وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صاحب كل مقامة معروف من أسلوبه، ومن نقاط القوة التي تميزت بها كتابته

المقامة الأولى حُلّيت بجميل السجع، ولطيف القصص، ويبدو أن كاتبها تغافل عمدًا عن تشكيل كل الحروف . جمعت المقامة بين جزيل الألفاظ وبراعة السرد، وطابقت موضوع المقامة بمحتواها، وكان في المقامة ما عُهد في المقامات القديمة من المكر والحيل المستظرفة.

المقامة الثانية تفوّقت على جارتها بتنوع الألفاظ، وغزارة معجم كاتبها واختياره كلماتها حتى أنه أغرب في بعضها، فكان وقعها ورائحتها أقرب لرائحة مقامات الأقدمين. لكن في قصة المقامة نفسها بعض الضعف، فحيث كان يُفترض أن تكون القصة عن صديق المصلحة كان ذلك في مقدمتها فحسب، ثم كان التركيز أكثر على "صديق ظهر وقت الضيق". كما أن الكاتب تناول مواضيع خارج الموضوع الرئيس، مثل موضوع اهتمام بطل المقامة بالأدب وإقباله عليه، ولم يكن لذلك تأثير مباشر بالأحداث. كان ليكون أجمل لو رُبط بين الموضوعين، كأن يقول بطل القصة، في آخرها، شعرًا من أدبه الذي اكتسبه، يصف فيه عبرة مستفادة من غدر أصدقاء المصلحة ووفاء الصديق الغريب.