وَلَقَدْ رَمَانَا المُشْرِكُونَ بِأَسْهُمٍ لمَ تُخْطِ لَكِنْ شَأْنُهَا الإِصْمَاءُ
هَتَكُوا ِبخَيْلِهِمُ قُصُورَ حَرِيمِهَا لمَ يَبْقَ لاَ جَبَلٌ وَلاَ بَـطْحَاءُ
جَاسُوا خِلاَلَ دِيَارِهِم فَلَهُمْ بهَا ِفي كُلِّ يَـوْمٍ غَارَة شَعْـوَاءُ
بَاتَتْ قُلُوبُ المُسْلِمِينَ بِرُعْبِهِمْ فَحُمَاتُنَا ِفي حَرْبِهِم جُبَنَاءُ

كَمْ مَوْضِعٍ غَنِمُوهُ لم يُرْحَمْ بِهِ طِفْلٌ وَلاَ شَيْخٌ وَلاَ عَـذْرَاءُ
وَلَكَمْ رَضِيعٍ فَرَّقُوا مِنْ أُمِّـهِ فَلَـهُ إِلَيْهَا ضَجَّـةٌ وَبُغَـاءُ
وَلَرُبَّ مَوْلُودٍ أَبُوهُ مُـجَدَّلٌ فَوْقَ التُّرَابِ وَفَرْشُهُ البَيْـدَاءُ
وَمَصُونَةٍ ِفي خِدْرِهَا مَحْجُوبَةٍ قَدْ أَبْرَزُوهَا مَالهَاَ اسْتِخْفَاءُ
وَعَزِيزَ قَوْمٍِ صَارَ ِفي أَيْدِيهِمْ فَعَلَيْهِ بَعْدَ العزّة استخْذاءُ

لَوْلاَ ذُنُـوبُ المُسْلِمِينَ وَأَنَّهُمْ رَكِبُوا الكَبَائِرَ مَا لهَنَّ خَفَـاءُ
مَا كَانَ يُنْصرُ لِلنَّصَارَى فَارِسٌ أَبَدًا عَلَيْهِمْ فَالذُّنُوبُ الـدَّاءُ
فَشِرَارُهُمْ لاَ يَخْتَفُونَ بِشَرِّهِمْ وَصَلاَحُ مُنْتَحِلِي الصَّلاَحِ رِيَاءُ


ابن العسّال