يوم الأربعاء.. 21.08.2013
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل

كان الظلام ما يزال يبسط ذراعَيه على بلدات غوطة دمشق، فيما يخيّم الهدوء الحَذِر على طرقاتها وحجارتها الصامدة، ليعطي للّيل كبرياءه.. فنامت أعين الصّغار


، ورحلت إلى أحلام ما بعد الحصار.. وتمرّ الدقائق مُسرِعةً إلى أكبر مجزرةٍ في تاريخ الإنسانيّة، وأهالي الغوطة ما يزالون يَخُطّون ما تبقّى من لحظات عمرهم، في بوتقة الأمل والصمود، فلا يعلمون.. أنّ ما وراء أرضهم أرضٌ أخرى، يرسم عليها القاتل آخر خطوط جريمته..
--------------

الساعة الواحدة.. ونصفٌ يقرّبهم من موعد الموت !!
امرأةٌ تغفو أمام طفلَيها..
عجوزٌ تدعو الله بقلبٍ خاشِعٍ..
رفاقٌ يقصّون لبعضهم أحلامهم المستقبليّة..
وشيخُ يصلّي ودعاؤه موصولٌ لأولاده على الجبهات..
--------------

الساعة 01:45.. موعد الموت الكيماويّ بتوقيت الأسد !!

سقط أوّل صاروخٍ على بلدة (زَمَلْكا)، وتسلّل الخوف إلى القلوب..
فحضنتِ الأمّ أطفالها.. وارتفع صوت دعاء العجوز..
وبدأت السماء تستقبل شهداء الغوطة الشرقيّة ..
تتالت الصواريخ التي تحمل (السارين) و (في إكس)، و تعالت معها الصرخات والتكبيرات.. فتحوّل ليل الغوطة إلى كارثةٍ إنسانيةٍ، ما يزال صداها يُسمع حتّى اليوم ..
--------------

مئات الشهداء، وآلاف المصابين ..
وقليلٌ من الدواء والمسعِفين ..
بدأت ليلةً عاديّةً لتتحوّل إلى جريمةٍ لا تَسَعُها سطور ..
ذكرى مجزرة الكيماويّ، التي راح ضحيتها أكثر من /1500/ مدنيّ.

#استنشاق_الموت ... #BREATHINGDEATH
ذكرى
#ازدحام_الموت #مجزرة_الكيماوي



بعض التصاميم للاستخدام ..
* ملاحظة ليست من تصميمي


عمل للفنان فادي زيادة ..