أبكي لحظاتي الأخيرة " في قصصهم عبرة

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 6 من 6

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية بوح القلم

    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المـشـــاركــات
    3,354
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي أبكي لحظاتي الأخيرة " في قصصهم عبرة




    فتحت عينيّ ببطء أدرت رأسي يميناً وشمالاً كي أعرف محيطي !
    أين أنا ؟ في مشفى !! لماذا ؟

    ثم تذكرت الحادث أمس ، ضربت بيدي على جبيني ، لقد كان لدي أختبار الرياضيات
    وكنت متأخرة خمس دقائق كنت قد أسرعت في خطواتي ولم أنتبه للسيارة المسرعة
    القادمة من اليمين ، تباً كيف حدث هذا ، مددت يدي أتفحص الأضرار فلم أشعر بأي ألم
    تحسست بأناملي وجهي ورأسي بحثت عن مرآة أو أي سطح يعكس صورتي لأرى إن
    كان هناك بعض الكدمات فلم أجد مرآة أو غيرها ، جلست وأنزلت ساقي حاولت القيام
    ببطء أجرب قدرتي على الوقوف .. جيد ! خطوت بضع خطوات لا مشاكل لم أصب بأذى الحمد لله

    أنا بخير لقد ظننت أني سأموت لا محالـ-- مهلاً أين والديّ ، شقيقتي الصغرى وشقيقي ؟
    أين ذهب الجميع ؟ . فتحت باب غرفتي وخرجت ، لم يعترض طريقي أياً من الأطباء أو الممرضات
    ذهبت إلى الاستقبال لكنّ أحداً لم يعرني اهتمامه

    "
    واو يبدو أن الكل يتجاهلني اليوم "

    تمتمت ثم رفعت صوتي : "يا آنسة ، من فضلك ، يا آنسة "
    التفتت إلي كأنها تنظر من خلالي " نعم " جيد وأخيراً ، وقبل أن أتكلم " أين غرفة الطوارئ "
    جاء الصوت من خلفي ، التفت "آه أبي أيــ ... " " غرفة الطوارئ ؟ إنها في نهاية الممر "
    أخبرته الموظفة - مقاطعة لجملتي - بنبرة متعاطفة أومئ بتحية صامتة ثم تجاهلني ومشى

    ركضت وراءه " أبي إنتظر "حاولت أن أمسكه فلم أستطع وقفت أمامه كي أمنعه من تجاوزي
    فمرَّ من خلالي شلت أطرافي وأخرستني الصدمة مالذي حدث للتو هل أخترق والدي حاجز
    جسدي مر وكأنني .. كأنني ماذا ؟ هواء أو ربما ..

    "
    أوه ... أوه .. هـ--- هل أنا -- أهلوس ، هل أنا مجنونة الآن "

    صرخت بأعلى صوتي فلم يلتفت لي جريت خلفه ، فإذا به يدخل الغرفة التي كنت فيها
    منذ لحظات فشاهدته يتقدم ببطء منحني الكتفين إلى وسط الغرفة وجلس على كرسي
    قرب أحد السريرين فيها ،غطى وجهه بكفيه وأجهش بالبكاء ، أحسست بالأرض تميد بي
    وتكتسح البرودة جسدي مالذي يجري ؟ إلهي !! ومن هذا المسجى على السرير ؟
    هل هي شقيقتي أم شقيقي وضعت يدي على فمي كي أمنع نفسي من الصراخ
    أو أأو ربـ-- ربما تكون أمي رباه .. لا ..لا ، ثم سمعت أبي يتمتم بصوتٍ تخنقه الدموع

    "
    آية حبيبتي آية هل تسمعينني يا ابنتي أجيبي أباك يا قرة عيني ، أفيقي إرجعي لنا "

    أخذ نفساً عميقاً ثم واصل

    "
    لقد كانت والدتك هنا بالأمس لقد جاءت إلى هنا كل يوم ، لم تقطع الأمل طوال الأسابيع
    الماضية لكن اليوم حطمها الخبر " أخرج منديله مسح عينيه ونفخ أنفه " لقد أخبرونا أنكِ قد .. متـ.
    . "

    تقطع صوته ثم أكمل

    "
    .. متِ سريرياً وأنه لا فائدة من الأمل ، أخبرونا أنه من الأفضل
    لو نفصل الأجهزة عنكِ ، لكني لم أقطع الأمل بالله ورفضت اقتراحهم الوحشي ، يالهم من قساة ربااااه
    "

    مسح وجهه وأغمض عينيه وكأن الكلمات تؤلمه عند خروجها
    " يطلبون إلي أن أقتل طفلتي بيدي ، هيا يا ابنتي أفيقي ، كذبي توقعاتهماللهم رد إليّ ابنتي اللهم شافها يا الله "
    ثم أجهش بالبكاء وشاركته البكاء . تقدمت من السرير لأرى وكأنني لا أعلم ماذا سأرى
    أو ماهو واضح من كلام أبي لقد كنت أنا ، مستلقية على السرير جسدي موصول بعشرات
    الأسلاك والأجهزة .. أجهزة لا أستطيع التنفس بدونها .. أي أنني أتنفس تنفساً اصطناعياً
    ولحظات حياتي الأخيرة أراقبها أمامي تنتهي نَفَساً بعد نَفَس .. أنفاساً معدودة ، أشاهد ذلك
    الجهاز وهو يسير بخطوط متعرجة تارة تصعد وتارة نازلة مع ذلك الصوت المزعج


    "
    طوط ، طوط ، طوط "

    حتى تتباطئ وتصبح خطاً مستقيماً يصرخ
    "
    طووووووووووووووووووووو ..... "


    تخيل أنك مكاني أن تكون واقفاً قرب جسدك الخامد تراقب آلآم وحزن محبيكِ تسمع
    بكاءهم لكنك لا تملك أن تواسيهم أو أن تخبرهم أنك هنا قربهم تسمعهم وتراقبهم
    لكن بلا حولٍ ولا قوة أبكي لحظاتي الأخيرة






    التعديل الأخير تم بواسطة [ اللــيـــث ] ; 14-11-2014 الساعة 07:47 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...