لنسكب الدمع على حالنا

[عُبيدة]

بسم الله الرحمن الرحيم وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، شهادة من أقرّ له بالوحدانية، واعترف له بالربوبية والألوهية، ولعز جلاله وجماله قد خضع.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي سنّ السنن، وبيّن الفرائض، وشرع الأعياد والجمع، صلى اله عليه وعلى آلة وأصحابه ما ركد الماء ونبع، وظهر في ميدان سطح السماء نجم وطلع، وسلم تسليما كثيرا.
قال الله العظيم :{ وذكّر فان الذكرى تنفع المؤمنين} الذاريات 55، وفي الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" قال الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه اذا ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه، وان ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وان تقرّب اليّ شبرا تقرّبت منه ذراعا، وان تقرّب اليّ ذراعا، تقرّبت منه باعا، وان أتاني مشيا، أتيته هرولة" رواه مسلم أين نحن من حال الصحابة رضوان الله عليهم شتان بين حالنا وحالهم والله إن لبيننا وبينهم أمدا بعيدا ،،
اسمعوا لعبدالله بن مسعود و هو يقول :
((كنا إذا تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم نجاوزها حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل قالوا:
فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا!! ))
لله درهم !!
فعندما صدقوا مع الله و عرفوه حق المعرفة و تدبروا آياته و عملوا بما فيها أيدهم الله و نصرهم و رفع من شأنهم فكانوا خير أمة
قال عمر رضي الله عنه : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) (صحيح مسلم)
(يرفع بهذا الكتاب): أي بقراءته والعمل به (ويضع به) : أي بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه. فهؤلاء قرأوا القرآن وتدبروه وعملوا به ،، فرفعهم الله ،،
أما نحن أعرضنا وانشغلنا عنه ،، و تركنا العمل به ،، فأذلنا الله ،،
لنسكب الدمع على حالنا
((ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق)) [ الحديد :16 ]
ألم يأن لقلوبنا أن تخشع و تلين لسماع آيات الرحمن تتلى عليه و تنقاد له و تتدبر آياته وتعمل بها فما يأمرنا الله به فعلناه و ما نهانا عنه اجتنبناه يا أخي أقبل على قبلة التوجه الى مولاك، وأعرض عن مواصلة غيّك وهواك وواصل بقية العمر بوظائف الطاعات، واصبر على ترك عاجل الشهوات، فالفرار أيها المكلف كل الفرار من مواصلة الجرائم والأوزار، فالصبر على الطاعة في الدنيا أيسر من الصبر على النار.
فلا يصبح اليوم همنا الدنيا و الله لن تنفعنا غدا اعمل اليوم كأنك ميت اليوم و ليس غدا اخى الحياة قصيرة يزينها حب الله و طاعته و ترك نواهيه و محاولة تغير المنكر ولو بنصيحة اخى الكلام لي ولك والله ما يحدث في هذه الدنيا نحتاج الى من ينصحنا من حين و اخر حتى لا تسحرنا الدنيا و يغوينا الشيطان يا أخي لا تغسل أدناس الذنوب الا بماء المدامع لا ينجو من قتار المعصية الا من يسارع وقال الإمام أحمد : سمعت بلال بن سعيد يقول لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت وقال يحيى بن معاذ الرازي :
عجبت من رجل يقول فى دعائه
اللهم لا تشمت بي الأعداء ثم هو يشمت بنفسه كل عدو
فقيل له كيف ذلك
قال يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو
وقال الإمام أحمد : سمعت بلال بن سعيد يقول لا تنظر إلى صغر الخطيئة
ولكن انظر إلى عظم من عصيت

استودعكم الله