ابنتي المسافرة (خاطرة وجدانية) بقلمي (عمر قزيحه)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,307
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ابنتي المسافرة (خاطرة وجدانية) بقلمي (عمر قزيحه)



    ابنتي المسافرة
    (د. عمر قزيحه – لبنان).

    قد سافرْتِ يا ابنتي، وتركْتِ أهلًا خلفكِ ووطنًا، سافرتِ وتركتِ قلوبًا تبكي، وأعينًا تهمي دمًا لا دمعًا، فإلى أين تهاجرين؟ وأيَّ أفئدةٍ تحطَّمَتْ بهمسِ اسمكِ إذ تغادرين؟ يا طفلةً من القلبِ كان مولِدُها، وفي الصدر ظَلَّ موئِلُها؟ أأدركْتِ يا ابنتي يومًا أنَّ السفر ما هو إلا سيف؟ سيف يَغُوصُ في أفئدة الآباء ليمزِّقها قطعًا متناثرة لا يجمع بينها شيء من بعدها، إلَّا الذكريات الحزينة البائسة.
    سافَرَتِ ابنتي، غادَرَت بيتًا فيه قد نشأت، تَرَكَتْ وطنًا في أرجائه ترعرعت، ونَسِيَتْ مدرسةً فيها تعلَّمت، من أنهار العلم والأدب هناك قد غَرَفَتْ، وأمام عيونٍ ترنو إلى جمال صباها في دروب الحياة انطلَقَتْ، واليومَ إلى مجاهل الدروب قد تَرَكَتْ حِمَاهَا وانطلقَتْ! ذَهَبَتْ بجسمها تاركةً في قلوبنا روحَها، لتمشيَ على أرض مدعاس، قد ذاقَ مُرَّ كأسِها كثيرٌ منَ الناس، وتتغرَّب داعثةً في تلك البلادِ البعيدةِ حتَّى تتمكَّن من العيش الكريم، ولكن لم يبقَ لها إلَّا رسائل لا يمكن لها أن تُطفِئ نيران الاشتياق المتبادلة بين الطرفين، ولا تستطيع أن تخفِّفَ من جذوة لَهَبِ الحُبِّ في القلوب الحائرات شيئًا!
    وهل بقي لي، يا ابنتي، ما أقوله لكِ؟ أيُّ كلام يُعبِّر عن اشتياقي إلى رجوعكِ؟ أيُّ معانٍ أكتبها لتقنعكِ بالعودة؟ في قلبي كلامٌ طويل، وفي قلمي حِبْرٌ قليل! فلا أجدُ يا حورِيَّةَ الغيابِ وبلسمَ الكيانِ ونبضَ الوجدانِ، ما أقوله لكِ سوى:


    أَيَا طِفْلَتِي ارْجِعِي وهذا نِدَائِي
    فَأَنْتِ حَبِيْبَتِي وتِلْكَ بِلادِي



    تاريخ الكتابة: 2018م
    تاريخ النشر أوَّل مرَّة: 2020م في كتابي: بِنية اللغة العربيَّة أداء وتعبيرًا
    تاريخ النشر ثاني مرَّة: 2021م منذ أيَّام قلائل، في العدد 298 من المجلَّة الكنديَّة (مشوار ميديا) الصادرة باللغة العربيَّة في تورنتو وما يجاورها.

    في اللغة:
    المدعاس: كلمة فصحى، وهي الطريق التي يكثر المرور عليها، ويقال دعس الأرض بمعنى وطأها. الدعث: كلمة فصحى، وتعني وطْءَ الطريق بِشِدَّة. بيت الشعر موزون وفق بحر الطويل، وهو من نَظْمٍ شخصي.


  2. 5 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...