ما أَصْعَبَ أنْ تَعيشَ الحُزنَ

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 4 من 4

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية SuraAltamimi

    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المـشـــاركــات
    382
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post ما أَصْعَبَ أنْ تَعيشَ الحُزنَ







    نحن كبشر خلقنا الله بفطرة بحيث نكون كتلة من الأحاسيس والمشاعر وتتشكل هيئتنا على ذلك ولا يكاد يمر علينا موقف أو حدث إلا وتأثرنا به ولا يكاد يكون تأثيرنا فيه ظاهر أو محسوس لأننا ببساطة كائنات حية مجبولة على الإحساس ولكن أحياناً نشعر وكأننا بناء سيُهدٙم أو كبيتٍ أو جدارٍ فيه ملأته الصدوع فآل إلى السقوط ، أو كأننا زجاج قابل للتحطم والكسر ومتى يحصل ذلك؟
    و الإجابة هي :



    عندما تعصف بنا الحياة وتهاجمنا بشتى الطرق وبأقسى الظروف والنكبات وما يرافقها من تغيرات ومواقف من أشخاصٍ تكون أفعالهم ما يزيد الأمر سوءً ويشتد ألمه علينا وهذا يكون بمثابة رد الجميل ولكن بطريقة مغايرة فلا يخلف ذلك فينا إلا جروحاً عميقة يصعب شفاؤها وينتابنا جرّاء ذلك شعور باليأس والضيق والوحدة وابتعاد الناس عنّا و كأن الأجل قد دنى منّا ولكن ما نلبث طويلاً حتى ندرك بأن لا بقاء لشيءٍ على حاله ولا ديمومة لأحد لأن الله وحده من يبقى في نهاية كل شيء فهو الأول ولا شيء قبله والآخر ولا أحد بعده. وفي هذا كتبت:







    ما أَصْعَبَ أنْ تَعيشَ الحُزنَ، بِقلبٍ ٍيَنتَفِضُ يَئِنُ، تَشْكُو ما فَعَلَ بِكَ الزَمَنُ، تَطْلُبُ ما
    فُقِدَ مِنْ أَمْنٍ، بِعَيْنٍ تَبكِي بِمرارةٍ، فتَسِيلُ دُمُوعٌ بغزارةٍ، تَجْرِفُها رِياحٌ هَدّارةٌ، حِصْنُكَ قد اِقْتُحِمَتْ أَسوارُهُ، قد هُدِمت حتى أركانه، لَمْ تَبْقى حتى آثارُهُ، تَسْتَرسِلُ في
    آلامِكَ، لا تجِدُ أحداً بجانِبِكَ أو أيّ شخصٍ أمامَكَ ،قَدْ كُنْتَ في يومٍ مَرِحاً، تَغْمُرُ كُلَّ العالمِ فَرَحَاً، وبأَصْداءِ صَوْتِكَ صَدِحاً، تُزْهِرُ في بُسْتانٍ واسِعٍ، ضَحِكاتُكَ بإيقاعٍ رائعٍ ، لَمْ تَعُدْ أنتَ كذلكَ، ولَسْتَ بِراضٍ عَنْ ذلكَ، لكِنَّهُ أَضحى واقع ،جَسَدُكَ فيه ضائعٌ، فالكاهل مِن حِملٍ أُثقِلَ والصبرُ فيكَ تَمَلمَلَ، الضَعفُ منك تَمَكَنَ واليأسُ فيكَ تَغلغلَ، حالُكَ خُضُوعٌ وتوَسُّلٌ ،وها أنتَ وحيد في الظَّلماءِ، تَتَخبط كَروحٍ عمياءٍ، من غير دليلٍ و ضياء، حائراً لا تجِدُ مَنْ يُسنِد ،وبقوةٍ أزْرَكَ يَشْدُدْ، خَطوُكَ في سيرٍ مُتَعَثِّرٍ، لا تَتَقَدَمُ بَل تَتَأخَرُ، طَرَفُكَ وَكأَنَّه مُتَخَدِّرٌ، تَنطَلِقُ شهقاتٌ أسِيرةٌ ،تَتْلوها أَنّاتٌ مَريرُةٌ، عَبَراتٌ أضحت حَسِيرةٌ، عِظامُكَ محطمةٌ و كَسِيرةٌ، جِراحُكَ عمِيقَةٌ وكثيرةٌ ،مؤلمةٌ في شفائها وعَسِيرةٌ ،وما مِنْ أحدٍ يُداويكَ أو حتى يَأخُذُ بِيديكَ، يَخْشى الظُلمَ يَخافُ عليكَ، ويُعينُكَ لِتَسيرَ الدَرْبَ، فَعُبُورُهُ حَتْماً صَعْبٌ، إذا ما أعياك تعبٌ ، فَمُصابُك جَللٌ، والخَطبُ:
    ندمٌ يُعيقُ بِلا سببٍ، فَلَمَ تَجْني أيَّ ذنبٍ! ولم تؤذي أَيَّ محبٍ ،لم تٙخُن أيَّ عهدٍ ،ولم يَخِب فيكَ ظَنٌ، ولم تُخْلِف من وٙعدٍ، فَكم خاطراً جَبَرتَ؟! وكَمْ جُرحاً رَبَطْتَ ،على راحَتهمُ سَهِرتَ ,لأوجاعِهم بشدةٍ تَأَلمْت َ،وبِرَغْمِ هذا تُرِكْتَ، غريباً فيهم اصبحتَ ،لَمْ يعد مَعَكَ صديقٌ ،ولا خَليلٌ شَفيقٌ، من روحك قريب شقيقٌ ،يُبادِلُكَ حباً عريقاً ،يواسيكَ وقتَ الضيقِ ،أنْتَ والوحدةِ فريقٌ، هي لكَ خَيرُ رفيقٍ ،لا تُفارِقْكَ بل ظِلٌ لَصيقٌ ،ماذا حَدَثَ لكَ فجأة؟! على وَجْهِكَ هِمْتَ، في ضَلالِكَ تَخَبَطْتَ؟! فِي وادٍ عَميقٍ سَقَطْتَ، مِن هَمِكَ تَتَوَجَعُ، جِدارُ آمالِكَ تَصَدَعَ، كَيانُكَ تآكلٙ وتزٙعزع، مِنْ طَعنةِ سِكينٍ تَضَعْضَعَ، لا تَلْبَثُ تَنْهَضُ حتى تَقَعَ، نَبْضُكَ يَخْفِقُ يُصبحُ أسرعُ، وكأنه حانَ الوقتُ، اقتربَ مِنكَ الموتُ، لم يعد يُسمَعُ لَكَ صَوتٌ، صُراخُكَ غيرُ محسوسٍ، حُضوركَ لَيْسَ بمُدْرَكٍ، وتأثيرُكَ غيرُ مَلموسٍ، إلى حَتفِكَ سَبَقْتَ، أيَّ فعلٍ قَد جَنيتَ؟! وبماذا تُراك ابتُليت؟!لَمْ تَعُدْ تَرى الحُلْمَ ؛بَل مجرد كابوسٍ مُبهٙم ،يَدفَعُكَ إلى سراب، ٍويوقعك في وَهمٍ، نَظَراتُكَ مِلؤُها بُؤسٌ وَغَمٌّ، تَبحَثُ بعناءٍ وبسٙقم ، وبحيلة خُتمت بالعقم،عن بَقايا ذاتٍ، غارقةٍ في شتاتٍ، أمستْ مَحضَ رفاتٍ، مدفونةٍ مع فتاتٍ، من بريقٍ لذكريات ٍ،خافِتٍ ليس به وهجٌ ،أرخى إلى نومٍ وسباتٍ؛ طويلٍ منذ سنواتٍ، فهذه هي الحياةُ ،لا شيءٌ يَبقى للأبد، ومَنْ رَحَلَ لَيسَ بآتٍ، ومَنْ غادرَ لَنْ يعودَ، وإن قَطَع لَك الوعودَ ،الكُلُّ إلى عدمٍ مَهما طالَ بهِ الوجودُ، فلَيْسَ لشيءٍ إلا الفَناءُ، فهذا ما به شاءَ؛ ربُ الأرْضِ والسماءِ، كلٌّ الكون هالكٌ إلا وجهَهُ لَهُ الخلودُ و لهُ الديمومةُ والبقاءُ..


    التعديل الأخير تم بواسطة SuraAltamimi ; 29-6-2017 الساعة 07:22 AM

  2. 6 أعضاء شكروا SuraAltamimi على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...