ قدر الأقدار وكتب الأجال و وعد بالفرج الوسيع والنصر القريب والعاقبة للمتقين الصابرين ,
بذا يكون الفرح الكبيرُ , فلا تحزن
... ولا تيأس ... ولا تبأس ... فما اشتدت الغُمة إلا لترحل وما ازدات الشِدة إلا لتزول ,

وأبشر فستشرق الشمس من جديد
.